ليس من قبل المصادفة ان يعلق معظم الناشطين السوريين على صفحاتهم، في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأجواء السورية باتت تحتاج لشرطة مرور جوية، تنظم حركة الطيران. طيران التحالف الدولي ضد داعش، منه الطيران الأميركي والفرنسي والبريطاني والاوسترالي. الطيران الاحتلال البوتيني الروسي، طيران الاحتلال الاسدي إضافة بالطبع للطيران الاسرائيلي. بوتين ايقظنا من نومنا على ما يبدو، ليعلن لشعوب العالم أنه يريد أن يتزعم تحالفا عالميا للقضاء على الشعب السوري وحريته. هكذا في وضح النهار. بوتين منذ اقل من خمس سنوات عمر الثورة السورية، وهو يحاول عبر دعمه بالسلاح وغير السلاح للاجرام الاسدي. في هذ الاطار بوتين كديكتاتور مشوه، رخيص. هذه ليست شتائم، إنما تقرير وقائع على سلوك الرجل. بدء من عملية تجميل وانتهاء بخروجه عار الصدر مع نمره على ضفة نهر، إضافة لقتله معارضيه. ومنظومة الفساد التي كونها. كنت قد تحدثت بشكل مفصل عن هذا الموضوع في مقال سابق. مع مرور اليوم الثالث، لم يقترب الطيران البوتيني من أي مقر من مقرات داعش بل قصف مواقع الجيش الحر والمدنيين وذهب عشرات منهم أطفال ونساء جراء غارات سلاحه الجوي. داعش حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم تعلن موقف، ولم تعرض مواقعها لأي قصف من سلاح الجو البوتيني. أيضا الحكومة الإسرائيلية لم تعلن أي موقف. بالمناسبة للامانة الطيران الإسرائيلي الوحيد الذي يقصف مواقع للاسد ودون ان يقصف مدني واحد. أجواء سورية تشهد حركة مرور طيران عسكري قل نظيره في التاريخ المعاصر. لا بل لم يشهد التاريخ المعاصر مثل هذا الازدحام. جذر المسألة وهدفها يكمن ان كل هذا الطيران يريد قتل الشعب السوري وطموحه نحو حريته. ان تظهر البنية التآمرية في السياسة الدولية بشكل فاضح لم يسبق له من قبل. ان يظهر بمثل هذا الوضوح. كنت كتبت في بدايات الثورة عما اسميته آنذاك السلطة الدولية السوداء العميقة. كأنها هي من تأخذ قرارات دولية، بخصوص السماح للاسد بارتكاب ابشع المجازر، بحق شعب بقي لسنتين اعزل يطالب بحريته من نظام يعرفه القاصي والداني انه نظام مارق وفاسد ومجرم. ما يحدث الآن من عدوان عالمي على الشعب السوري، حريته ووطنه، ليس سوى نتيجة لسياسة أوباما، ليس لأن أوباما ضعيف، وليس لأنه ترك فراغا سياسيا أتت روسيا وغيرها لتحل فيه ضيفا مجرما. لأنه أراد لسورية هذا المصير. أوباما قرر منذ الأشهر الأولى للثورة السورية، التعامل مع الملف السوري بوصفه ملف أمني. ما يهمه هو اسنزاف الجميع من كيس الجميع، وهذا ما حصل وروسيا ليست خارج هذا الاطار. اقتصاد روسي ضعيف، وبوتين يرسل قواته وطائراته على حساب الشعب الروسي هذه المرة. ما الذي يريده بوتين من سورية.الموضوع ليس غاز ونفط، وليس البحث عن نفوذ عالمي!! لأنه يعرف سقفه واتضح له اثناء ازمة أوكرانيا. بل يريد تسويق نفسه كنظام ديكتاتوري عند الغرب وامريكا. وليس لقضم مصالح أمريكا لصالح روسيا. الدليل تسويق نفسه وتدخله عند إسرائيل. أوباما يغني طربا على دماء السوريين منذ اليوم الأول للثورة. والروس الآن لا يعرفون اين يتجه بوتينهم. الروس لا يعرفون على ماذا سيحصل بوتين من هذه الحرب الفاشية والنازية؟ عبر الكنيسة الارثوذكسية الفاشية، التي زار بطركها سوريا، ممجدا بالاسد وهو يقتل الشعب السوري قبل سنوات. يدعم بوتين ويعلن انها حربا مقدسة. البطرك الروسي الآن هو داعش بوتين. وبوتين الآن دخل تحت شعار حرب صليبية جديدة مقدسة. من جهة أخرى يريد إعادة تسويق نفسه داخل روسيا بعد الخسارات المتتالية، وتراجع الاقتصاد الروسي. إذا كان أوباما قد صرح قبل سنتين تقريبا، يدافع عن سياسته، بأنه لم يسلم سورية لإيران، قال بالحرف الواحد، سورية الآن ركام وبما معناه لتهنأ بها ايران والاسد. فما بالكم الآن؟ لامريكا حرية الحركة في الملف السوري، ولروسيا الأسد المجرم فقط. انه فارق ستربح أمريكا فيه بالنهاية وتخسر روسيا، لكن كله على حساب دماء شعبنا. أما قضية داعش والإرهاب فهي نكتة تقولها السياسة الامريكية دوما، لكي يصدقها العالم، وتضحك هي على العالم هذا. سورية حرية شعبها هي المطلوبة. لا يريدون دولة حرية وقانون ومؤسسات في سورية. إذا كانت روسيا كلها مرهونة لمافيا، فهل سيهتم كثيرا أوباما أن تكون سورية مرهونة لمجرم كالاسد؟ خاصة أن الأسد الآن صار كما يقول المثل السوري ( متل يلي مضيع جحشة خالته) مجرم صغير في بنية دولية تآمرية سوداء على شعب كل ذنبه أنه أراد الحرية. مع ذلك انتهى عصر الاسدية في سورية حتى لو اتى مليار صيني الى سورية!! بمناسبة حديث عن ان الصين تريد ارسال مقاتلات جوية!! الاسدية انتهت. سورية الآن محكومة من دول العالم الكبرى والصغرى والأسد برغي اجرامي صغير في هذه الآلة.

&