& وزير خارجيتهم في العراق .. همداني بدل سليماني..تصريحات ظريف ما بين متناقضات ومفارقات.. يقول أن لا قوات إيرانية في العراق وإن القوات تعني الجيش النظامي وما عداه فعصابات إرهاب. فهل يقصد أن قوات فيلق القدس إرهابيةّّ!!. والعراقيون في الداخل وتقارير الصحفية، ومنها في الغارديان، تؤكد وجود قوات سليماني في العراق منذ شهور مع فريق من الطيارين وطائرات سوخوي وأنتونوف تتمركز في قاعدة الرشيد، وتصب النيران على المدن ذات الغالبية السنية، التي توجد فيها عصابات داعشية..وهي تقصف عشوائيا...
&السيد رئيس إقليم كردستان يعلمنا ان إيران أول دولة قدمت السلاح للبشمركة. وهو ما يؤكده ظريف، ويضيف خبر المشاركة في تطوير أداء البشمركة. أما فبل هذا، فقد كانت أخبار عن& دخول قوات من فيلق القدس بقيادة سليماني& إلى الإقليم، لا لمقاتلة داعش، بل لمقاتله الأكراد الإيرانيين المقيمين في العراق والمنضمين للبشمركة في مقاتلة داعش. وقبل هذا وذاك، سمعنا صوت أبي محمد العدناني، الناطق باسم داعش في سوريا،& في رسالة غاضبة للظواهري، يؤكد فيا التزام داعش ب" نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد " بعدم& المس بمصالح إيران وأمنها. ثم عقوبات وزارة الخزانة الأميركية على إيران بسبب أنه من إيران كانت ترسل الأسلحة والمقاتلون إلى سوريا للانضمام للقاعديين. ترى من نصدق؟ وهل إيران تلعب على أكثر من رقعة شطرنج واحدة، وهو ديدنها منذ انتصار الخمينية. ولا نعلم كيف يمكن تصديق حرص إيران على إقليم كردستان وفيدراليتها وهي التي تقمع بالحديد والنار كل تحرك كردي مشروع في أراضيها، ودماء القادة الوطنيين الأكراد الإيرانيين، وفي مقدمتهم قاسملو، لا تزال تلطخ& جبين وأيدي النظام الإيراني. نعم، هي اللعب الخمينية، وعلى أكثر من رقعة شطرنج واحدة فيما الأهداف ثابتة: داخليا تثبيت النظام، وإقليميا الانطلاق من مبدأ تصدير الثورة لاكتساح دولها طائفيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وعند اللزوم عسكريا. خميني استثمر المشاركة الكردية في الثورة، ولكن ليعلن بعد النصر ان الأكراد هم " أبناء الشيطان"،فيقوم بحرق قراهم واغتيال قادتهم. وكان الشاه، من جانبه، يلعب لعبا مماثلة بالتظاهر بمساعدة أكراد العراق، ثم ليدير الظهر ويطعنهم طعنة نجلاء...
&لماذا هذا الازدحام الإيراني في العراق في هذه الايام ؟ لا حاجة للقول بأنه من أجل أن تأتي الحكومة العراقية الجديدة بما برضي إيران ويبقي على دورها المهيمن في جميع مناحي الحياة العراقية. وإذا كان خامنئي قد اضطر في اللحظات الأخيرة للتخلي مؤقتا عن المالكي، فبثمن أن يكون بديله من حزب الدعوة بالذات، آملا أن يكون الدكتور العبادي كسلفه مجرد أداة لتنفيذ المطالب والمشيئة& الإيرانية ، ومنها المشاركة في الحرب السورية والسياسات الطائفية، مع تلوينات جديدة. ورغم إقصاء المالكي، فإنه لا يزال يقذف العبادي بنصائحه الملغومة، ملحا عليه ان يشكل " حكومة الأغلبية" أي حكومة الإسلام السياسي الشيعي حصرا، مع بعش الوجوه الديكورية التي لا تأثير لها على مسار الأحداث.
لقد سبق وأن أوردنا مرارا أن ايران الخميني لا تأبه لا لمصالح شيعة العراق او شيعة المنطقة بل ولا حتى لمصالح شيعة إيران الذين يتعرضون للإفقار والتنكيل. ونذكر& كيفية معاملة شيعة العراق المهجرين لايران زمن صدام وكيف& لاقوا أشكتال التمييز العنصري& فيما عدا من شكلوا المليشيات والأحزاب ومن انضموا تحت علم المخابرات وحراس الثورة هناك. وطبعا لا نأمل أن تسهر على مصالح الأكراد العراقيين ولا –حتما-& مصالح سنة العراق أو الأقليات الدينية، أو القوى الديمقراطية.&
إن المأمول، وكما كتبنا في مقال سابق، أن لا يقع الدكتور العبادي في فخ المالكي وفخاخ لعب الشطرنج الإيرانية. وكما كتب الدكتور غسان العطية في صحيفة الحياة [ [ 20 آب 2014 ٍ]، فإن أمام العبادي فرصة تاريخية لبتصرف بإرادة وطنية عراقية& صارمة، بعيدا عن تأثيرات المالكي ورهطه وعن سياساته الطائفية الفاحشة وعن الألاعيب الإيرانية. إنها فرصة يجب اقتناصها ليكتب العبادي صفحة مشرقة في تاريخ العراق الحديث.
نعم، مشاكل العراق كثيرة جدا ومزمنة ولا تحل بمجرد تبديل المالكي ولا في يوم ولا في حتى في عام، ولكن المهم هو البداية الحكيمة والجريئة والناجحة لشق الطريق أمام سلسلة التغييرات، مع سلم للأوليات [ أولها دحر داعش واسترجاع الأراضي المحتلة]، ومع برنامج دقيق وجدول زمني واضح وعملي وخارطة طريق مدروسة بعناية، تخرج العراق من مطب المحاصصة إلى رحاب المواطنة العراقية التي تسع الجميع، عدا الإرهابيين بكل فصائلهم، ولاسيما داعش الذي يجب أن تتعاون كل& القوى الوطنية لدحره وتحويله إلى رماد تعصف به الرياح... ومن أجل انتشال العراق من الانهيار التام، لابد من تحلي جميع القوى الوطنية المخلصة بالمرونة السياسية والواقعية في طرح المطالب....
&