خلال أعوام حکم الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد، تميزت فترة حکمه بخصوصيات و مميزات جعلته يختلف تماما عن کل الذين سبقوه بل وحتى حسن روحاني الذي خلفه في المنصب.

نجاد الذي زعموا تارة ان هالة صفراء کالتي توضع على رؤوس الانبياء، کانت خلف رأسه وهو يلقي کلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتارة أخرى زعموا بأنه مرتبط بالمهدي المنتظر، لم يکن هنالك من يجرؤ على توجيه أية تهمة له او حتى يفکر بمقاضاته و رفع دعوى ضده کما هو الحال مع رجل الدين (مجيد جعفري تبار)، و زوجته حيث صدر بحقهما حکم الاعدام لأنهما زعما بإرتباطهما بالمهدي المنتظر و بالجن.

إيران التي تعصف بها المشاکل و الازمات المختلفة و تواجهها أخطار و تحديات جمة في ضوء السياسات التي يسلکها النظام الديني الراديکالي المتطرف في طهران و الذي يسعى للتدخل في کل شاردة و رادة في المنطقة، يبدو أن الترکيز على السياسات القمعية و التعسفية و مصادرة الحريات و الحقوق الاساسية للشرائح المختلفة للشعب الايراني، هو المرتکز الاساسي الذي يسعى النظام من خلاله للإمساك بالعصا من وسطها و السيطرة على الاوضاع.

مزاعم الارتباط بالمهدي المنتظر او بالجن او بقوى خارقة ماوراء الطبيعة، راجت اسواقه بعد أن إستتب الامر للتيار الديني في الثورة الايرانية بقيادة آية الله الخميني، ومن المفيد جدا هنا الاشارة الى تلك المزاعم و الادعاءات التي کانت رائجة أثناء الحرب العراقية الايرانية، حيث کانت هنالك إشاعات و مزاعم بأن المهدي المنتظر يقاتل الى جانب القوات الايرانية على صهوة جواده!!

إصدار حکم الاعدام بحق رجل الدين جعفري تباري و زوجته، قد سبق بفترة قصيرة خطبة غريبة من نوعها حيث ذکر فيها نائب ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في الحرس الثوري، حاجي صادقي، ان التمرد على أوامر الولي الفقيه يساوي الشرك بالله، غير ان أية ضجة لم تثار ضد هذا الکلام الذي رفع من مستوى أوامر الولي الفقيه الى مصاف الشرك بالله، في الوقت الذي نجد أن هناك تخبطا واضحا في مواقف و رؤى المرشد الاعلى و تناقضها الفاضح مع مواقف و رؤى مؤسس نظام ولاية الفقيه في إيران، وخصوصا فيما يتعلق بالموقف من العلاقات مع الولايات المتحدة الامريکية و الجلوس معها على طاولة المفاوضات، بل وحتى أن هنالك أنباء تقول بأن الولي الفقيه قد بعث برسائل تتسم ب"الاحترام"للرئيس الامريکي، ولاندري هل يصح لمن يزعمون انه"نائب للأمام المنتظر"، أن يتبادل الرسائل مع أعلى قيادة في دولة"الشيطان الاکبر في&حين يحکم بالاعدام على کل من يشکون بأدنى صلة له بأمريکا، وبنفس السياق نقول: مالفرق بين نجاد و بين جعفري تبار من حيث إدعائهما بالاتصال بالمهدي المنتظر کي يحکم الاخير بالاعدام فيما لايمسون شعرة من الاول؟