في مقالتي السابقة بعنوان "صمام الأمان للسعودية والمنطقة العربية "&والتي أكدّت فيها أنني وفي ظل الخطر الإيراني أجد نفسي مضطرة لإبداء رأيي السياسي في ما يحدث.. وأنني وبرغم حزني الشديد ورفضي للعنف وللعسكرة السياسية.. إلا أنني أستطيع تفهم لماذا أضطرت الدول العربية وبقيادة المملكة السعودية للمشاركة في ضرب المعارضة الحوثية التي استولت على السلطة في اليمن... ولكنني وفي كل الأحوال أتمنى أن لا تطول هذه الحرب.. لأن الذي يدفع ثمنها وكما جرت العادة هم المدنيون.. وبالذات النساء والأطفال.. نعم يؤلمني ما يحدث في اليمن جدا.. بل يؤلمني ما يحدث في المنطقة العربية كلها.. ولكني أعود لأبين بأن العلاج بالكي او البتر للإنقاذ قد يكون أنجع الحلول برغم ألمه....

من خلال التعليقات لفت نظري تعليق..&

عابر -GMT 13:37 2015 السبت 28 مارس

كنت أتصور أن السيدة أحلام أكرم كاتبة حداثية وأنها تفكر بمنطق يتجاوز الحدود الوطنجية الضيقة التي يرسمها لنا الخطاب الرسمي العربي السائد

سيدي..&

أنا لا أؤمن بحدود وطنية لأني أسعى إلى الترابط الإنساني الذي يتعدى الحدود الوطنية.. ولكن وللأسف أن الحدود الجغرافية موجودة منذ أن بدأت حرب المصالح التي خلقها تفاوت موارد الدول.. والتي بينتها تقدم وتسارع الإتصالات العالمية.. التي فتحت أعين الدول القوية لإستغلال موارد الدول الأخرى لمصلحة مواطنيها.. والتي مرة أخرى فضحتها وسائل الإعلام العالمي مؤخرا.. اتلي تؤكد بأن لا مجال للأمن العالمي بدون الرجوع إلى الإنسانية المشتركة لحماية الأمن.. ولحماية الإنسان في كل مكان.. الحدود الوطنية هي التي تؤجج للمفهوم الوطني الضيق على حساب المفهوم الإنساني الذي يقتضيه الزمان.. ولكنها لن تختفي بدون إختفاء جشع الدول.. وبدون عدالة إنسانية مشتركة...&

&وأنها تفكر بمنطق كوني ومتجرد، وتحاول تكسير الطابوهات لتحرير العقل العربي من هيمنة الفئة التي تحكمه وتستغله وتسيطر عليه بخطابها ووعضها وإشادها وغسلها لدماغه.

نعم.. أنا أفكر بمنطق كوني حرصا على الإنسان في كل مكان.. لأن العصر الحالي.. وما وصلت إليه القوة العسكرية تتعدى الحدود الجغرافية وتقتل أكبر عدد من البشر الذين لا ذنب لهم.. أتمنى تكسير التابوهات وتحرير العقل العربي.. من هيمنة الفئة الحاكمة.. ووقوفي الخجول مع عاصفة الصحراء.. ليس للعسكرة بالذات ولكن مع العمل العربي المشترك الذي آمل أن يصل إلى هدفي لتحرير العقل العربي من سيطرة الدين..&

&ولكن للأسف صعقت بمقالها هذا. إنها مع النظام الرسمي العربي بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني الفقير والمعدم والذي يريد تقرير مصير نفسه بنفسه.&

كنت أتمنى أن يكون تقرير المصير هو هدف الإنسان اليمني الفقير حقا.. ولكن الحوثيون لا يمثلون أكثر من 20% من الشعب اليمني.. و كل الشواهد تؤكد على التدخل الإيراني بإرسال الأسلحة والمعدات..إضافة إلى مخادعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.. هل الحوثيون وصالح سينسحبون من المناطق التي يسيطرون عليها، وهل سيسلمون الأسلحة التي سرقوها من الجيش اليمني، وهل يسلمون للدولة الشرعية، وهل تقف كل أعمال العنف والقتال في اليمن، وهل سيوافقون على الضمانات بالابتعاد عن العنف واستخدام السلاح؟».

من الذي يا سيدة أحلام أعطى للقاهرة أو الرياض أو الرباط الحق في قصف شعب اليمن وتدمير منشآته وقتل إنسانه؟

الذي أعطى السعودية ومصر هذا الحق هو الخوف على مصير المنطقة العربية بأكملها من خطر التوسع الإيراني.. وخطر الدولة الدينية.. المؤسف بأن كلا الدولتين.. إيران والسعودية دول دينية.. ولكن بهدفين مختلفين. إيران تريد أن ’تهيمن على المنطقة العربية وترتقي بإسم الإسلام إلى مصاف القوى العالمية.. والسعودية دولة دينية تحاول من خلال الدين بقاء النظام والأسرة المالكة.. كلا الهدفان لا يخدم المصلحة العربية على المدلبعيد والقصير.. ولكن إختيار أهون الشرين أفضل من أي إحتلال أو هيمنة غريبة.. تهدف إلى إعادة المنطقة لإستعمار بإسم الدين.. فلقد عانينا من الإستعمار التركي الذي تلحّف بالدين وإستعمر وإستغل المنطقة العربية لقرون وتركها تسبح في الجهل.. ولا نريد إستعمارا جديدا من إيران.. هدفة الإنتقام من القضاء على الدولة الفارسية.. و الإرتقاء للعالمية على أكتاف الإنسان العربي..&

لم يصدر عن مجلس الأمن أي قرار في هذا الشأن.&

لقد آن الأوان للدول العربية حل نزاعاتها بنفسها.. بدون الإستغاثة الآخرين.. سواء بمجلس الأمن.. أو بالقوة الأميكرية. خاصة وهي ترى السياسة الأميركية ’مصرة على النأي بنفسها عن المستنقع العربي.. كنت أتمنى ان تلجأ الدول العربية إلى حل سلمي.. ولا زلت اتمنى ان لا تطول هذه الحرب.. ولكن السؤال الأهم.. الذي يواجهني وأتمنى إجابة صادقة علية.. هل ستحاول الدول العربية توجيه جهودها بعد إقرار الشرعية اليمنية.. والإستقرار السياسي لأن تتعامل مع الملف السوري الشائك بنفس الحزم وبنفس الإتحاد؟؟؟ وكيف ستتعامل مع القضية الفلسطينية والتعنت الإسرائيلي في تجاهل الحقوق الفلسطينية بالكامل..&

&لو أن أميركا فعلت نفس الشيء لا قدر الله مع مصر عقب الإطاحة بمرسي، هل كان تصرفها سيعتبر مقبولا ومرحبا به من جانبك؟

لو أن أميركا فعلت ذلك وتدخلت في مصر عقب الإطاحة بالنظام الإخواني.. كنت سأقف ضد هذا التدخل 100%.. كما وقفت ضده في حرب الخليج..والإطاحة بنظام صدّام حسين.. ليس حبا أو توافقا مع صدّام...ولكن لمبدئي لرفض التدخل الغربي في أي مكان.. ولكن ما أود التأكيد عليه مرة اخرى أن نظام الرئيس المخلوع مرسي كان يسعى للدولة الدينية الضيقة الأفق.. وأن سياسة اميركا كانت واضحه في قراراها عدم التدخل.. إضافة إلى أن غباؤها السياسي كان ولا زال يؤيد وصول الدولة الدينية إلى الحكم على إعتبار انها ’منتخبة ديمقراطيا..&

سيدي القارىء.. نعم أتمنى أن لا تطول هذه الحرب.. ولكن الأهم هو ما سينتج عنها من قرارات وعلى قمة أولوياتها إستثمارات كبيرة في اليمن.. لتساعد في خلق وظائف لإنسانها حتى لا يكون لقمة سائغة للحركات المتطرفة..فعلى قمة أولويات الأمن العربي توظيف الأيدي العاملة العربية ربما في بلدانها الأصلية ولكن أيضا في البلدان العربية الغنية.. أن يكون من ضمن أولويات الأمن العربي فتح الحدود للأيدي العاملة.. حتى وبعد عملية التدقيق في شخصيات وأهداف القادمين.. أميركا والعالم الغربي بأسره سيسعى لمصالحه الإقتصادية.. أينما كانت ومع من ستكون.. حماية لإستقراره السياسي.. وإستقراره الإقتصادي من خلال التوظيف.. ولن يهمه في ذلك سواء كان تحالفه مع إيران أو مع الشيطان.. فأولوياته تتغير تبعا لمصالحه..والأولوية لأميركا الآن تفادي أي حروب في العالم الإسلامي.. مهما كان الثمن.. ليس خوفا من الهزيمة العسكرية ولكن للتكلفة البشرية الكبيرة والتي لا تستطيع تحملها وهي على أعتاب إنتخابات جديده... وإيران لن تستطيع أيضا تحمل كلفة المواجهة العسكرية مع اميركا..لأن إقتصادها لا زال هشآ.. وبحاجة إلى رفع العقوبات الإقتصادية التي أنهكتها.. وبحاجة إلى قمع أي معارضة داخلية وإن كانت ضعيفه لكنها تبقى مصدر قلق.... وكلنا يعلم بوجودها.. ولكنها تتحمل اللعب في المناطق المجاورة على أسس طائفية ومذهبية... في سبيل تحقيق طموحاتها المستقبلية...&

أعود لأكرر ما قالته السفيرة الأميركية بابره بودين.. "نعم السياسة الأميركية عبارة عن فوضى """ ولكن ما يهمني أن السياسات العربية أيضا لا تقل عن فوضى.. ولكنها فوضى قاتلة لكل الشعوب العربية.. وجارحة لكل العالم من حولها!

&