&- برزت في الثورة السورية عدة تيارات دينية إسلامية تدعو إلى الحكم الشرعي المستند إلى النص الديني والسيرة وبرز أكثر من فقه أو نوع فقه، كان هناك فقيه النظام الذي اعتبر الثورة فتنة مثل البوطي وغيره مستندا إلى آيات وأحاديث نبوية، وكذلك فقه ثوري كما القرضاوي مستندا أيضا إلى آيات قرآنية، وأحاديث نبوية بعد ظهور الدولة الإسلامية ((داعش)) وإجرامها اليومي الذي تستند فيه إلى آيات وأحاديث أو مرجع فقهي الأول وهو ابن تيمية ويرى أبو بكر ناجي في كتابه(إدارة التوحش ) أن الفرق الأخرى هي فرق ضالة ومرتدة((إ ن تيار سلفية الصحوة يحاول تنفيذه كما على الورق.. أما تيار الإخوان فهم يطرحونه على الورق نظرياً لينفّذوا من خلاله مشروعهم البدعي أو قل مشروعهم العلماني ويمرروا مشروعهم العفن على القواعـد التحتية من الشباب من خلال المنهـج النظري المكتوب والشعارات البراقة حتى إنهم لا مانع عندهم من رفع شعار [ الجهاد سبيلنا، والموت في سبيـل الله أسمى أمانينا..! ] أو [ حركة سلفية!! ولا مانع من حقيقة صوفية أيضاً كما يصرحون ].

أما تيار السلفية الجهادية فهو التيار الذي أحسبه وضع منهجاً ومشروعاً شاملاً السنن الشرعية والسنن الكونية وعلى الرغم من أن هذا المنهج رباني إلا أن القائمين على تنفيذه بشر يعتريهم ما يعتري البشر من النقص وعدم الكمال وتنفذ فيهم السنن الكونية التي)) ومع ذلك فقد صمت التيارات الإسلامية عن أفعال داعش،وفي تصريحات حماس حول الدفاع عن داعش دلالة كبيرة وواضحة على رضاها عن أفعال (داعش)) وسط وصمت كل تلك التيارات رغم الاختلاف بينها وبين التنظيم لماذا لأنها تعرف أن ما يأتي به التنظيم هو ما كان في بداية العصر الإسلامي من بداية الدعوة وعصر الخلفاء الراشدين لتصمت أو تنأى عن أي فعل رغم صراعها السياسي مع التنظيم، وكلنا نذكر في التاريخ الإسلامي رف المصاحف بين علي ومعاوية أي أن الصراع لم يكن صراعا دينيا بل صراعا على السلطة وهذا هو حال التنظيمات الإسلامية فقد تتصارع سياسيا مع التنظيم لكن العقيدة واحدة،وحتى العالم الإسلامي كانت ومازالت ردة الفعل على التوحش عنده هو البحث في التاريخ الإسلامي عن دليل نص أو حديث دون أي اعتراض على الرجم أو القتل أو الحرق طالما هناك نص أو حديث أو اجتهاد فقهي هذا يعني أن الإسلام هو المشكلة،كما كانت الكنيسة مشكلة في القرون الوسطى حيث كانت تحرق الناس باسم الدين والتهمة الهرطقة، والحل كان هو فصل ونزع سلطة الكنيسة عن الدولة. ألا يجدر أن نفكر لحظة بان من المستحيل العودة إلى 1500 عام؟ إن النص الديني مثله مثل أي نص نثري جامد،الم يجتهد عمر بن الخطاب ولم يقطع يد السارق؟ الم يجتهد عثمان بن عفان في الفاء نصيب الخمس؟ الم يجتهد عمر بن عبد العزيز بهدم حجرات أمهات المؤمنين وتوسيع المسجد؟&

تجديد الخطاب الديني:

في العصر الأموي كان الإسلام لا يشبه إسلام العصر الراشدي من حيث الحدود وتطبيق الحدود إلى حد ما، كذلك في العصر العباسي حيث برز علماء الكلام ونشطت حركة الترجمة وتأثر المجتمع الإسلامي بباقي الثقافات والكل يعلم أن الفتح الإسلامي لبلاد الشام استفاد بل وقطف ثمار الحضارة الرومانية الزائلة وكذلك تأثر بالحضارة الفارسية في بلاد فارس وهنا كان العصر الذهبي للحضارة الإسلامية نتيجة التأثر بالثقافات نتيجة الفتوحات وكان الإسلام في العصر العباسي إسلاما عصريا في زمانه ومنفتحا على بقية الثقافات.

عن أي إسلام وأي إسلام تريد التيارات الدينية الحالية تحت عنوان يلفظه الكثير الإسلام هو الحل؟ هل هو الإسلام الدعوي في عصر النبي والخلافة الراشدة أم العصر الأموي المنفتح أم العصر العباسي وهل يمكن العودة بنا إلى عصر من تلك العصور؟ ألا يجدر أن يكون الإسلام في هذا القرن مناسبا لهذا الزمان بما يضمن حق الإنسان في حريته؟ هناك فجوة بين المسلم وإسلامه في فهم الإسلام،كما فهمه عمر بن الخطاب أو عثمان وماذا لو جاء عمر الآن وتجاوز إقامة الحدود،مؤكد انهم سيقتلونه ويحرقونه وسيقولون أنه مرتد وكافر. هناك أ زمة أخلاقية في سيطرة العاطفة الدينية على المسلم نفسه،في حين يصف المسلمون داعش بالخوارج ويجب محاربتها، وفي كل مرة تقيم فيه داعش الحد تترك باب الأسئلة مفتوحا للمسلمين. على سبيل المثال رجمت داعش امرأة بتهمة الزنا دون رؤية الشهود أو الزاني،وأ مام هذه الحادثة صرخ المسلمون أن داعش لا تمثل الإسلام وبنفس الوقت طرح المسلمون الأسئلة أين الزاني وأين الشهود؟ وهذا يدل على رضى المسلمين عن الرجم في حال توفرت الشروط وهذا لا تفعله داعش اعتباطيا بل تدرس المدى التأثيري في نفسيه المسلمين بعد كل إقامة حد ليكون المرة القادمة الحد مكتمل الشروط وقد نرى أربعة شهود والزاني والزانية في حفرة واحدة.

هذا التضاد العجيب يضعنا أمام أزمة أخلاقية حقيقة، إذ إلى يومنا هذا لم نشاهد رغبة في تجديد الخطاب الديني وفق العصر الحالي للشريعة التي جاء بها الإسلام، وإغلاق الباب أمام الاجتهادات. وفي نفس الوقت يقال أن القران صالح لكل زمان ومكان، وهل يمكن المقارنة بين عصر النبي محمد وكيف منع وأد البنات بعصرنا الحالي حيث صعدت المرأة إلى القمر؟ والأمثلة كثيرة. هذا على صعيد حقوق المرأة،نعم الإسلام هو المشكلة إن لم نفهم الإسلام كما فهمه عمر وعثمان وكل من اجتهد في تجديد الخطاب الديني.&

وليس الإسلام الذي يصنع.