من المؤكد ان للمشاركة الكوردية في صد همجية ما يسمى بالدولة الاسلامية اثر واضح في تخفيف الخطر المحدق بالمنطقة خاصة وبالعالم اجمع اذ استطاع الكورد خلال فترة وجيزة و بإمكانيات محدودة جدا لا فقط صد الهجوم الوحشي اللاأخلاقي لهذه الدولة الخرافية و من يقف وراءها وانما استعادة كل المناطق التي سبق وان احتلتها هذه العصابات المنفلتة والحاق هزيمة نكراء بها على طول ساحة المواجهة التي تبلغ حوالي الف كيلومتر اعتبارا من مناطق ديالى و مرورا بأجزاء من محافظات صلاح الدين و كركوك و اربيل وانتهاء بمناطق شاسعة في محافظة نينوى سيما سد الموصل ذو الاهمية الاستراتيجية لعموم العراق هذا بالإضافة الى المقاومة الكوردية الباسلة في غرب كوردستان التي دمرت مشروع الدولة الاسلامية المريب في كوباني والحسكة و مناطق من قامشلي ولا تزال توجه ضربات موجعة لهذه العصابات الاجرامية بمشاركة القوة الجوية للتحالف الدولي رغم محدودية هذا التدخل وشروطه غير الواقعية والتي تفتقر، في حالة حسن النية، حقا الى استيعاب شامل الابعاد لهذه الحرب والنتائج المترتبة على أي تلكؤ او تهاون في استعمال القوة اللازمة لردع هذه العصابات الهمجية المتوحشة.

المشاركة الكوردية الباسلة هي التي اعادة الثقة الى نفوس ملايين المواطنين في كوردستان والعراق و سوريا بإمكانية التصدي لهمجية الدولة الاسلامية و القضاء على فلولها المنهارة على اكثر من جبهة كما منحة العالم المتحضر الامل بإمكانية التخلص النهائي من هذه العصابات الارهابية الخطيرة.

حدث هذا امام انظار العالم و دفع شعب كوردستان ولا يزال يقدم ضريبة هذه الحرب المجنونة من دماء شبابه و مقاتليه وقدم اكبر مساهمة حقيقية على الارض في مواجهة الارهاب والتصدي لدولتهم الخرافية ومع ذلك لا يزال التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية ابعد ما يكونون عن الارتقاء الى المستوى المطلوب من المسؤولية تجاه الحدث لا من ناحية تقديم المعونات المالية والانسانية الضرورية ولا من ناحية تسليح القوات الكوردية بالأسلحة الحديثة المؤثرة في هكذا حروب الامر الذي يثير اكثر من تساؤل حول جدية التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية في التصدي لرأس حربة الارهاب العالمي المتمثلة بالدولة الاسلامية المزعومة وفيما اذا كان من الضروري ام لا اعادة النظر فيما اثير من علامات استفهام وفق نظرية المؤامرة و تداعياتها و هل تريد امريكا اوباما حقا القضاء على الارهاب العالمي و وأد دولته الخرافية ام انها في انتظار نتائج معينة تحقق مصالحها دون الاخذ بنظر الاعتبار مصالح شعوب المنطقة ودماء ابنائها الامر الذي يضع مصداقية الولايات المتحدة الامريكية في مهب الريح.

ان تهاون وتردد التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية في تزويد قوات البيشمركه و وحدات حماية الشعب والمقاتلين المتطوعين من ابناء شعب كوردستان بكل مكوناته الدينية والاثنية بما يحتاجونه من سلاح وعتاد واموال يصب مباشرة في صالح اطالة حياة هذه المجموعات الارهابية والارهاب العالمي عموما التي لا تتميز فقط بهمجيتها و تخلفها الحضاري وانما تشكل تهديدا حقيقيا للعالم المتحضر و عدم توفير المشورة و المعدات والاسلحة و الغطاء الجوي الفعال للقوات الكوردية رغم تضحياتها وبسالتها والانتصارات الباهرة التي حققتها هي لطخة عار في جبين كل من يزايد بشعارات محاربة الارهاب والارهابين دون ان يرتقي الى مستوى المسؤولية ويساهم بما هو قادر عليه لدرء هذا الخطر الذي لا يهدد فقط شعوب المنطقة وانما عموم البشرية التي تتطلع بحماس لمستقبل افضل.

&

* [email protected]