بغض النظر عن الطريقة التي يصل بها الاف القتلة والمجرمين المأجورين من انحاء العالم الى سوريا والعراق واقليم كوردستان والذي يثير أكثر من تساؤل حول التسهيلات الاقليمية والدعم اللوجستي لهذه العصابات المنفلتة التي لا تهدد الامن والسلام في المنطقة وحدها وانما الامن والسلام الدوليين فقد ان الاوان لتقوم كل الاطراف الاقليمية والدولية بتوحيد جهودها من اجل مواجهة حاسمة للإرهاب على نطاق واسع ينقذ العالم من هذا الخطر المدمر الذي يهدد الجميع

الارهاب عالمي والمواجهة يجب ان تكون عالمية فليس في مقدور سوريا او العراق او اقليم كوردستان لوحده مواجهة هذه الهجمة المنظمة التي تجمع المقاتلين والامكانات المادية من كل انحاء العالم وليس سرا ان هناك مئات القتلة القادمين من اوروبا لوحدها لممارسة طقوسهم الاجرامية مما يعني ضرورة اجتماع الاطراف المعنية، الاقليمية منها والدولية، لبحث سبل التصدي والمواجهة العسكرية وكيفية تجفيف منابع التمويل والدعم اللوجستي ووضع الخطط اللازمة لمعالجة القصور في السياسات التربوية والتعليمية والثقافة المتخلفة التي تشكل البيئة الحاضنة والمنتجة والمصدرة للفكر والسلوك الارهابي.

توحيد الجهود ومن خلال عقد مؤتمر دولي لمواجهة الارهاب يعني فيما يعنيه ايضا معالجة المشاكل والازمات العميقة الجذور في المنطقة لا سيما المتعلقة منها بحقوق الانسان والحريات العامة والشراكة الحقيقية في صنع واتخاذ القرار المركزي والوحدة الوطنية القائمة على الاتحاد الاختياري دون تهميش او اقصاء او الغاء للآخر فقد اثبتت تجربة قرن من الزمان عقم سياسة الالحاق والدمج القسري والوحدة الاجبارية ولم تجلب غير المآسي والاضطهاد والحروب العبثية الدموية واخرها توفير البيئة الملائمة لبروز ظاهرة الارهاب على هذا النطاق الواسع الذي نشاهده اليوم.

لقد ان الاوان لعقد مؤتمر دولي يضم الاطراف الاقليمية على وجه التحديد والتي اتخذت من سوريا والعراق واقليم كوردستان ساحة لتصفية الحسابات فيما بينها من جهة وتحقيق مكاسب في ملفات اخرى من جهة ثانية.

لقد حقق التضامن الدولي المحدود مع اقليم كوردستان الذي يشكل خط الدفاع الاول في مواجهة الارهاب قدرا واضحا من المكاسب واوقفت تقدم الهجمة البربرية الدموية على الارض الامر الذي يقدم مثلا عن مدى اهمية التعاون الدولي واتحاده في مواجهة الارهاب واذا كان من الاهمية استمرار هذا الدعم والتعاون مع اقليم كوردستان فمن الاهم والاكثر تأثيرا والحاحا هو عقد مؤتمر دولي يوحد المواقف ويخرج بقرارات ملزمة وينظم وينسق كل الجهود والامكانات المتاحة لتحقيق انتصار نهائي وحاسم على الارهاب الدولي لا في كوردستان فقط وانما في العراق وسوريا وكل انحاء المنطقة والعالم برمته.

ان مدى جدية وحرص أي طرف على مواجهة الارهاب تكمن في مدى استعداده للمشاركة في هكذا مؤتمر دولي اولا وعلى مدى التزامه بتنفيذ مقرراته ثانيا فلم يعد هناك متسع من الوقت للاستنكارات الخجولة والادانة المبطنة والارهاب يطرق ابواب الجميع فهل من يسمع؟

&

*comsbamarni@hotmail.