مع إستمرار الثرثرة العقائدية المتطرفة للأديان والمذاهب يُلاحظ أن الفرق الأسلامية والهيئات الدينية تحولت الى مجموعات من القتلة التي لاتقرأ بل تأمر بالقتل، وتتركز مهمتها الدفاع عن الفكر المعوج وأصبحت مطية عمل لأصحاب المال والنفوذ. وتجاوزت هذه الهيئات بنزعة سلوكها وتصرفها ضرورة مبدئية وهي قراءة الفكر وإغنائه وقراءة التوجه والمنهج الديني قبل أن تستهجن أو تمتدح إيمان وروحانية عقائد ومذاهب شعوب وقوميات أخرى.

تسمية العقيدة وتفحص تعاليمها ونصوصها تعني القراءة أولاً. والهجوم ثانياً إذا تطلب الأمر وليس العكس. الأسلام هو " إقرأ باسم ربك " وليس بقراءة الأدعياء وكتبهم وأحاديثهم وقصصهم المُكرّرة وأسلاك مُحاصرة العقل والفكر والمبادرة والمعرفة بمبرر أحقية "الشرعيةالأسلامية " التي تتنازع على رئاستها دول وكتبت عنها في إيلاف تحت عنوان:

تلوث الصراع على منبر الخلافة الاسلامية

أثار موضوع الصراع على الخلافة حالة من الغموض بين بعض المشككين بما تجاوزته اديان الأيمان لقلة تحليلاتهم ودقتها بوجود هذا الصراع التاريخي وتدخّل هيئات مسيحية وإسلامية لتطويع عقيدة الخلافة والبابوية وتدخّل ومشاركة خاتم سليمان بن داوود والتلموذ وعصا موسى بن عمران لصالحها دون قراءة مضامين ومناهج العقيدة وتفاسيرها الغامضة أولاً.

وأقرأ بسم ربك هو توحيد رسالة الدين وليس الغرض منه مهاجمة العقائد وإحتقار الشعوب التي لاترتبط في قيمّها وشعائرها وتقاليدها مع تعاليمنا السماوية، والتدني والتسفيه والتغاضي لاينبغي أن تسود بين هيئاتنا الدينية التربوية الموجهة للطاقة الأنسانية قبل القراءة والمعرفة أولاً.&

كان العالَم الألماني هنري هيرتز مثلاً أول من إكتشفَ الموجات الكهرومغناطيسية عام 1889 حيث كانت الدول تعيش في ظلام إعلامي قبل إكتشافه. ولكن جائزة نوبل مُنحت الى العالم الأيطالي غولييلمو ماركوني مخترع الراديو عام 1896 بتحويله موجات كهرومغناطيسية ذات تردد إذاعي (موجات راديو) مستخدماً الجهاز الذي اخترعه العالم الألماني هيرتز وعالم أيطالي آخر إسمه أوجست ريجي استخدم الجهاز الكاشف للموجات. وقد قام ماركوني بتزويد جهاز الإرسال بهوائي لنقل الإشارات لمسافات بعيدة. غولييلمو ماركوني هو من يعتقد الناس أنه اخترع المذياع "الراديو" وحصل على جائزة نوبل بسببها في عام 1909، مع أنه ليس صاحب الفكرة الأولى.&

الغرض من ذكري لهذا هو أن التعاون العلمي والتصميم الأنساني وتراكيب التجارب على البناء والتحديث فوق القديم وتطويره أوصل الشعوب الى الفائدة المتوخاة دون حروب، ويجعلنا نتسائل لماذا يخفق التعاون الديني، والمذهبي على الأخص، في نجاح أيصال الفائدة الأنسانية وتوحيد الرسالة دون قتال وحروب؟&

القراءة الدينية غذاء روحي ومصدر إلهام للتوحيد ويهتدي الأنسان بقراءة القليل من ألاساسيات الخُلقية منها. والنصح بها قد تنفع الهيئات الدينية المتصارعة عند وزن قيمة مايهيؤن شعوبهم له لتقسيم المعتقد. وتجد أن جزءاً كبيراً من أخفاق المؤسسات الدينية هو التصميم الطائفي الفكري على معاودة الحروب المذهبية التاريخية القديمة وتكرارها في (معاودة الجهاد، معاودة وتجديد قتال الكفار) ليصبح القتل والدمار والتخريب وتدفق أستيرادات الأسلحة وزيادة مبيعاتها لدول البترول العربية لأستخدامها ضد أبنائها أنتصارات جهادية تباركها جماعات دينية بلا خجل أو ضمير وتتفادى قراءة أضرارها. الأنتصارات الجهادية ومعاودة قتال الكفار والأكتفاء بصيغ القضاء والقدر الذي تُخصصه جماعات دينية هي أعمال مرفوضة. ومايفرضه عليهم صناع سياسة منهج الدين بالحديث عنه ودفعهم الحثيث لِما هو مستساغ ومقبول بمداعبة الأحاسيس القرآنية ينبغي أن يُرفض مجتمعياً وتربوياً.

&شيوخ الهيئات الدينية على معرفة وإطلاع على أن الأنتصارات الجهادية وشعارات القتل المرفوعة اليوم في الساحات العربية ودعوة أتباعهم لخوضها ومباركتها مسبقاً وعلناً هو الخراب الذي تُجاهد به مجموعات المرتزقة بأسلحة مصنّعة ومطورة ومُصدرة إليهم في دول الكفر ((كما يطلقون عليها )). وهي الدول التي أغرقتهم بما يحتاجون إليه من المدفعية والصواريخ والطائرات وألأعتدة وأجهزة إلأتصال ألأمريكية والروسية والصينية وتباع وتهدى لهم ويهللون لطلب المزيد.&

تقريب الأيمان وأيصاله الى العقل والقلب عملية تبنتها كل الأديان، اليهودية، والمسيحية، والأسلامية وتناقلتها شرائعها وتعاليمها عن طريق رجال الدين وبما أُنزلوا وأضافوا واقتبسوا وتناقلوا وفرضوا على ألاديان من مبشرين وآباء جدد بعد وفاة الُرسل والأنبياء. ونجد طاقة ديناميكية جديدة للأنسان وولادة معتقدات مساندة لَما سبق. هذه الطاقة بإيجابياتها وسلبياتها على مايُعتقد لم تتوقف بزمن ولن تتوقف بعصر أو أيدلوجية "عقيدة " دينية أو سياسية واحدة ولن تنتهي بمرحلة يحددها هؤلاء المبشرين.

فالمسلمون يناقشون كيفية القضاء على الطائفيه منذ أربعة عشر قرناً في مسألة تبدو مستعصية كعور في جسد الأمة الإسلامية. ويتسلط حكام بحكم إنتخابهم لترسخيها ((الشرعي النيابي الدستوري أو العسكري أو الدكتاتوري غير الشرعي)) على مرافق الدولة وتوجيهها وتوظيف الهيئات الطائفية والمؤسسات الدينية لخدمتها وتقديم السمع والطاعة لأمير الجماعة وبيعة الخليفة الحاكم وترك علات الأمور المعوجة تجري في عروق الأمة بالتبرير السياسي والأعلامي الذي ينطلي على المؤمنين الأتقياء والمسلمين الأدعياء. وحقيقة االدين الأسلامي أنه لايمكن إعتماد تفاسير وأحاديث التعاليم المذهبية التي تتبناها الطائفة بخروجها المخالف للقرآن والصراط المستقيم الواجب على المؤمن إتباعه.

هل ترك الخالق الأنسان ليسلك طريق الأعوجاع عمداً؟ وهل أديان وطوائف الله تحارب بعضها بعضاً لهداية الأنسان والأشارة الى الطريق القويم؟

فعبارة الحمد لله على نعمة القراّن والأيمان والتوحيد أصبحت مسألة فلسفية للأديان أباركها ويباركها الملايين من الناس ولكنها مسألة سياسية كذلك مادامت مستغلة من أناس تنهش لحومَ بني جَلدَتِهم. كذلك هي مباركة قسسة الأبرشيات والكنائس ألأذنجيلوكو وكنيسة المورمن وكنيسة الأيمان بالعلوم وأسماء بعضها أدناه:

The Evangelical Church, Mormon Church and Scientology Church in the USA and Europe.&

&وتوجه الملايين من الناس في المسيحية أصبحوا متأثرين بعقائد سياسية تُخالف أرثودوكسية مناهج البابوات الثلاث وبأنتشار أكثر من ألف إنجيل مختلف،وبإضافات،غرضها توحيد رسالة السلام والتسامح بطقوس مقروءة ومقبولة.

&شعوب العالم العربي حالياً تعيش فراغاً ذا صور متعددة وبدائل تحديث وتقاليد وشعائر عقيمة وتدخل فيها تعاليم القتل السماوية التي أتبعتها دول وإمارات وأمبراطوريات وفسّرتها بكلمات ربانية مع أنها ليست سماوية أو إلهية إطلاقاً. وسواء أكانت تلك الحروب تتعلق بمعركة الجمل أو الحروب الصليبية والحروب الأوربية والأمريكية الأهلية فهي من وضع الأنسان للتخويف والتهذيب والسيطرة والنفوذ وسبقها (إقرأ بأسم ربك). وما عليك إلا الرجوع الى قراءة الوصايا العشرة في التعاليم اليهودية (لاتقتل لاتزنِ لاتعتدي لا لا لا لا ألخ ) لتجد إختلاط الدين اليهودي وتناقضه مع السياسة المتبعة في عنصرية إسرائيل وبيوت وأحزاب دينية أطلقت هذه الشعائر لنفسها ومصلحتها ولأسباب ليس أقلها تبريراً سياسة التوسع والأعتداء والضم.&

لم يكن إختصاصي ثيولوجية الأديان وحججها وتعددات محاورها، فدراستي الأكاديمية سياسية بعلومها وأبحاثها. ومن الصعوبة تثبيت أحداث ثيولوجية تقوم على تحبيذ القدر وتحبيذ ارادة السماء وتأليه ألهة فوق ألهة بأعلاء شأنهم بطريقة ترانيم الصوت والصورة والأناشيد الدينية للتمسك بالمثل العليا والمحبة والأخلاق الأنسانية. وصعوبة تثبيت الأخرى التحريضية المبارِكة للقتل وتحتاج لمن لا يقرأ أن يقرأ أولاً ( إقرأ باسم ربك...) عن التكفير والسبايا والتهجير، وإمتلاك الجواري، وتجارة الرقيق. وإقرأ عن فرض الجزية والضرائب والطاعة وبيع سلاح دول الكفر للدول الأسلامية وكمياتها ومبيعاتها. وإقرأ عن طرق التعبد والحجاب والملابس وتعاليم خضوع النساء لأوضاع معينة عند الجلوس، وهي بمجملها من وضع أناس تملكوا قوة فرضها على المجتمعات بالشعوذة منذ الأزل وتتطلب عملية تعديل إلأعوجاج وسلوك التصحيح والتقويم سنين عديدة من القراءة القويمة في مجتمعات البطش والتخلف.&

لفظ الأنفاس وقبر الأفكار الأنسانية حالة مارستها حروب الجمل والصليبية والنازية والصهيونية والفارسية والعثمانية والأنفالية النظامية والعصابات العقائدية الشوفينية والطرق المتعددة للحرق والذبح وألابادة للشعوب والمذاهب المناوئة، وكانت قد تمت حالما تطاولت شعوباً وقوميات وطوائف في مطالبة حقوق التنفس والأنعتاق الأنساني السلمي.

وساندهم فيها السلوك المنطوي على التبرير من هيئات دينية منافقة تطابقت أحاديثها مع جبروت أولياء نعمتهم، الأمر الذي يُسبّب أن تعيش شعوب العالم العربي حالياً فراغاً وإضطراباً ظلامياً وتقاتلاً بصور متعددة وتتوسل النجدة من (دول الكفر).

وربما فكر غولييلمو ماركوني بإختراعه العلمي للراديو أن الأنسان ستزداد قريحته للأستماع بعد زيادة معرفته قراءة لُغة الأديان ويتعلم من السطوح الأعلامية صفة التقارب بين الشعوب والجنسيات والحضارات التي تمثّل نبض الأنسان والأنسانية رغم البعد الشاسع بين الدول التي قربّتها له مخيلته وتفانى من أجلها بعمله، و وضعتنا على مانحن عليه.&

&

باحث وكاتب سياسي&

&