القرضا ي، زعيم الإخوان الروحي، وتوابعه متطيرون وغاضبون& من التحالف الدولي ضد داعش بمبادرة الولايات المتحدة، التي لا تسيرها القيم الإسلامية على حد تعبير القرضاوي. إخوان الأردن أعلنوا ذلك. وحتى إخوان سوريا في المعارضة يعلنون أنهم لا يقاتلون من أجل الأمن القومي الأميركي وكأن الخطر الداعشي لا يهدد أولا شعوب المنطقة، ليتعداها للعالم. أما الخمينيون- بكل جنسياتهم ومراتبهم- فلديهم أسباب أخرى بعد عزل إيران عن التحالف والحديث عن ضربات داخل سوريا. فقائد فيلق القدس يعلن أن الولايات المتحدة سوف تندم لو حلقت طائراتها في سماء سوريا. وساسة وحكام من شيعة العراق يبادرون لتمجيد الدور الإيراني واعتباره "مشرفا"،على حد وصف وزير الخارجية. والصدريون إياهم يتظاهرون ضد ما يعتبرونها محاولة احتلال اميركي للعراق رعم علمهم بأن ذلك غير صحيح. وأحد نوابهم يتوعد بالموت للغزاة الأميركيين..... أليس هو صوت سيده في طهران وقم؟!!.وشيخ دين في كربلاء يخطب محذرا من الاعتداء على استقلال القرار العراقي وكأن القصف الأميركي لم يكن بدعوة رسمية من العراق ووفقا للاتفاقية الامنية، وكأن العراق الرسمي لم يشترك في التحالف. تحذير من خطر وهمي، فيما هو والآخرون لا يريدون أن يروا ضباط فيلق القدس على مقربة منهم في معسكرات لتدريب المليشيات الطائفية تحت ستار محاربة داعش، سواء في الزينبية& أو الإبراهيمية. قوات القدس وضباطها يسرحون على نطاق العراق بلا تخويف ديني من مصادرة القرار العراقي، في اعتراف بأن العراق ولاية إيرانية وأن هذا الواقع مفروض ومطلوب، ومشروع ومحلل دينيا ومذهبيا!
ومن الأنبار، يأتينا صوت شيخ- يبدو أنه إخواني- محذرا هو الآخر من التحالف الدولي- العربي، ويتهم أميركا ومصر والسعودية بنية ومخطط إبادة سنة العراق. ولا ندري سبب إقحام مصرإلا إذا كان انتقاما لإخوان مصر، كما هو الحال مع اتهام السعودية بسبب وقفتها مع الشعب المصري وقيادة السيسي بمواجهة الإخوان.
الخمينيون، بكل فصائلهم، من حكام ورجال دين ومثقفين، غاضون لعزل إيران ولنية ضرب مواقع داعش في سوريا. وهذا يعني تفضيلهم الخطر الداعشي واستغلاله لأغراضهم السياسية وبرغم كل جرائم هذه الدويلة المجرمة. والإخوان، الذين يكفرون اليوم أميركا، غاضبون بسبب ما حل بسلطة الإخوان في مصر مع أن إخوان مصر تشبثوا بالقبعة الأميركية في أيام العسل، ولما أزيحوا، ظلوا يستنجدون بالماما أميركا لتعاقب شعب مصر والسيسي دون أن يفكروا فيما إذا كانت أميركا مسيرة بقيم إسلامية أو لا.
في عراق اليوم ضجة جديدة من جانب فصائل من الإسلام السياسي الشيعي ضد الولايات المتحدة بسبب سوريا وإيران، وذلك رغم الدور المهم الذي تقوم به الغارات الأميركية في ضرب داعش ووقف تمدده. فهؤلاء يلعبون لعبة مزدوجة: الاستفادة من الضربات الأميركية لوقف داعش، ولكن لكي تتمدد المليشيات الطائفية وتحل محل داعش وتوسع نفوذها في السلطة وعلى نطاق العراق كله، مع السير دوما مع الإرادة الإيرانية. وهذه المليشيات تقوم بتنفيذ جرائم لا تقل وحشية وهولا عن جرائم داعش ضد أبناء السنة، كما جرى في أيمرلي وديالي، من خطف الرجال وقتلهم وصلبهم وتعليق الجثث أياما وسحلها بالسيارات العسكرية، ثم قطع الرؤؤس. داعشية خمينية تحارب داعشية البغدادي، لا لكونها ضد الإرهاب بل من أجل بسط نفوذها هي، ولكي تحل محل القوات النظامية وتواصل منهج التطهير المذهبي. ولا بأس من استخدام الغارات الأميركية، في نفس الوقت الذي يتم فيه التخويف من أميركا والتحذير منها وتهديدها بالويل والثبور
&