المتابع للشأن السوري منذ انطلاق الثورة السورية آذار 2011، يجد الكثير من القضايا التي تستوقف المرء. لكن هنالك أولويات في أهمية هذه القضايا. يأتي في المقام الأول بالنسبة لي، هو تعاطي السوريين مع الموقف الأمريكي من ثورتهم وبلدهم. خاصة المعارضة ورموزها وناشطيها، تعاطي كتابها ومثقفيها. هذا التعاطي أكثر ما يثير الاستغراب فيه، هو موقف قيادات المعارضة منذ اندلاع الثورة وحتى تاريخ كتابة هذه المادة. مثال الآن الهيئة السياسية للائتلاف البالغ عدد أعضائها كما اعرف21 عضوا، والتي من المفترض أنها وجه الثورة السياسي منذ تأسيس الائتلاف، التي من المفترض أنها تقود العمل السياسي. لن اتحدث عن الخلافات الداخلية، بل حتى اللحظة، تجد لديهم على الأقل خمسة تحليلات للدور الأمريكي، وطبيعة الموقف الأمريكي. رغم انهم اجتمعوا مرارا وتكرارا مع الامريكان. كذلك هيئة التنسيق لم نجد لديهم فهما مشتركا للموقف الروسي، سوى أنهم يساندونه بالسراء والضراء. مع بعض النقد الخفيف. دغدغة محب. لا اريد الحديث عن هيئة التنسيق، لانها تحولت بالتدريج لمعارضة تريد بقاء النظام على طريقتها. بقاء سورية تحت الاحتلالين الإيراني والروسي. حسمت موقفها التاريخي!! باعتبارها القوة الأكثر حضورا في مكافحة الإرهاب الذي يتحدث عنه بشار وبوتين وخامنئي. أعود للائتلاف صحيح أن حضوره بات للشكليات تقريبا. لكن من يتابع تصريحات قياداته، يجد عدة تحليلات. كأنهم صحفيين، أو محللين سياسيين، تتباين وجهات نظرهم. علما أنه من المفترض أن يكون هنالك موقف واضح من السياسة الامريكية تجاه سورية. أيضا لا نعرف هل هذه التحليلات هي نتيجة للقاءاتهم مع الامريكان ام نتيجة لخلفياتهم السياسية او الأيديولوجية. كذلك الحال كانت من قبل، اثناء وجود المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، قبل تشكيل الائتلاف. كنت ادخل في نقاش مع أيا منهم، لم أجد منهم اثنين متفقين على رأي!! أو موقف. الاطرف بالموضوع أن مكتب أمريكا بالائتلاف لا يعرف حقيقة الموقف الأمريكي. لأنه لو كان يعرفه لكانت خيانة. لأننا لم نسمع له نشاط ذو قيمة. لم يزودنا كمعارضة ولو بدراسة متواضعة للموقف الأمريكي. علما أن جماعة مكتب أمريكا كانوا ضد التدخل الأمريكي عسكريا. على الأقل هذا ما اعرفه. رغم ان الحضور الأمريكي في الملف السوري، كان ولايزال هو الحضور الأكثر تأثيرا على شعبنا. أوباما اتخذ قراره، بالتعامل مع الثورة السورية كملف أمني منذ حتى قبل تأسيس المجلس الوطني. اوباما حول المنطقة بسنواته الأربع الأخيرة، إلى حلقة مفرغة من العنف لأن همه كان منحصرا بشكل أساسي على انهاء النووي الخميني والكيماوي الاسدي وتحويل سورية إلى ساحة لتصفية الحسابات. كاهداف معلنة وتم سؤال المعارضة عن الكيماوي الأسد من قبل الامريكان منذ بداية الثورة. أمريكا وضعت الشعب السوري في مركز الحلقة المفرغة في المنطقة. من اليمن للعراق لليبيا للبنان نصرالله والقاعدة وداعش. شعبنا وحيدا يدفع ثمن هذا الموقف الأمريكي. بمناسبة فيينا2 ربما نشهد فيينا 10 او جنيف 12، خاصة بعد أن وسع الامريكان دائرة المدعوين، حتى وصلت لصهر الجنرال ميشيل عون. بعد دعوة إيران خامنئي وسيسي مجارير الإسكندرية، وحكومة الحشد الإيراني في العراق. لا اعرف من أين يأتي السادة بأن أمريكا تريد حلا في سورية؟ سواء كان ببشار أم بدونه؟ حتى لو بدا بوتين كزعيم مافيا دولية بجلب قوات برية لن ينجح أحد. مادام أمريكا لا تريد حلا. اسلاميي القاعدة ومشتقاتها "مبسوطين" بهذه القصة. تركتهم أمريكا يسرحون ويمرحون. داعش تتقدم في ريف حلب بينما بوتين يقصف المدنيين والجيش الحر. طيران التحالف يقصف بالويك اند فقط. باعتبار الأجواء السورية مزدحمة بالطيران الروسي وببراميل الأسد وجحافل خامنئي. صار للحسين اجنحة فوق سورية تحمل صواريخ. الطريف بالموضوع أن كل هذه الأطراف مصدقة حالها، من بوتين للاسد للبغدادي للخامنئي لنصر الله، أنهم قادرين على تحقيق أنجاز سياسي. علما أن الإنجاز الوحيد الذي سمح لهم أوباما بتحقيقه هو قتل المزيد من شعبنا. انها حلقة أوباما. كيف يتم مواجهتها من قبل شعبنا؟ لا جواب عند المعارضة... يتبع.