كل ما تم الحديث عن ضرورة رحيل بشار الأسد وزمرته المجرمة عن السلطة، لفتح المجال أمام السوريين للجلوس معآ، لإيجاد حل للأزمة الدامية التي يمر بها بلدهم، خرج علينا الروس شركاء الأسد في ذبح السوريين وقالوا:"السوريين وحدهم من حقهم إختيار حكامهم".
والسؤال هنا: هل ترك الروس وحليفهم بشار الأسد، أي مجال للسوريين، كي يختاروا حكامهم بحرية؟ الجواب بالطبع لا.
&
وعندما نقول لم يترك الروس والنظام السوري أي مجال أمام السوريين، كي ينتخبوا حكامهم بشكل ديمقراطي وبحرية، لا نفتري على أحد. إنما هذه الحقيقة ويعرفها القاصي والداني، وأولهم الروس وعصابة الأسد، التي أوغلت في الدماء السوريين منذ خمسة سنوات.&
والكل يعلم بأن النظام السوري الإرهابي، دفع الثورة السورية دفعآ للعسكرة، من خلال إستخدامه القوة المسلحة ضد المتظاهرين السلميين، بشكل ممنهج وبطريقة وحشية، قل نظيرها في التاريخ، ولم يقدم عليها سوى المجرم صدام حسين ضد الكرد في العراق، والأتراك ضد الكرد والأرمن في تركيا.
&
ألم يسمع الروس أصوات عشرات الملايين من السوريين، وهم يطالبون برحيل الأسد عن السلطة، أثناء التظاهرات السلمية التي عمت كافة المدن والقرى السورية في بداية الثورة؟؟ لقد سمعوا، ومع ذلك أصروا على التمسك بالنظام السوري، ليس لسواد عينيه وإنما لخوفهم من إنتشار الفكر الديمقراطي في هذه المنطقة، القريبة من حدودهم. حالهم في ذلك، حال جميع الأنظمة القمعية في منطقتنا، التي وقفت ضد الثورات العربية في كل بلد، والجميع يعلم كيف تأمرت هذه الأنظمة على الثورة المصرية والليبية والسورية واليمنية والتونسية، كي لا تصل رياح الثورة إلى ديارهم ويخسروا عروشهم.
&
والأمر الأخر المدهش في الموقف الروسي الهزلي هذا، هو أن الشعب الروسي نفسه، محروم من إنتخاب حكامه بحرية، فكيف يمكن تصديق السيد بوتين بأنه مع منح الشعب السوري، حرية إنتخاب حكامه بشكل ديمقراطي؟ وإذا كان الحال كذلك، لماذا يقوم بوتين بقتلهم يوميآ بالطائرات؟ وكيف سيمكن السوريين من الإنتخاب، و60% منهم باتوا مشردين في كل بقاع العالم؟
&
والأنكى من هذا، كيف يمكن إجراء إنتخابات في ظل بقاء نظام بشار الأسد كما هو؟ هل هناك من عاقل، يمكن أن يصدق مثل هذه الأكاذيب؟ أنا أشك في ذلك. القيادة الروسية الحالية هي ألد أعداء الحرية والديمقراطية، مثلها مثل النظام الصيني وكوريا الشمالية، وحليفهم النظام السوري. وكل ما يبحث عنه الروس هو مبادلة رأس الطاغية بشار الأسد، بفك الحصار المالي والإقتصادي عن نفسها، وتخلي الغرب عن موضوع جزيرة القرم وأقاليم شرق أوكرانيا وقبوله للإحتلال الروسي لها، وثانيآ ضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية بيدها، في حال وافقت هي على تغير النظام وتخلت عن بشار الأسد. إن التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا لم يأتي إلا في هذا الإطار ولهذه الأهداف حسب رأي، ولا علاقة له بالشأن السوري الداخلي.
&