&الوضع السوري يزداد تعقيدا.

التحالف الدولي بالقيادة الأميركية ضد داعش لم ’يغيّر من موقفه بعدم التدخل العسكري في سوريا. أميركا تصر على عدم الوقوع في مستنقع العالم العربي فهي تعلم جيدا بأنها ’مدانة من الشعوب العربية إن هي تدخلت. و’مدانة من بعض الحكومات العربية في عدم تدخلها. وتعلم جيدا بأن هذه الحكومات العربية هي أيضا من غذى داعش وموّلها سواء ماديا أم عقائديا؟ وإن أجمعت هذه الحكومات العربية على ضرورة التخلص من النظام الأسدي بأي شكل وبأي ثمن حتى وإن كان على يد داعش؟؟ وبعدها نوجه الجهود للتخلص من داعش نفسها. ولكن الولايات المتحدة الأميركية وفي حسابات المصالح والتكلفة قررت عدم التورط مع شعوبها سواء للإطاحة بالنظام أو لحرب داعش.

&إيران مطمئنه بعد الإتفاق النووي مع الولايات المتحدة. وعليه وجّهت جهودها لحماية النظام وإعطاء شرعية للتدخل الروسي بدلآ من توجيه جهودها للإصلاح ولإقتصادها المتعثّر.&

&التدخل العسكري الروسي الذي يدّعي بان مشاركتة للتخلص من إرهاب داعش ولحماية مواطنيه المسلمين والمسيحيين الروس مستقبلا من إرهابها كاذب. لأن قصفه تركّز على قصف مواقع وتجمعات المعارضة السورية، بغض النظر إن كانت معتدلة او متشددة وهناك من يؤكد بأن روسيا تورطت في جرائم حرب في قصفها. ولكنها وبالتأكيد وفّرت الغطاء الجوي لقوات الجيش السوري. ربما لعرقلة فرص الحلول السلمية، وربما أيضا لإرباك القيادة الأمريكية وإحراجها أمام حلفائها. ولكن الخطأ الأكبر الذي لم تنتبه له القيادة الروسية توظيف الكنيسة لتأييد الحكومة الروسية في قراراها العسكري , وبالتحديد حين قال بطريرك الكنيسة الروسية "القتال ضد الإرهاب هو معركة مقدسة اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوة الأنشط في العالم التي تقاتله". بحيث أعطى الحرب صفة القداسة غير عابىء بأن في المعنى الكنسي لا يمكن الحض على الحرب وليس لها صفة القداسة.. وكذب أيضا حين قال بأن بلاده "اتخذت قرارا مسؤولا باستخدام القوة العسكرية لحماية الشعب السوري من المعاناة التي يلحقها بهم الإرهابيون". بينما تساوى إرهاب الأسد مع إرهاب داعش. السؤال لماذا إستثمرت الكنيسة في الخوف من داعش ومن أفعالها البربرية؟

هل التصريح الكنسي لتعبئة الشعب الروسي لتأييد القرار والتضحية بجنوده في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.. أم هو محاولة لإستقطاب الشعوب الغربية الأخرى لحث حكوماتها على التدخل لوقف وصول داعش؟ أم هي إستثمار للتعاطف العالمي مع الوضع في سوريا لحث الحكومات الغربية على قبول الأسد كشريك في الحرب على الإرهاب. أم هي رسالة موجهة أيضا للمسلمين في روسيا الذين يمثلون ما يقارب 10% من التعداد السكاني ويأتوا في المرتبة الثانية من حيث التعداد السكاني؟

النتيجة الحتمية للتدخل العسكري الروسي هي إطالة أمد الحرب. ولكن النتيجة المدمرة هي إيقاظ الجني من سباته المصطنع في أمرين.: الأول بأن هذه الجماعات ستستخدم هذا التعبير لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب على إعتبار انها حرب صليبية جديدة ضد الإسلام.. والاخر أنها قد تتوحد كلها لصد هذا العدوان.&

ووقع رد الفعل العربي في المصيدة ذاتها حين صدر بيان من العديد من الروابط الإسلامية وهي الموظفة اصلا لخدمة أنظمتها ووصفت التدخل العسكري الروسي بالحرب الصليبية لإحتلال سوريا. وفي بيئة حاضنة تتقبّل فكرة الحروب الدينية، مرة أخرى أشعلت فتيل الحرب للجهاد.

وتبقى داعش الرابح الأكبر والشعب السوري الخاسر الأكبر.

ونقف جميعا مشلولين عاجزين عن عمل أي شيء إلا أن تتدفق عواطفنا , ونبقى متفرجين بينما تحصد آلة القتل والدمار أرواح ضحايا التمسك الأسدي بالسلطة!

&