&

في هذا الظرف العصيب الحزين لا يمكن الانتظار، فالموقف أكثر حزنا وأشدّ كآبة عندما ترتكب هذه الجرائم البشعة بإسم الخلافة الإسلامية من قبل مجرمين يترأسهم مجرم قاتل يدّعي أنّه خليفة للمسلمين أي خليفة لما يزيد عن مليار وربع مسلم. من أيها القاتل سيؤمن بهكذا إسلام؟. وأي إسلام وأية أخلاق تقبل أساسا القتل وطرق القتل التي يستخدمها إرهابيو داعش لدرجة أنّ بعض المواقع الإليكترونية اعتذرت عن نشر فيديو المجرمة داعش الخاص بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، لأنّ فيه ما هو مثير ومقزّز ومما لا يستطيع الكبار والصغار مشاهدته.

من أكثر إساءة للإسلام هذا الإعدام البشع أم الرسوم الكاريكاتورية؟
وهذا السؤال موجه للملايين التي تظاهرت وأدانت الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية والفرنسية وأحرقت السفارة الدانمركية في بيروت..أيها المتظاهرون اين أنتم من هذا الإعدام البشع القذر للطيار الأردني معاذ الكساسبة من قبل خليفتكم وأتباعه؟. ستقولون إنّها خلافة إسلامية..ما رأيكم في قيادي هذه الخلافة المدعو " أبو عبيدة المصري " مسؤول مالية الزكاة في الدولة الداعشية الذي أعلن خليفتكم أنّه هرب ومعه مليار ليرة سورية ( قرابة مائة وخمسين مليون دولار )؟. إنّهم لصوص قتلة يتغطون بلحاف الإسلام لإستقطاب هؤلاء الألاف من المغفلين الحالمين بجنة فيها أنهار من خمر وعشرات من حور عين، وهذا ليس افتراءا أو ادعاءا من طرفنا، فإعلام ودعاة خلافة داعش يستندون إلى مرويات إسلامية لجلب الشباب المراهقين لصفوفهم ، يذكرّونهم بما ورد في (سنن الترمذي) و(سنن ابن ماجه)، بإسناد صحيح عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((للشهيد عند الله ثلاث خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه ). فمن لا يلتحق بداعش ويموت بناءا على هكذا وعود؟.

داعش تنهي نظرية المؤامرة
المجرمون الدواعش بأعمالهم الإجرامية هذه ينهون ما كان سائدا في الحياة الثقافية والإعلامية العربية تحت عنوان " نظرية المؤامرة " فيثبت الآن أنّه لا يتآمر على الإنسانية العربية و الإسلامية سوى هؤلاء الدواعش الذين الصقوا بإمتياز مشين صفة القتل والإجرام بالعربي والإسلام. وبالتالي لا نملك إلا التضامن مع الشعب الأردني والحكومة الأردنية في هذا الظرف الحزين مؤكدين أنّه من حق الحكومة الأردنية إعدام كل المجرمين الذين طالبت داعش المجرمة بإطلاق سراحهم من السجون الأردنية، لأنّهم أساسا ارتكبوا نفس جرائم داعش خاصة في تفجيرات فنادق عمّان عام 2005 التي أودت بحياة عشرات من المواطنين الأردنيين...والعزاء لعائلة الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
www.drabumatar.com