ثمة نظريتان سائدتان عن حكم الاعدام (مع او ضد) وقد الغيت احكام الاعدام في الديمقراطيات الغربية باستثناء عدد من الولايات الامريكية. وأتذكر انه بعد سقوط النظام البعثي في العراق جرى نقاش صحفي علني حول الموضوع بين رافضين ومؤيدين. وكتبت في حينه ان حكم الاعدام يجب ان يكون هو ألاستثناء ولكن بقاؤه ضروري لحالات مرعبة يبررها مثلاً القتل الجماعي والتعذيب حتى الموت واغتصاب الطفل والمرأة بعد التعذيب ثم القتل وهكذا... نعم الاعدام لا يبعد الجريمة ويلغيها ولكنه من الظلم ان يبقى مجرم محترف وباطش على قيد الحياة في سجن، يأكل ويشرب ويتنفس وقد يعفى عنه بعد سنوات، فتروح ارواح الضحايا هدراً...
وقبل هذا السجال العراقي- العراقي كان الشارع اليساري العراقي بعد 14 تموز مهووساً بالمطالبة بالإعدامات وكانت المظاهرات تخاطب عبد الكريم قاسم (اعدم .. اعدم..) وفي احدى المرات وفي قاعة السينما رد قاسم على الهاتفين:& اطلبوا غير هذا.. اطلبوا بناء مستشفى او مصنع او مدرسة، وبعكس هذا فقد اصدر العفو عن الذين باشروا باغتياله ولكنه في حالات اخرى رضخ للضغوط منفذاً احكام اعدام كان يجب ان لا تنفذ..
هذه ملاحظات بمناسبة ضجت الاعلام الغربي حول حكم الاعدام في دول الخليج.... وأحيانا ضجة لها خلفية سياسية وتحيز مسبق، بحيث تتغافل الأسباب الحقيقية وراء الحكم. فمثلاً لماذا الصمت عن حملات الاعدام في ايران والتي شملت الصبية والنساء ولاسيما في عهد روحاني.
حملات الامن الخليجية ضد نشطاء داعش هو امر جدير بالتشجيع، غير انه يجب ان يقال بأن محاربة الارهاب والجرائم عامة لا تتم فقط بالملاحقات الامنية وأحكام السجن والإعدام، وإنما تستوجب أيضا مكافحة افكار التطرف والتحريض عليه وإعادة النظر في مناهج التعليم في دول الخليج وغيرها. وقد سمعت من فضائية العربية بان نسبة عالية من الشباب السعودي يتعاطفون مع داعش، سؤالي كيف ولماذا؟؟؟ كما قالت الفضائية ان 50 فقيهاً سعودياً اصدروا بياناً يدعوا لمساندة ممن سموهم بالمجاهدين في سوريا والعراق.
وقبل اربع سنوات صدر في السعودية كتاب بعنوان "اختطاف التعليم في السعودية" لحمزة المزيني. حيث يؤكد بالأدلة والقرائن بالدور الذي تلعبه السلفية الرجعية في مناهج التعليم بدءاً بالابتدائية. وبالتالي فأن التصدي للإرهاب الجهادي يتطلب العمل على مختلف الميادين الامنية والقضائية والتعليمية والاجتماعية والتأكيد على حرية التعبير وحرية العقيدة وحرية الفكر، فالعالم العربي والإسلامي تنقصه الحريات الكافية ويعاني من التضييق على حرية الرأي والتعبير والعقيدة.
&