تمر علينا في الاول من أيلول سبتمبر القادم، الذکرى السنوية الاولى لمجزرة أشرف الکبرى التي تم إقترافها من قبل قوات تابعة لحکومة نوري المالکي بحق سکان معسکر أشرف، حيث تم قتل 52 فردا من السکان وهم معصوبي الاعين و مقيدي الايدي الى الخلف أي تماما کمن ينفذ بحقه حکم الاعدام، بالاضافة الى جرح عشرات آخرين مع إختطاف 7 آخرين 6 منهم من النساء لايزالون مجهولي المصير لحد الان، هذه المجزرة المروعة التي تم شجبها وإدانتها بشدة على أکثر من صعيد، لکن مع ذلك لايزالون الذين إرتکبوا هذه الجريمة البشعة أحرارا و لم يتخذ أي إجراء بحقهم. سکان معسکر أشرف و ليبرتي الذين تعرضوا لتسعة هجمات دامية من جانب قوات مؤتمرة بأمر المالکي، وذاقوا الامرين من جراء السياسات التعسفية الظالمة التي مورست ضدهم طوال فترة ولايتين للمالکي، جاءت مجزرة أشرف الکبرى المروعة و التي هزت ضمير المجتمع الدولي و دفعت منظمة الامم المتحدة من هول و بشاعة المجزرة الى المطالبة بإجراء تحقيق حولها، غير انه و عوضا من أن تقوم لجنة او هيأة محايدة بالتحقيق في هذه الجريمة المأساوية، فقد عهدت حکومة المالکي الى أن يقوم من شارکوا في تلك المجزرة بالتحقيق فيها، وهو مايدفع للسخرية الکاملة، لکن الانکى من ذلك أن نتائج التحقيقات التي صدرت عن هذه اللجنة دلت على أصل و معدن هذه اللجنة التي إعتبرت أن سکان معسکر هم المقصرين و لمحت أيضا الى إحتمال أن يکون المخطوفين متورطون في هذه المجزرة!! يقول الرسول الاکرم"ص": البينة على من إدعى و اليمين على من أنکر."، ومثلما توضح فإن الافراد الذين خرجوا أحياء من تلك المجزرة و شهدوا على مجرياتها و أحداثها، فإن کل الادلة و القرائن کانت تؤکد بأن قوات حکومية منظمة هي التي قامت بتنفيذ تلك المجزرة، ومن المفيد هنا أن نشير الى ماذکره السيد الدکتور طاهر بومدرا، مسؤول ملف حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة بالعراق سابقا و الذي کان من المترددين على معسکر أشرف بحکم عمله الوظيفي، إذ أکد بأنه من المستحيل أن تستطيع أية قوة تجاوز کل تلك السيطرات و النقاط التفتيشية المتواجدة في معسکر أشرف دون أن يفتضح أمرها، موضحا بأن حجم القوة المهاجمة و طريقة الدخول، تثبت أنه کان هناك تنسيقا وتعاونا مسبقا، لکن حکومة المالکي و عوضا عن أن تدافع عن نفسها بالادلة و القرائن و تدحض الشبهات، فإنها إکتفت برفض علمها بما جرى و إکتفت بنتائج تحقيقات تلك اللجنة المهزلة، ولذلك فإنه من الواضح جدا أن هذه القضية ستبقى مفتوحة و مطروحة بقوة و تحتاج الى إجراء تحقيق محايد بشأنها و إنصاف الذين قتلوا ظلما کما يجب إعطاء المعلومات الکاملة عن السبعة المختطفين و إماطة اللثام عن کل مايتعلق بهم. يقول الله سبحانه و تعالى في الآية 32 من سورة المائدة:"من أجل ذلك کتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فکإنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فکإنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان کثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون"، واننا نعتقد بأن الذين قتلوا في مجزرة أشرف بشکل خاص، ومعظم الاخرين الذين أردي بهم خلال الهجمات الثمانية الاخرى التي وقعت في أشرف و ليبرتي، انما قتلوا بغير وجه حق، وان الذي جرى في مجزرة أشرف الکبرى هو جريمة ضد الانسانية بکل المواصفات و اننا نرى الوقت مناسبا جدا من أجل تحريك هذه القضية التي تم تنحية أهم مشارکين فيها خلال الايام القليلة الماضية، وبغير ذلك فإنها ستبقى وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.

&

الامين العام للمجلس الاسلامي العربي.