كنا نتابع نشاطات عام بغداد عاصمة الثقافة العراقية، وكنا نتابع تفاصيل المهازل في الثقافة العراقية. ويبدو رغم كل الكتابات فقد إتضح ان لا أحد يقرأ فالكل مشغولون بعمليات فنية أخرى غير السينما والمسرح والتمثيل والفنون التشكيلية عمليات فنية تتعلق بتحويل العملة وإختفاء الإحتياطي النقدي وما شابه ذلك.
&
بعد عامين من العمل السينمائي المشبوه سواء على صعيد الإنتاج أو على صعيد الطبيعة الفكرية للأفلام المنتجة، وبعد أن إنكشفت الحقائق والفضائح جيء لدائرة السينما والمسرح بإدارة جديدة. وتم إستكمال صناعة الأفلام في عهد الإدارة الجديدة. حدث ذلك بعد مخاض عسير في الإنتاج والصرف وما شابه ذلك.
&
وحتى تتخلص الإدارة الجديدة من الموقف أزاء طبيعة الأفلام وطبيعة الإنتاج وعلاقتها الحتمية والإدارية بتلك الأفلام وحتى تغلق الملفات بصمت وهدوء فإنها عمدت إلى عرض الأفلام في الساعة الواحدة ظهرا وقت أكل السمك المسكوف ونومة القيلولة.
&
لعبة تبدو وكأنها شاطرة وشيطانية وذكية ولكنها لعبة في غاية الغباء ومكشوفة في الغباء، بل والإستغباء ظنا من هذه الإدارة بأن الفنانين غافلين أو خائفين من التدخل في شؤون حقوقهم في العمل أو حتى في المشاهدة.
&
كيف يتم عرض الأفلام في الساعة الواحدة ظهرا وكيف سيأتي المواطنون لحضور تلك العروض ومشاهدة تلك الأفلام وتقييمها. كيف سيقبلون مثلا بمشاهدة فيلم يمتدح الطاغية الأرعن المقبور علنا بالأسم ذلك الطاغية الذي نظم القبور الجماعية وحفر الأنفال والدولة تنفق على الفيلم وبمبالغ كبيرة وغير هذا الفيلم من تلك التي شوهت تاريخ العراق أو التي عبثت بالقيم الإجتماعية للوطن العراقي.
&
أيتام نظام منحط لا يزالون يعبثون بمال الوطن وثقافة الوطن وحرية الوطن.
&
أيها السيد الوزير إن كنت جئت حقا لوزارة إسمها وزارة الثقافة فأرجو أن تتساءل عن سبب هذا الإستغفال للمثقف العراقي وللجمهور العراقي وتوقف مهزلة عروض الأفلام ظهرا والإعلان عن عروض مسائية للأفلام وحضور الجمهور والمثقفين كي يتمتعوا بالجميل من الأفلام "إن وجد" أو يقفوا بوعي في كشف حقيقة الأفلام ومستواها الفكري والفني وتحديد المسؤول عن تبديد ثروة الوطن وثقافة الوطن وبدون وجل ولا خوف. لأن العروض التي تجري في دائرة السينما والمسرح هي أشبه بعروض سرية للسينما والأفلام. وهذا شأن غير مقبول ومرفوض بل وترفضه الطبيعة السينمائية القائمة على كشف الواقع. هذه ليست مهنية! والذي لا يتقن المهنة لا يصلح أن يكون فيها.
&
إن العبث في مال الوطن وحرية الوطن من قبل الإداريين والإحتماء بالمليشيات المنتشرة في الوطن العراقي هي ظاهرة مخيفة وخطيرة، فكل من يريد أن يعبث بأموال الفقراء وأموال العراقيين ينتمي لأحدى المليشيات أو الأحزاب، وهي كارثة من كوارث العراق الجديد!
&
المهزلة حصلت أيها السيد الوزير وهناك مسؤولون مسؤولون عنها في دائرة السينما والمسرح وفي وزارة الثقافة فالأفلام وطبيعتها لا تحتاج إلى وثائق كي تفضح الصرف والبذخ والنهب فمستوى الفيلم وشكله يكشفان عن حجم ميزانيته وحجم الخلل، ولذا جاء الخوف من عرض الأفلام في وقت عروض الأفلام المتبعة في العالم، ولكن إدارة دائرة المسرح تريد إسدال الستار على مهازل خلفها&لأن العلاقة بين السلف والخلف هي علاقة عضوية وكلها تنتمي لعصر الطاغية وعصور الطغاة وفعلا يأتي القول " خير خلف لخير سلف"!
&
إذا لم يتخذ السيد وزير الثقافة موقفا من مهزلة العروض السينمائية فإنه مدان بالضرورة ومتواطئ بالضرورة، ولأنه ليس كذلك فعليه أتخاذ الموقف الصح والعاجل وإعادة العروض من البداية أمام الجمهور وأمام النقاد حتى يأخذ كل ذي حق حقه وحتى لا تتكرر المهزلة في عمر العراق الجديد الذي لا نعرف تاريخ ميلاده ولا تاريخ وفاته لأن الفضائح صارت كما يقول المثل المصري "بجناجل"
&
لا أحد يستحي ولا أحد يتحاسب لعدم وجود من يحاسب فكل يحتمي وراء مليشيا أو وراء حزب سياسي أو ديني.. فأرجوك أن تحافظ على صورتك أيها السيد الوزير قبل أن ينالها ما نال الذين سبقوك وفي ألأقل فإن لك علاقة في الكتابة والصحافة فأكتب أوامرك الإدارية مبتدئا إياها بإسم ربك الذي خلق!
&
ذي قار – جماعة السينما الجديدة
&
&