&
لم يتبق لنا من هوية الروح غير جثث مترامية العبث هنا و هناك، و بنادق علاها الصدأ و لم تغادرها غشاوة الحقد، و دماء يبست على تراب خجول مما تبقى من خطوات هاربة لاهثة، و سيوف تستعيد ذاكرة انطفئت حين تاريخ.
لم يتبق لنا من هوية البراءة غير عيون تلاحقنا بوجعها، تحاسبنا على صمتنا،& تقهرنا بمائها الحزين.
لم يتبقى لنا من هوية الانتماء سوى حقائب و تلويحات و دموع و حنين و أطلال توجع الذاكرة و لا توقظها... سوى تقمص الغربة التي ستبقى عباءتها فضفاضة علينا لاننا لم نؤسس لعودتنا من منافيها.
لم يتبق لنا من هوية الجذور إلا هذي الصور و الذكريات و طلقة تنهي كل هذا العبث الذي امتد لعقود لعلها تمحو كل غرابة الماضي و سخريته منا نحن السذج الذين امضينا العمر عند حافة الهاوية نخشاها و نتجنبها ليس إلا.
لم يتبق لنا من هوية الايام الآتية سوى أحلام مؤودة و عزلة هادئة و اشلاء افكار مبعثرة لعلنا نعلم يوماً ما... من كنا؟.... و كيف كنا؟؟... و من سنكون؟؟!!.
كاتب سوري مقيم بالسويد&
&