كل اتباع دين يعتقدون أنهم على حق، حتى الذين لا يؤمنون باي دين يعتقدون ايضا انهم على حق، ومعظمنا ومعظم اتباع كل الديانات اعتنقوا هذا الدين او ذاك لانه دين آباءهم وأمهاتهم والذي& نشأوا عليه& (هكدا وجدنا آباءنا فاعلون) ، وقلة قليلة من البشر فكروا ودرسوا وقرروا تغيير دينهم او مذهبهم. وقد شهد التاريخ الإنساني ولا يزال احداث ومذابح كثيرة بسبب الاضطهاد الديني، وتلك المذابح عادة هي من أسوأ ما في الانسان، وحدثت وتحدث تلك المذابح بالرغم من ان كل الاديان تقول انها دين سلام ومحبة.
والإسلام هو احدث الديانات السماوية وقد ابتدع المسلمون الأوائل مبدأ جديدا للغزو ولمعاداة كل البشر غير المسلمين، وذلك باختراع انه يجب على المسلمين الجهاد لنشر الاسلام في كل أنحاء العالم، وما تفعله داعش اليوم في سوريا والعراق ليس بغريب عن الاسلام المتطرف في كل العصور، فهم يقومون بغزو المدن والقرى وياخذون أموال غير المسلمين الذين فروا من بطشهم غنيمة ويفرضون الجزية على من لم يستطع الفرار.
والإسلام المتطرف يقول لغير المسلمين اذا لم تدخلوا في الاسلام فأنتم الأعداء وسوف نحاربكم للقضاء عليكم او تنهزموا وتسلموا او تدفعوا الجزية، ودفع الجزية على فكرة لا تسرى الا على اليهود والمسيحيين اما الكفار واتباع الاديان الغير سماوية فلا توخذ منهم الجزية ويتم قتالهم حتى الموت.

...
وانا لا ادري من أين جاء مبدأ "الاسلام ام الحرب ام الجزية" لان الرسول محمد عندما عاد الى مكة منتصرا خرج اليه كفار مكة بعد ان شعروا بالهزيمة وكانوا متوقعين ان يتم الانتقام منهم والتنكيل بهم، وسألهم محمد من موقع القوة ومن موقع المنتصر: "ماذا تظنوا أني فاعل بكم؟" فكان جوابهم جواب المستضعف المنهزم والمستعطف :"اخ كريم وابن اخ كريم" !! فقال لهم بعد ان سامحهم وعفا عنهم من منطلق العفو عند المقدرة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" والسؤال هو: لماذا لم يطبق محمد وهو في عنفوانه وقوته على كفار مكة مبدأ الاسلام ام الحرب ؟ ولماذا عفا عنهم بتلك السهولة؟
ولماذا لا يتعظ فقهاء الاٍرهاب من تلك الحادثة الشهيرة في تاريخ الاسلام؟

...
لانه اذا اصر المسلمون المتطرفون على مبدأ " الاسلام ام الحرب ام الجزية" فهذا معناه ان المسلمون سيكونون في حالة حرب دائمة مع كل البشر مع ما يقرب ستة بلايين نسمة!
وهذا المبدأ هو مبدأ في غاية الخطورة ولا يتفق مع ابسط حقوق الانسان الا وهي حرية العقيدة والتي نصت عليها معظم دساتير العالم وعلى الإعلان العالمي لحقوق الانسان.
والإسلام المتطرف يخلق حالة من العداء للكل ويجعل المسلمين مكروهين في كل أنحاء العالم. بل ان هذا المبدأ في حد ذاته هو من اكبر الادوات التي يستخدمها فقهاء الاٍرهاب لتجنيد الشباب الإرهابي والانتحاري.
وهذا المبدأ هو مبدأ غاية في العنصرية ويذكرني بمذهب النازية والذي كان يعتبر ان الجنس الآري هو الجنس الأرقى والأعلى والجدير بالحياة اما الأجناس الاخرى فجديرة بالفناء، وكلنا نعرف المصير الذي آلت اليه النازية بعد ان تجمع عليها كل العالم من الشرق والغرب وقضوا عليها وعلى زعماءها ومنظريها قضاء مبرما، لانه كان مذهبا لا انسانيا .

...
ولا مانع ان يؤمن المسلم بان "الدين عند الله الاسلام" لان المسيحي ايضا يؤمن بان "الدين عند الله المسيحية" واليهودي ايضا يؤمن بان "الدين عند الله هو اليهودية"، وإذا كانت الحروب الدينية مقبولة وعادية في القرون الماضية فإنها اليوم غير مقبولة بتاتا ويرفضها ايضا الغالبية الساحقة من المسلمين.
ويجب ان نعترف بان المسلمين المتطرفين ما زالوا أقلية والمسلمين الإرهابيين اقل من الأقلية ومهمة المسلمون المعتدلون هي مهمة شاقة جدا اذ ان عليهم ان يقاوموا الاسلام المتطرف وفي نفس الوقت عليهم ان يظهروا للعالم بأنهم جادون في هذا وإلا طالهم ارهاب المتطرفين المسلمون والذي اصبح في السنوات الاخيرة يقتل من المسلمين أضعاف ما يقتل من غير المسلمين، وانتقلت الحرب ليس فقط بين المسلمين وغير المسلمين ولكن الحرب التي تدور رحاها اليوم هي حرب إسلامية ... إسلامية والعالم كله يشاهد ويخفي شماتته وابتسامته الفرحة في اكمامه!!

[email protected]
&