تشكيل الحكومة يجب ان يتم خلال ثلاثين يوما وهي مدة دستورية، وعلى الجميع الالتزام بها في ظل ظروف سياسية معقدة واخرى امنية اكثر تعقيدا، فالحالة التي يمر بها العراق تمثل تهديدا حقيقياً لكل العراقيين وتنذر بخطر تقسيم البلد لاسامح الله. وتبرز في هذه الايام اربعة عقبات تتحكم وتؤثر على عملية تشكيل الحكومةالعراقية ومستقبلها ومستقبل العراقيين جميعاً،ويمكن اجمالها باختصار كما يلي :

اولاً :

حكومة تمثل الجميع ويرضى عنها السنة والكورد

كيف سيتمكن السيد حيدر العبادي من تشكيل حكومة بشركاء انعدمت الثقة بينهم لمدة سنوات على اثر توالي الازمات وتفاقمها وماهي الضمانة او الضمانات التي سيقدمها العبادي لشركائه الذين وضعوا طلباتاً وافكاراً وشروطاً قد يتقاطع بعضها مع الدستور وقد لايتفق بعضها مع افكار ورؤى الاخرين الشركاء، او يتفق ويتماشى البعض الاخر منها مع الدستور؟!

ان موافقته على طلبات الكتل السياسية والمكونات يعتبر امر في غاية الصعوبة والحساسية وبحاجة الى جمع كل الطلبات والبرامج ووضعها في برنامج واحد يرضي الجميع، لتحقيق مبدأ التوافق الدستوري،والاصعب من هذا كله هو فترة الثلاثين يوما والتي انقضى نصفها هي فترة لاتتناسب مع الواقع الصعب والفرقة وانعدام الثقة بين المكونات والكتل فنرى ان بين ابناء المكون الواحد الشيعي او السني مثلا نجد هنالك خلافات وتناقضات فيما بينهم وخلافات بين الكورد انفسهم وباقي الاقليات التي وصلتها حالات الاختلاف والتفرقة والصراعات السياسية.

ثانياً:

البرنامج الاصلاحي وخارطة الطريق

ان تقديم برنامج اصلاحي وخارطة طريق يعتبر في مقدمة الاولويات التي ستكون سبباً في نجاح الحكومة المقبلة او فشلها، وعرض البرنامج على البرلمان وعلى الرأي العام يعتبر في غاية الاهمية، ولابد ان تخضع الحكومة الجديدة الى التقييم والمراقبة خلال فترة دستورية محددة قد تكون مائة يوم او مائة وعشرون يوما سوف يضعها امام مشكلة سحب الثقة عنها،ويضع ضغوطا شعبية ودستورية وسياسية يجبرها على تنفيذ برنامجها الاصلاحي كي يعرف العراقيين الى اين هم ذاهبون وبأي اتجاه يسير بلدهم والى اي نقطة يسير بهم السياسيين. ان الاصلاح الذي يبدأ من المنظومة القضائية والمؤسسة العسكرية والامنية هو الاصلاح الحقيقي الصادق الذي سيضع العراق والعراقيين على الطريق الصحيح، ولقد طالب عدد من السياسيين الوطنيين وفي مقدمتهم الدكتور اياد علاوي رئيس ائتلاف الوطنية بهذا البرنامج الاصلاحي وبضمانات دولية حتى يتحقق التغيير المنشود.

ثالثاً :

الدعم الأميركي للحكومة

لقد اعلنت الادارة الامريكية والرئيس اوباما موقفها بشكل رسمي اكثر من مرة والذي يقضي بدعمهم للعراقيين اذا تمكنوا من التعاون وتشكيل حكومة تمثل الجميع ويرضى عنها السنة والكورد وستحضى بدعم واشنطن،ولقد حذرت الادارة الامريكية وعلى لسان عدة مسؤولين امريكيين بان الفرصة لاتزال موجودة وسانحة للعراقيين للنهوض ببلدهم، وان مسالة ارضاء السنة على الحكومة الجديدة باتت في مقدمة الاولويات لابل في مقدمة التحديات، ولقد ورد في كلام الرئيس اوباما قبل عدة ايام في مقالبة صحفية حين قال " ان الشيعة اقروا قوانين ظالمة ضد السنة والكورد " وهذا الموقف قد يساهم في دفع السنة الى رفع سقف مطالبهم مما يجعل التفاوض على تشكيل الحكومة مخاضاً صعباً, فهل سيتمكن السيد حيدر العبادي من تشكيل حكومة ضمن تلك المواصفات الصعبة وقادرة على النجاح والاستمرارا وتحظى بدعم امريكي؟!

رابعا:

" داعش "، على الباب

لقد حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما من هذا الخطر الارهابي الفتاك حين قال " على العراقيين ان يتوحدوا والا فالذئب على الباب " ان كلام الرئيس اوباما وكذلك العديد من السياسيين الامريكان ووزير خارجيته في الاونة الاخيرة تمثل تحذيرا جدياً للساسة العراقيين ولابد ان تؤخذ بنظر الاعتبار والاهتمام ووضع المصلحة الوطنية العليا للعراق ولشعبه في مقدمة الاولويات وان يعزف السياسيين واحزابهم عن البحث عن مناصب وامتيازات حزبية وفئوية ضيقة في زمن المحنة هذه والتي مازال المواطن العراق فيها هو الخاسر الوحيد والاكبر. ولقد اشترط الرئيس اوباما بكلام واضح لالبس فيه اشترط تقديم الدعم العسكري والامني والسياسي للعراق بتنفيذ حكومة بغداد لأصلاحات سياسية حقيقية من شانها ان تنقل البلد الى واقع افضل.

امام تلك العقبات الاربعة ولااجزم انه لاتوجد غيرها لان المشهد العراقي اصبح في غاية التردي وسيادة العراق منتهكة، وملف الخدمات متراجع باستمرار ويمر المواطن العراقي بحياة يومية صعبة جدا تجعله فاقدا للامل بممثليه وقياداته السياسية للاسف، لكن الوقت مازال مناسبا والاصلاح مازال ممكننا لانقاذ العراق ووضعه على خارطة طريق تعيد له سيادته وتعيد للانسان العراقي كرامته.وكل شيء ممكن وبارقة امل في الافق موجودة والتوفيق من الله.&

&

[email protected]&