وضع رئيس اقليم كردستان(مسعودبارزاني)لايحسد عليه ابدا، فرغم الانتصارات العسكرية الكبيرة التي حققها على قوات تنظيم(داعش)الارهابية في مدينة (سنجار) وتطهيرها منهم، فانه مازال يتعرض الى هجوم اعلامي شرس لاهوادة فيه من قبل خصومه السياسيين في الداخل واعدائه خارج الاقليم ففي الداخل استمرت الاحزاب الكردية في شن هجوم لاذع ومتواصل عليه معارضة توليه رئاسة الاقليم لولاية ثالثة وخاصة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة(جلال طالباني)ووحركة التغيير بزعامة (نوشيروان مصطفى) اللذين سخرا كل امكانياتهما الاعلامية والسياسية ضده ولم يتركا فرصة الا واستغلاها للايقاع به وابعاده عن الواجهة السياسية الى ان وصل الامر بهما الى التهديد بالانفصال عن(اربيل) وتشكيل اقليمهما الخاص ان لم يمتثل (بارزاني) لمطالبهما ويتنحى عن الحكم، ولم يكن حال (بارزاني)بافضل مع التحالف الوطني الشيعي الحاكم منذ اول حكومة برئاسة (ابراهيم الجعفري) الى (حيدرالعبادي)، فقد اخذ هذا التحالف الشيعي بكافة فصائله واحزابه المنضوية فيه اما اصالة او وكالة او من خلال تحريك الميليشيات الطائفية او نواب البرلمان او من خلال الشخصيات الاجتماعية والعشائرية المتنفذة او من خلال الاعلاميين البارزين(معظمهم من بقايا النظام البعثي البائد) موقفا عدائيا غاية في السوء من الاقليم ورئيسه ووضع منابره الاعلامية المتعددة من القنوات الفضائية والمواقع الاخبارية والصحف والمجلات الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى في خدمة هذا الجيش الجرار من من الجبهة المعادية لـ(بارزاني) واخذوا يصعدون الموقف ضده كل يوم ويوسعون دائرة الصراع معه الى ان وصلوا في النهاية الى تحريك الجيش لانهاء الصراع كما في عام 2008 عندما حرك رئيس الوزراء السابق(نوري المالكي)قطعاته العسكرية نحومدينة (خانقين) لمواجهة قوات (البيشمركة) بحجة رفع العلم الكردستاني فوق ابنية واسطح مؤسساتها الحكومية، وايضا عندما شكل قوات عمليات دجلة في مدينة (كركوك)المتنازع عليها بقيادة البعثي الفريق(عبدالامير الزيدي)الذي شارك في عمليات (الانفال) السيئة الصيت ضد الاكراد عام 1988 والتي راح ضحيتها اكثر من 180 الف انسان بريء، امعانا في العداء للشعب الكردي، وكادت ان تقع حرب ضروس بين الطرفين لولا تدخل امريكا، ولم يقف (المالكي)عند حد التلويح بالعمل العسكري ضد"بارزاني"، بل فرض حصارا شديدا على الشعب الكردي ومازال هذا الحصار الجائر قائما على الرغم من ازاحته عن الحكم، وهذا يدل على ان الاحزاب الشيعية بشكل عام والمراجع الدينية ايضا تؤيد الحصار وتراه عقابا"جماعيا"عادلا على شعب بكامله وليس فئة سياسية معينة.

اذن ماهي الاسباب التي دفعت باعداء"مسعود بارزاني" الى تكثيف هجماتهم القاسية عليه دون القادة الاخرون؟! لااحد من الزعماء الكرد تعرض لمثل ما تعرض له، هل لانه تصدى للفكر القومي ودعا الى الاستقلال والانفصال عن العراق وفي المحافل الدولية، الامر الذي اثار حفيظتهم و دفعهم الى اظهار العداء له. مهما كان اختلافنا السياسي مع الرجل فانه استطاع ان يحرك الماء الراكد ويتخطى حاجز الخوف ويعلن بجرأة عن اجراء استفتاء جماهيري تمهيدا لتأسيس دولة مستقلة، هل ينكر احد انه قام بذلك ام يعتبرها مجرد تمثيلية سياسية الهدف منها كسب التأييد الجماهيري واظهار نفسه كبطل قومي وشعبي، مثل ما يدعيه خصومه واعدائه على حد سواء؟!، انا لا اريد ان اكون في موضع الدفاع عن(بارزاني) وابرر اخطاؤه التي جعلته هدفا سهلا لسهام الخصوم والاعداء على حد سواء ومن ابرز هذه الاخطاء التي ما زلنا نؤكد عليها في كل مرة، انه يقلل من قدرة وقوة خصومه ولا يقدرها حق تقديرها الذي يستحق، ويتسرع في اطلاق الاحكام واتخاذ القرارات المصيرية، وله ردود فعل فورية وغير مدروسة في اكثر الاحيان للاستفزازات والتهديدات ويتمتع بموهبة فذة في الدخول في صراعات غير مجدية مع سياسيين عراقيين يتعمدون جر رجله الى هذه الصراعات(كالصراع الطويل الممل الذي خاضه مع المالكي من دون اي فائدة).

الواقع ان حزب"بارزاني"غير قادر بالمرة على مواجهة طوفان الهجوم الاعلامي والسياسي المنظم الذي يتعرض له يوميا، ان لم يتدارك الامر سيسوء الوضع ويتعرض الى مزيد من الهجمات الشرسة.. وهذا ليس في صالحه ولا لصالح الاقليم بالتأكيد.