بعد كل عملية مروعة يرتكبها الارهابيون الاسلاميون، في الغرب خاصة، تدور المناقشات والمساجلات من جديد حول دوافع ومنطلقات الارهاب الاسلامي& وقد نشرنا/ كما نشر غيرنا، عشرات المقالات بهذا الصدد ولكن السجال يعود ويعود. وفي راينا ان الارهاب الاسلامي هذا هو وليد الاسلام السياسي بشقيه، السني& التكفيري والشيعي الخميني. ورغم تضاد الطرفين فان ثمة ما يجمع بينهما، مثلما ثمة عوامل المصادمة ولاسيما مذهبيا. وليس من الصدف ان خامنئي يترجم كتب سيد قطب قبل الثورة وان اممية الاخوان ارسلت بعثة كبيرة لطهران لمقابلة خميني بعد تسلم السلطة، مباركة له ومعتبرة اياه من ائمة المسلمين.
لقد ولدت القاعدة بكل تفرعاتها من حضن الاخوان المسلمين، كما ولد حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية من حضن الخمينية. ويلتقي الجميع في كراهية الاديان الاخرى ورفض الحرية الدينية& وحرية المراة وحرية النشر والفكر.
الارهاب الاسلامي ليس وليد الفقر والتهميش والجهل، ولكنه يستغلها كحواضن لتجنيد المقاتلين& الجدد. ولذا كان واجبا، مع الحرب الامنية ومراقبة الدعايات التي تدعو للعنف والكراهية، رفع المستوى المعيشي للمواطن ومحاربة الجهل ونشر المعرفة الحديثة وثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان ورفض كل تمييز بين المواطنين.
في مقالات سابقة عبرنا عن راينا في خطأ ننسب الارهاب الذي يجري في الغرب الى& ما يدعى بالتهميش والتمييز في الغرب. وهذا التحليل يبعد المحلل عن التعمق لكشف المنطلق الاول للارهابيين الاسلاميين وهي الاديولوجيا السياسية – الدينية الشمولية التي تعتمد على العنف والتي تؤمن ان العالم يجب ان يتغير وفق معاييرها ومقاييسها. إن بن لادن كان مليونيرا وليس مهمشا والظواهري طبيب ان لم تخني الذاكرة وسيف العدل ضابط سابق ونضال حسن الذي قتل12 من زملائه العسكريين الاميركيين كان طبيبا في الجيش الاميركي. وباكستانيون كانوا يعدون لعمليات كبرى في لندن قبل سنوات كانوا مندمجين في المجتمع ولهم مراكز جيدة. وثمة اليوم مع داعش عسكريون& فرنسيون سابقون& كانوا& قد تحولوا للاسلام . وهنا لابد من التامل في ظاهرة أن كثيرين ممن تحولوا للاسلام في الغرب اختاروا الاسلام الجهادي. كيف؟ ولماذا يحدث ذلك ؟؟
إن الارهابي الجزائري الفرنسي محمد مراح الذي قتل سبعة& لم يقتل لكونه كان مهمشا بل لكونه اعتنق الايديولوجيا الجهادية التدميرية، شأنه شأن قتلة مجزرة شارلي ونضال حسن والنيجري الذي اراد خطف طائرة متجهة نحو ديترويت... وشأن من قطعوا راس جندي في لندن ومن سبوا الايزيديات وطاردوا المسيحيين في العراق ، ألخ وألخ ....
إن هناك انواعا من الإرهاب، كان منها مجزرة الشاب النرويجي قبل سنوات وهو من اليمين الفاشي، ومن قبل& عمليات المتطرفين الفلسطينيون في السبعينات من خطف الطائرات وباخرة ومجزرة& في الاولمبياد وغيرها. ولكنها كانت عمليات موضعية، وغالبا لاسباب سياسية بحته بلا اقحام للدين . أما الارهاب الاسلامي فهو يمزج السياسة بالدين ويستغل الدين شماعة وذريعة وقناعا لنوازع الهيمنة والسير نحو دولة الخلافة العالمية.
ومجاله هو الساحة العالمية& كلها
&