&لقد قلنا و على فضائيات عراقية، بأن على العراقيين جميعاً أن يتجاوزوا عقلية قراءة جميع الإحداث والتطورات الخاصة بالعراق بنظرية المؤآمرة، خصوصاً فيما يتعلق بأمر إنعقاد مؤتمر باريس و تشكيل تحالف دولي لدعم العراق ضد الإرهاب، ذلك لأن هذا المؤتمر و أهدافه أو مقرراته، يخص ضمنياً الدول المُشاركة أيضاً بقدر ما يعني العراق، لاسيما بعد المشاهد الرهيبة لعمليات القتل و الذبح بحق الصحفيين الغربيين و الجرائم الأخرى التي قام بها داعش علناً ضد الأجانب، الأمر الذي نعلم بأنه أثار موجة غضب عارمة في العواصم الغربية و خصوصاً في الصحافة و الإعلام.&

&ثم علينا أن نفهم، نحن العراقيين، بأن ثمة أسباب أخرى وراء تنظيم هذا المؤتمر، أبرزها هو ظهور حقيقة إنضمام أعداد كبيرة من حملة الجنسيات الأوروبية الى تنظيم داعش و القتال في صفوص هذا التنظيم، هذا التطور في ملف الأرهاب، هو بحد ذاته، يشكل تهديداً حقيقياً لأمن الدول الأوروبية و الغربية.

&إضافة الى ذلك، ثمة أدلة أخرى على مدى خطورة جماعة داعش الإرهابية و توسيع نطاق تهديداتها، ربما تتمثل هذه الأدلة في أنباء مؤكدة عن تسريب معلومات أمنية قبل أيام تشير إلى أن الإرهابي "مهدي نموش" المسجون حالياً في فرنسا لاتهامه بالهجوم على المتحف اليهودي في بروكسيل، كان من بين عناصر داعش في سوريا، هذا الإرهابي كان سجاناً في صفوف الدولة الإسلامة و كان يعذب الرهائن الفرنسيين، و خطط، قبل اعتقاله و وفقاً لإعترافاته، لتنفيذ عملية إرهابية في قلب باريس و تحديداً في شارع شانزيليزيه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي قبل شهرين.

&وعندما نلاحظ اليوم أن باريس هي التي تحضن المؤتمر الخاص بدعم العراق ضد الإرهاب، فأن هذا ليس سوى بمثابة أستراتيجية وقائية منها لحماية أمنها وأسقرارها السياسي. فرنسا و على إثر تلك المخاطر التي تواجهها على أراضيها، تريد الآن أن تلعب دوراً محورياً في محاربة الإرهاب و أن لاتقف مكتوفة الأيدي الى تطالها التهديدات مباشرةً، و ربما خير دليل على ذلك هو إنتشار قواتها في عدة مناطق في العالم مثل أفريقيا الوسطى و مالي و ربما ستنشرها في ليبيا و تفتح جبهتين عسكريتين أخرتين في سوريا و العراق، و كل ذلك تعزيزاً لسلامة و أمن مواطنيها و مساعدة الدول التي بحاجة الى دعمها.&

&من جانب آخر، ليس هناك ما يثير قلق بعض الأوساط السياسية العراقية بشأن أهداف هذا التحالف الدولي ضد الأرهاب، و أي مخاوف بهذا الصدد هي مخاوف مصطنعة، لأن هذا الدعم الدولي، أولاً، لايشمل أي تدخل بري لقوات التحالف أو عودة جنود(الإحتلال) على حد تعبير تيارات طائفية في العراق!، و إنما يقتصر فقط في تدابير معينة للتعامل مع إرهاب داعش، تتمثل هذه التدابير في الدعم العسكري للغارات الجوية على مواقع الإرهابيين في العراق، ومنع المقاتلين الأجانب من الانضمام إلى صفوفهم و تجفيف موارد الدعم المالي لهم و أخيراً محاولة مواجهة أفكار داعش المتشددة ليس إلا، و هذا يعني أن على العراقيين أنفسهم أن يتصدوا لتهديدات الإرهاب براً و إعتماداً على قدراتهم القتالية و بالمراهنة على الجيش العراقي و قوات البيشمركة.

&

كاتب و باحث – من كردستان العراق

&