جاء التدخل العسكري الخليجي في اليمن بتلبية طلب الرئيس الشرعي، وانسجاما مع ميثاق الأمن القومي العربي وقرارات الأمم المتحدة حول الشرعية في اليمن.&إنه الرد المطلوب على سلسلة عمليات التوسع الإيراني في المنطقة، واستغلال المشاكل الداخلية ليعترض التمدد الطائفي والسياسي والعسكري. إن هذه التلية تشبه تلبية التحالف الدولي لطلب الحكومة العراقية بالتدخل العسكري الجوي ضد وحوش داعش.
لقد تبين للعالم أن زعماء الحوثيين قد تحولوا إلى مجرد آداة في أيدي حراس الثورة الذين ملأوا اليمن بالمستشارين العسكريين والذين يدربون الحوثيين في جزر آرتيرية. ووصل التدخل الإيراني المكشوف إلى حد رفع أعلام إيرانية في مدن يمنية.
لقد عانى اليمن كثيرا جدا بسبب تمرد الحوثيين الذين فضلوا طريق التمرد المسلح والتخريب والقتل والخطف بدل القبول بالجواب من أجل يمن حرة/ مستقرة آمنة وشراكة لكل المواطنين. رفضوا قرارات مجلس الأمن، ودعوات مجلس التعاون، ونداءات الزعامة اليمنية الشرعية، مفضلين الانسياق وراء التوجهات والأوامر الإيرانية التي لا تضمر خيرا لشعب اليمن، بكل أطيافه، بل لا تبحث إلا عما يتبع لمطامحهم الإمبراطورية، بعد أن هيمنوا على العراق وسورية ولبنان. إن التدخل الخليجي حظا بتأييد دولي وعربي واسع، والمفاجأة مساهمة السودان، بعد أن نفد الصبر الدولي والعربي على جرائم قادة الحوثيين والغطرسة الإيرانية الجامحة.
والمأمول أن تنته الأمور بانتصار ساحق للشرعية ولأمن الخليج والمنطقة. وأن يستطيع شعب اليمن وقادته الشرعيون وبمؤازرة خليجية وعربية ودولية، إعادة البناء، ولأم الجراح، وضمان التقدم والاستقرار. النظام الإيراني اعتاد استغلال بعض المشاكل التي تخص دور الشيعة في بلدان خليجية وتدوير الأمور لصالحها وهي لا تبحث عن مصالح جمهرة الشيعة بل تشتري فريقا من زعمائهم لتحقيق مآربها.
ففي البحرين رفع فريق من قادة الشيعة شعار جمهورية إسلامية مما أدى إلى الأضرار بالشيعة انفسهم.
المنطقة تواجه أخطارا كبرى وآمنها مهدد، ولا سيما إيرانيا.7ومغازلات أوباما النووية زادت من غطرستها. فهل سيكون حدث اليوم نقطة تحول؟ ربما. لكن يجب أن يمضي هذا التدخل العسكري المشروع إلى نهاية حاسمة تضع الأمور في نصابها. وهذه التجربة تثبت انه كلما كانت المواقف العربية من أزمات المنطقة قوية وصارمة أمكن التأثير بدرجة أو أخرى على المواقف الدولية. والمطلوب أيضا موقف حازم عربي من النووي الإيراني.
&