تقود روسيا"کعادتها دائما"، حملة خاصة ضد الحرب المزمع قيامها ضد تنظيم داعش، وتشترك معها کل الجمهورية الاسلامية الايرانية و الجمهورية العربية السورية، حيث تتفق الاطراف الثلاثة على أن هذه الحرب إنتهاك للسيادة الوطنية السورية مثلما انها حرب غامضة و غير واضحة.

روسيا الغارقة في مستنقع الازمة الاوکرانية و المعانية من تداعياتها و عواقبها الوخيمة على أوضاعها الاقتصادية، تحاول من خلال قيادة هذه الحملة دفع الغرب لشراء موقفها بتقديم تسهيلات لها على صعيد الموقف الدولي من الازمة الاوکرانية، تماما کما سعت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى تقديم خدماتها لمحاربة داعش في مقابل تسهيلات تقدم لها بشأن ملفها النووي، أما الجمهورية العربية السورية، فإنها کانت تطمح الى أن ترى اسمها ضمن قائمة الدول المتحالفة في الحرب ضد داعش کي تعتبر ذلك بمثابة إعتراف بشرعيتها التي فقدتها منذ أعوام.

روسيا التي خلفت الاتحاد السوفياتي، والتي تجد فرقا شاسعا بين وضعها و مکانتها قياسا للإتحاد السوفياتي، تحاول جهد إمکانها و من خلال معظم المشاکل و الازمات الدولية المندلعة أن تجد لها موطئ قدم و وضعا ما يضمن لها ثمة مکاسب او منافع إقتصادية او سياسية، وهي تبذل مختلف المساعي لإيجاد حلفاء ما لها کي يشارکونها في مناوراتها و مراميها، وليس من غرائب الصدف أن تکون الجمهورية الاسلامية الايرانية(حامية المسلمين و نصيرة المستضعفين و عدوة الشيطان الاکبر) و الجمهورية العربية السورية(قلعة العروبة و الصمود و الممانعة و التصدي و رمز المقاومة ضد إسرائيل)، حلفاء جاهزين بحيث يکادا أن يکونا تحت الطلب، لأن مرکبي هاتين الجمهورتين(الاسلامية و العروبية)، تتقاذفهما أمواج کالجبال و فيهما الکثير من الثقوب و تجدان في المرکب الروسي الذي يقودهما دائما آخر معقل کبير تبقى لهما من هذا العالم الکبير.

الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي تؤکد بأنها ضحية للإرهاب، عملت کل مابوسعها من أجل المشارکة في تلك الحرب بداية الامر و أجرت إتصالات متباينة و عبر قنوات مختلفة من أجل أن تحظى برضا"الشيطان الاکبر"و"الغرب الکافر"، وقد کانت في عجلة بالغة من أمرها الى الحد الذي أرسلت فيه قوات من حرسها الثوري الى داخل العراقي لکي يکونوا على أهبة الاستعداد لتلقي الاوامر من"الشيطان الاکبر"، کي يهاجموا داعش و يفتکوا به، وحتى انها ومن باب حسن نواياها، سمحت بالفيديو الذي يظهر فيه قاسم سليماني، قائد قوة القدس وهو يرقص جذلا مع مقاتلين آخرين من الميلشيات الشيعية العراقية، إحتفاءا بالنصر المبين الذي حققوه في آمرلي بعد أن نصرتهم الطائرات الحربية للشيطان الاکبر،

لکن الجمهورية الاسلامية الايرانية، وفي مقابل هذه الخدمة الکبرى، وضعت أمام الشيطان الاکبر طلبا صغيرا طمحت في تحقيقه و هو تقديم شئ من التسهيلات لمشروعها النووي المسالم جدا جدا، لکن، ولأن الشيطان يبقى شيطانا و الملاك يبقى ملاکا، فإن الشيطان الاکبر قد رفض صفقة الملاك الاصغر، ولهذا فقد صممت الجمهورية الاسلامية الايرانية أن توضح موقفها الشرعي و المبدأي بالاشتراك في تحالف مع الدب الروسي الذي يمکنه أن يسلي کل من يدفع له أکثر!

أما الجمهورية العربية السورية، قلعة الافکار و الطروحات القومية العروبية و الحصن الحصين لمواجهة إسرائيل و کل الطامعين في الارض العربية، والتي غيرت تکتيکها حاليا بأن تقاتل بروح علوية مستمدة من تراثها الفکري و تأريخها النضالي العميق جدا، فإنها وبعد أن وجدت أن الولايات المتحدة و دول الغرب لم يجعلوها تحظى بمجرد إلتفاتة بسيطة منهم، فإنها و دفاعا عن العروبة و السيادة الوطنية السورية التي وبفضل القيادة الحکيمة للرئيس القائد بشار الاسد لم تدنس من قبل أية بساطيل غريبة، فإنها قررت هي الاخرى الوقوف بوجه هذا التحالف الدولي ضد داعش الذي ينام بکل وداعة و طمأنينة في جحر محدد بعرين اسد العروبة الرئيس بشار.

ثلاثي أضواء المسرح، الذي کان يتکون من ثلاثة فنانين هم المرحوم الضيف أحمد و جورج سيدهم و سمير غانم، أدخل الفرحة و الضحکـة لفترة من الزمن في قلوب و نفوس المشاهدين العرب، مثلما أن الثلاثي المرح اللائي أطربن الاسماع العربية لفترة بأغاني شجية، يضاف الى هذين الثلاثيين، ثلاثي جديد يتقطر من کل واحد منهم الدعة و الطيبة و الانسانية و حب الخير!

&