بعد تمدد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وأرتكابه المجازر بحق المدنيين ونهبه للأموال العامة وتدمير البنية التحتية للمجتمعات، وسيطرته على الكثير من المناطق في سوريا والعراق، وخصوصاً مدينة موصل العراقية وإستيلائه على أسلحة الجيش في هذه المحافظة ثم مهاجمته الشنكال بعد تخلي قوات البيشمركة عنها، وقبل العراق كان هذا التنظيم قد سيطر على محافظة الرقة وحولها إلى إمارة إسلامية، وسيطرته على الكثير من المناطق في محافظة دير الزور والمناطق الحدودية مع العراق، سيطر داعش على هذه المناطق دون أي مقاومة حقيقية خصوصاً من قبل الجيش العراقي والبيشمركة الكردية، فقط داعش لقى المقاومة الشرسة من قوات الحماية الشعبية في الكانتونات روج أفا في الحسكة وسري كانيي و كوباني، فقط الكرد أستطاعوا أن يفرملوا تقدم داعش في مناطقهم وهم فقط هزموا داعش، فقوات الحماية الشعبية تواجه آلات داعش التي أستولوا عليها من الجيش العراقي بالسلاح الخفيف، فالمقاومة ليس في نوعية السلاح وإنما المقاومة تكمن في إيمان الشعب الكردي في روز أفا بقضيته وبإيمانه بدافع عن الوطن والشعب، لذلك لايستطيع داعش أن يتقدم خطوة واحدة في روز أفا.

على الرغم من أن الشعب الكردي في روز أفا يواجه هذه القوة الظلامية والإرهابية - التكفيرية منذ أكثر من السنتين فأن المجتمع الدولي وقف موقف سلبي من هذا العداء ضد الشعب الكردي ولم يتحرك ضد هذا التنظيم الإرهابي، ولكن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قد شكل حلف من أجل محاربة داعش عندما شعرت بأن هذا التنيظم يقترب من مصالحها فشكلت أمريكا حلف من فرنسا وبريطانيا وخمس دول عربية وبعض دول الخليج تعهدت بدفع مصاريف هذه الحرب، فبدأت طائرات هذا التحالف بضرب مواقع داعش في سوريا والعراق، ولكن كل من بريطانيا وفرنسا رفضتا ضرب داعش في سوريا لأنها رفضت التنسيق مع الحكومة السورية، لأنه، وقبل بدأ الحملة على داعش التقى مسؤولي كل من بريطانيا وفرنسا وإيران في طهران فقالت إيران بحرف واحد بأنه يجب التنسيق أو أخذ موافقة الحكومة السورية إذا أردتم ضرب داعش على الأرض السورية أحتراماً لسيادة الدولة السورية وإلا سوف تلاقوننا أمامكم وموقفنا هو الموقف الروسي والصيني وهنا رفض كل من فرنسا وبريطانيا ذلك، لذلك لم تشاركا في محاربة داعش في سوريا.

وهنا نقول بأنه على الولايات المتحدة الأميركية أن تقوم في البداية بغلق حنفية الدعم لهذا التنظيم قبل تشكيل حلف، فعليها أجبار الحكومة التركية على أغلاق حدودها أمام تدفق الجهاديين إلى الأرض السورية والعراقية وكذلك عليها أن تطلب من قطر والسعودية أن تكفا عن دعم هذا التنيظم بالمال، والمفارقة أن السعودية مشاركة في التحالف ضد داعش، وتركيا تفكر في المشاركة الآن، على الرغم من أنها تداوى جرحى الداعش على أراضيها وكل الجهاديين يمرون عبر أراضيها، وكذلك الأردن التي يتدرب الجهاديين على أرضها ومن ثم ينتقلون إلى سوريا تشارك بهذا التحالف، هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن الحكومة التركية تحججت في البداية بسبب وجود رهائن لها عند داعش وبعد الإفراج عنهم بدأت تغير موقفها، ويتعجب المرء كيف أن داعش تقتل كل الرهائن عندها و أنها لم تقتل ولا واحد من رهائن تركيا " نقول هذا ونحن ندين قتل أي إنسان مهما كان دينه وقوميته"، فكل الدلائل تشير إلى التعاون التركي مع تنيظم داعش الإرهابي، فهذا التنظيم هو الورقة الرابحة عند الدولة التركية في تحقيق مشروعها من أجل التدخل في المنطقة.

وهناك من يقول بالإسلام السياسي، ويقول بتصنيف الجماعات الإسلامية بين الجهادية والتكفيرية وأخرى معتدلة وأعتقد بأنها كلها تصب في سلة واحدة فكلها تحمل نفس بذور الفكر المتطرف والمتشدد الرافض للغير والتي تطالب بتطبيق ثقافة التي كانت سائدة قبل 1400 سنة من الآن، أن كل هذه الجماعات متشابهة في الفكر والثقافة ولكنها تختلف في المصالح.

وتقول الولايات المتحدة بأنها تريد دعم المعارضة السورية المعتدلة، وأنها تريد تدريب الجماعات الإسلام السياسي في السعودية من أجل مواجهة داعش، فالسؤال أين هي المعارضة السورية المعتدلة؟، فهل المعارضة المعتدلة تقوم بمحاربة الدولة وتقوم باستقدام التكفيريين وتقوم بتدمير البنية التحتية لمجتمعها؟، فهل داعش في نظرها معارضة معتدلة أم الجبهة الإسلامية أو جبهة النصرة؟، كما نعلم بأنه لم يعد وجود بماكان يسمى بالجيش الحر فكل عناصره أنضموا أما تحت لواء جبهة النصرة أو أنضموا إلى داعش.

الولايات المتحدة الأمريكية تقول بخلق جماعة إسلامية وتدريبها على الأرض السعودية من أجل مقاتلة الجماعات المتطرفة في سوريا ومن ثم سوف توجه هذه الجماعة نيرانها نحو الشعب السوري ومؤسسات الدولة السورية وتدمير ماتبقى من الدولة السورية، على شاكلة تنظيم القاعدة الذي دعمته أمريكا وكانت من الأسباب وراء تسليحه ودعمه أستخباراتياً ولوجستيكياً من أجل محاربة الإتحاد السوفياتي السابق، ثم قامت بمحاربته بعد أحداث 11 سبتمبر كما تفعل مع داعش الآن، فالكل يعلم بأن هذه الجماعات كلها من صنع المخابرات الأمريكية وبعض الدول الغربية، فداعش وبأعتراف بعض ساسة الغرب هو من صنعهم وكان يسمى بعش الدبابير من أجل نشره في أي منطقة يرغبون بخلق الفوضى فيها، ولكن يبدو أن السحر أنقلب على الساحر هذا من جهة ومن الجهة الأخرى يقوم حلف الأطلسي بتشتيت المنطقة وتقسيمها واللعب بمصيرها.

وخلاصة القول أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تكون هناك جماعة دينية تبرر التدخل الأميركي في سوريا، فهي تقوم بتهيئة البيئة والأرضية الشرعية للتدخل ضد الحكومة السورية.

[email protected]