نحن في دولة الامارات العربية المتحدة نعتز ونشعر بولاء وانتماء شديد إلى قادتنا كافة، ويدرك من عاش بيننا كيف تحولت أرض الامارات جميعها، وكل شبر فيها إلى مجلس عزاء كبير عندما توفى القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ كما يدرك أيضا أن هذه المشاعر حقيقة وغير مصطعنة، ولا تفرض باملاءات بل إن المواطنين والمواطنات يسبقون أي إجراءات احتفالية حكومية، بل أكاد أجزم أن الحكومة لا تبذل جهداَ كبيراً في الاحتفال بمناسباتنا الوطنية، ليس لتقصير منها، بل لأن المواطنين والمواطنات يسبقونها في ذلك ويتسارعون ويتسابقون ويغلقون عليها السبل ويجعلون هامش الحركة أمامها ضيق ولا يكاد يبين، فالمواطن يحتفل باليوم الوطني بكل ما يمتلك من قدرات، ويسعى بكل الطرق إلى جعل هذا اليوم يوم عيد حقيقي له ولأسرته لكل المواطنين، وتشيع اجواء رهيبة من الفرح والحب والتواد والتواصل بين كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
نحن في الامارات نعلنها صراحة كل العالم أننا نحب قادتنا ونشعر بولاء عميق لهم ليس فقط لأنهم قادتنا ولكن لأنهم يشعرونا دائما بأنهم يعلمون على مصلحتنا ويراعون احتياجاتنا ونلمس منهم مشاعر القائد الأب والشقيق الحقيقي الذي يساند أهله في كل المناسبات، فنجدهم بيننا ووسطنا في أفراحنا وأحزاننا، وفي شوارعنا ونجلس في مجالسهم ونأكل مما يأكلون ونشرب مما يشربون، ونركب سيارات كالتي يقتنون بل وملابس كالتي يرتدون، فلماذا لا نحب هؤلاء القادة؟. سؤال بديهي لا يعرف إجابته سوى من عاش بيننا أو زار الامارات ليدرك ما يتمتع به المواطنون والمقيمون من وسائل راحة ورفاهية تجعل هذا البلد بقعة ضوء حضارية مبهرة وسط منطقة تعاني كثير من مناطق الظلام والضبابية الحضارية والثقافية.
ربما يتهمني البعض بالنفاق ويتهمني آخرون بالمبالغة والإسراف في القول أو أنني دفعت أكتب هذا الكلام، واعتقد أن هذه الاتهامات بديهية وأعذر من يقول بها لأن عالمنا العربي ـ للأسف الشديد ـ قد عاني ـ ولا يزال ـ نماذج من القادة يعيشون في أبراج عاجية بعيداً عن شعوبهم التي لا تراهم سوى عبر شاشات التلفاز ولا تحصد من سياساتهم سوى مزيد من الشقاء والمعاناة، ولو أن من يتهمني بذلك قد عاش على أرض دولة الامارات واقترب من مشاعر مواطنيها، لأدرك بسهولة أنني، على العكس مما يطن تماماً، مقصر في التعبير عما يجول في نفوس هؤلاء المواطنين تجاه قادتهم.
في الامارات صاحب السمو رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ خليفة الخير، الذي يقود سفينة الوطن باقتدار وفق استراتيجية مرحلة التمكين، التي أتت أكلها، ويقطف المواطنون جميعاً ثمارها من تطور هائل في البنى التحتية وتقدم كبير في الخدمات التعليمية والصحية والثقافية وغيرها، فهو قائد المسيرة ورفيق درب القائد المؤسس وحامل رسالته ومن يكمل مهمته الوطنية، وهو نبع للعطاء والوطنية الجارفة ويحمل "جينات" الأصالة المنتشرة في ربوع هذا الوطن. وفي الامارات أيضا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ الذي لا يرتضى لبلاده سوى بالمرتبة الأولى في مختلف قطاعات التنافس التنموية، وهو رائد الإعمار في الامارات والعالم بلا منازع، فهو من بناة دبي جوهرة الامارات والعالم وصانع نهضتها الحديثة وتقدمها الرائع، وهو الرجل الذي يبهر العالم أجمه بفكره الاقتصادي والتنموي وتطلعه الدائم للاسهام الحضاري في المسيرة الانسانية العالمية.
في الامارات أيضا هنا فخر الامارات، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي لامس قلوب الجميع بحبه وولائه وعطائه للوطن الغالي، ويكفيه فخراً أنه الأسد الجسور الذي تصدى للحاقدين والعابثين بأمن الامارات واستقرارها، فلم يرض لوطنه لأن يكون ضحية للعناصر الحاقدة، ولم يرض لأمته العربية الهوان والذل والتفتت والانقسام، فهو ابن زايد الذي لم يكن ليترضي الهوان للعرب، فلم يكن صاحب السمو الشيخ محمد أقل من أبيه ـ طيب الله ثراه ـ حباً وانتماء لأمته العربية، ولم يكن ليتردد في الاستجابة لنداء الاشقاء في أي بلد عربي، ولم يكن ليقف صامتاً في مواجهة ما يلقونه من هوان على يد جماعات وعناصر لا انتماء لهم ولا أمان.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو فخر الامارات مهما زعم الزاعمون وقال الحاقدون، فشهامته تجلب لهم الغصة، ومواقفه البطولية تفرض عليهم الحسرة والندامة والخسران المبين، ويدرك كل الاماراتيين أن سموه يتصرف بفكر الأب والشقيق قبل أن يكون ولياً لعهد أبوظبي، فهو في القلوب وفداه أرواحنا ودمائنا جميعاً.
هنا على أرضنا الطيبة، أصحاب السمو حكام الامارات ممن نفخر ونعتز بهم، ونضعهم أوسمة على صدورنا، لما فعلوه من أجل هذا الشعب الذي يستحق كل خير، فهو يبادل قادته حباً بحب وولاءاً بولاء ويلمس إخلاصهم فيخلص لهم أشد الاخلاص. وفي هذه الأيام المجيدة من تاريخ وطننا الغالي نجدد العهد لكم أيها القادة أن نكون دوما طوع أمركم وفي تلبية نداءكم فنحن رجالكم وإخوانكم وابنائكم وقت الشدائد، فعهدنا لكم رباط لا ينفصم وولاءنا لكم حبل متين لا ينقطع، وشعبنا الوفي لن ينسى عطاءكم.
&