مع قيام التحالف الدولي ضد داعش، والحديث عن ملاحقته في سورية، قام ضجيج روسيا والصين وإيران تحت ستعار أن ذلك انتهاك للقانون الدولي ، وأن كل إجراء يجب أن يحترم هذا القانون.
ليس غريبا صدور مثل هذه الضجة عن دول تمارس سياسات توسعية دون أية مبالاة بالقانون الدولي وبسيادة الآخرين.
الصين تثير المشاكل باستمرار مع جيرانها، وتطالب بالأرض من هذا الجار وبالجزر من ذاك . أما بوتين، فقد ضرب الرقم القياسي بعد هتلر في العدوان المسلح وقضم المقاطعات والأقاليم. فعل هذا في جورجيا. وغزا شبه جزيرة القرم، وهو بواصل زعزعة وتفكيك أوكرانيا والسير لضم مناطقها الشرقية. إنه يأمر وينهي وكأن البلاد ملكه وعليها ألا تخطو خطوة لا ترضي مطامعه في استعادة الاتحاد السوفيتي كما كان. اليوم مع أوكرانيا، وغدا مع دول البلطيق وبولونيا وغيرها، مستغلا ضعف ردود الفعل الغربية التي ترفض حتى يومنا تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية بحجة أن البلد ليس عضوا في حلف الأطلسي. وكما الصين، فإن روسيا بوتين تقف مع العديد من الأنظمة العدوانية والمنتهكة لحقوق الإنسان، من أمثال سوريا وكوريا الشمالية وإيران والسودان والدول الدكتاتورية في أميركا اللاتينية. وروسيا تشارك عسكريا في إبادة السوريين، وتشل مع الصين عمل مجلس الأمن، وتشجع إيران على برنامجها النووي.
تبقى إيران الخمينية، البارعة هي الأخرى في المناورة والفعل المعاكس للأقوال، والتدخل قي شؤون الدول الأخرى. إنها في سوريا، التي تحولت لضيعة لها. وهي تخطف لبنان، الذي ظل بلا رئيس بسبب حزب الله. وهي تدعم الحوثيين، الذين يحرقون اليمن. . أما العراق، فهو ولايتها بامتياز برغم كل أقوال هذا المسؤول العراقي أو ذاك. إنها في كل مفاصل الحياة السياسية العراقية، وفي جميع مناحي الحياة الاجتماعية والتجارية والأمنية والمذهبية. إنها تحتل العراق بمليشياتها، التي صارت هي الجيش الحقيقي، وبفيلق فدسها، وبأعوانها السياسيين، وبأموالها، وبالجمعيات& الموصوفة بالخيرية أو الدينية، وحتى باللغة والعملة وصور خميني وخامنئي ولم يبق – كما كتب معقب عراقي – غير أن ترتفع الأعلام الإيرانية في كل مكان بعد أن صار المجال الجوي العراقي تحت تصرفها. وحين يرفض المجتمع الدولي دعوة إيران لحضور المؤتمرات والاجتماعات المكرسة لمحاربة داعش، فإن حكام العراق هم من ينتقدون ويطالبون بالحضور الإيراني. ولكن أحدا لم يفسر لنا كيف ترسل إيران قواتها لإقليم كردستان لمحاربة أكراد إيرانيين يشاركون البشمركة في محاربة داعش، هذا من جهة؛ وبين إرسال بعض قطع السلاح للإقليم من جهة أخرى- وعلما بأننا لم نسمع& من قادة البشمركة من يشيد بنوعية تلك الأسلحة وفاعليتها بينما سمعنا تصريحات في الثناء على فاعلية الأسلحة الفرنسية. ولمن لا يزالون يصدقون مسرحيات التعاطف الإيراني مع أكراد العراق، فها هو قائد الحرس الثوري محمد الجعفري يصرح بان أميركا لا يهمها العراقيون بل إن همها الوحيد& وهدفها هما حماية المكون الكردي. ورغم أن هدف أميركا والحلفاء أكبر وأوسع بكثير، فلماذا يغتاظ الجعفري من حماية أكراد العراق وهم جزء مهم من العراقيين وإقليمهم صار ملاذ الناجين من الإرهاب؟؟
روسيا بوتين والصين وإيران تخشى أن تتطور المعركة ضد داعش إلى مزيد من إضعاف الأسد وهز نظامه أكثر فأكثر وتهديده فعليا. أما مئات الآلاف من ضحايا الأسد وملايين المهلجرين والنازحين، فلا قيمة لهم لا عند نظام الفقيه ولا عند زعماء الصين أو عند القيصر الروسي. فكيف إذن تؤخذ على محمل الجد صرخاتهم عن القانون الدولي!!!&&&&&
&