طلع الرئيس الاميركي على الكونغرس والعالم باستراتيحيته الخارجية التي وصفها ب" الصبر الاستراتيجي". ولعل هذا التوصيف تلخيص تجميلي وتبريري لمجمل سياساته ومواقفه الخارجية منذ ان حل بالبيت الابيض..
ان الصبر السياسي، بمعنى النفس الطويل والمرونة في التفاوض، مطلوب& في التعامل مع الازمات والقضايا الشائكة. الصبر هنا "طيب" كما يقال. ولكن للصبر حدودا عندما يؤدي إلى عكس الهدف.
الراحل عرفات توصل بالتفاوض في بداية التسعينات لاتفاقية اوسلو، التي كانت خطوة جزئية ولكنها مهمة. وفي حينه قال الشاعر الراحل محمود& درويش "لا يرضيني ولكنني لا ارفضه". وكان ممكنا عام 2000 الحصول على ما يقارب 90 بالمائة من الاراضي المطلوبة لو وافق على صفقة بيل كلينتون. ولكنه فضل الانتفاضة& المسلحة فخسرت القضية.
من نتائج الصبر الاوبامي مواصلة بوتين زحفه التوسعي في اوكرانيا تحت ستار ان ما يجري حرب اهلية وان الاوكرانيين معتدون وطغاة. ويسير الاتحاد الاوروبي على النهج الاوبامي التسكيني بحجة تجنب الحرب مع ان الحرب قائمة منذ اكثر من عام، وقد قضمت روسيا شبه جزيرة القرم وسكت الغرب. وها هي على وشك قضم المقاطعات الشرقية وليس للغرب ما يقدمه لاوكرانيا للدفاع عن سيادتها غير المشاريع التطمينية وطلب الصبر الاستسراتيجي.
&هذا الصبر نفسه ساهم في بقاء الازمة السورية وبراميل الموت وزيادة عدد اللاجئين واستفحال خطر الارهاب. فقد نسيت هذه الاستراتيجية& مقررات جنيف الاول، التي تستثني الاسد. ونسيت& تهديدات اوباما بالضربة الجوية. وخلال ذلك كان الارهابيون يتسللون من تركيا وانتعش داعش والنصرة وحصل ما حصل من توسع دائرة الخطر الداعشي.
&وسياسة الصبر الاستراتيجي سمحت لنظام الفقيه بمواصلة وتوسيع تمدده في المنطقة واللعب بالمفاوضات النووية التي تستمر منذ 2006 وقبل ذلك . ومع انكشاف& الحوار الاميركي مع الحوثيين& قاموا منذ ايام بانقلابهم& الايراني الولاء.
اوباما راح يتشبث ويثير موضوع الحروب الصليبية في تقريع للغرب الابيض بان له هو الاخر جرائم في تاريخه وليس متميزا عن غيره. لكنه لا يفتح فمه بكلمة واحدة في انتقاد عمليات الاعدام&& المتتالية في ايران- بما فيها اعدام النساء والمراهقين- بل يرسل الرسالة بعد الاخرى الى خامنئي تطمينا. وسبق واشرنا للغياب الاميركي في ذكرى سقوط جدار برلين وثم في الحشد الدولي تضامنا مع فرنسا. واخيرا.. الغياب عن اللقاء& الاوروبي في ذكرى كشف معسكرات& الغاز الهتلرية..
وكل صبر استراتيجي والعالم أمام مخاطر جديدة!!
&