&إذا اعتاد الناس على شيء، فلن يثير ذكره انتباه أحد.ونحن نشهد هذه السنوات حركة استعمارية جديدة ولا نرى حلولا جذرية أو حالة قصوى من التأهب. ولعل ذلك يعود إلى أن منطقة الشرق الأوسط كثيرا ما كانت خاضعة لاحتلال أجنبي على امتداد التاريخ، فقد شهدت هذه المنطقة احتلالا أجنبيا كالحطيين والإسرائيليين والفرس والمقدونيين والرومان والبيزنطيين والفرس مرة أخرى ومن ثم جاء العرب المسلمون ما بين الفترة من 750 حتى 1100 ثم السلجوقيين والمغول ومن بعدهم جاء الصليبيون ومن ثم قامت الدولة الأيوبية والمماليك ومن ثم العثمانيون وجاء بعدهم الاستعمار الغربي الذي أقام بدوره دولة إسرائيل الثانية. وبذلك ربما تكون المنطقة العربية من أكثر المناطق التي تعرضت لحكم الأجنبي في العالم، مما يجعل الاحتلال ليس بالأمر الغريب الذي يستدعي الوحدة والتكامل في كل جوانب الحياة.&

وإزاء هذا التاريخ الطويل من حكم الأجنبي، فلا غرابة فيما يحدث على أرض الواقع من تآزر مع الأجنبي واستقواء به، ونحن اليوم على أعتاب مرحلة استعمارية جديدة، أبطالها إيران وإسرائيل، فإيران استطاعت بمناوراتها وصبرها أن تبتز الدول الكبرى وتحصل منها على امتيازات وغض الطرف عما تقوم به مقابل إيقاف برنامجها النووي، وها هي الانتخابات الإسرائيلية تقلب للفلسطينيين ظهر المجن، وتنتخب نتنياهو الرافض لفكرة الدولتين.&

واليوم يجد العرب أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، فقد خطط الأمريكيون ونفذوا أمام أعينهم وكان العرب يعلمون بمشروع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة منذ مطلع هذا القرن لكنهم ولم يفعلوا شيئا للوقوف في وجهه، وبات الخطر على عتبة الأبواب وهذا شيء طبيعي ومتوقع منذ أن سقطت بغداد أمام المحتل الأمريكي، وقد دخلت ايران بقوة لملء الفراغ ولن تتراجع كما أنها دخلت في سوريا ولبنان واليمن بقوة ولن تتراجع، بل ستتمدد تدريجيا، فهل سيقوم العرب بخطوات حاسمة لتغير وجه التاريخ العابس في وجوههم على مدى العصور؟ هناك حاجة لحشد الجهود للتوازن مع ايران عسكريا وديمغرافيا ولا بد من وضع خطة لخلق هذا التوازن وتنفيذها فورا، للحيلولة دون قيام الامبراطورية الثالثة للفرس على أرض العرب.&

&