لا أريد التحدث عن قصة رضوخ الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف لقوى الثورة السورية، لمطلب لؤي حسين بازاحة علم الثورة، عن خلفية المؤتمر الصحفي المشترك بينهما بعد لقاء ودي، تبادلوا فيه انخاب النفاق. رغم الفارق الجوهري بين نوايا خالد خوجة ولؤي حسين، فالاول بعدم خبرة ودراية وارتجال، أما الثاني بنوايا أكثر من سيئة في الواقع تجاه البلد والثورة والائتلاف بحد ذاته. عبرت جماهير ادوات التواصل الاجتماعي، عن غضبها العارم من هذه الخطوة، لأن هذا العلم رمز لانقى ثورة عرفها التاريخ الحديث والمعاصر. ثورة تكالب عليها الشرق والغرب، فقط لأنها كانت تطمح لبناء سورية دولة ديمقراطية تعددية يحميها قانون ومؤسسات وحقوق انسان. لولا الثورة لما كان للؤي حسين أن يصل إلى هنا!! وبغض النظر عن موقفه السيئ من الثورة. ما يهمني هنا في الواقع هو هذه الحالة الارتجالية التي وصل إليها الائتلاف. منذ تأسيس الاىتلاف وهو ينقلنا من حالة لحالة من الارتجال واللامأسسة، ليس لأنه في وضع ثوري متحرك فقط، بل لأن تاسيسه اتى ارتجاليا تلبية لحالة الصوملة التي ارادتها القوى الفاعلة في مجموعة أصدقاء سورية على رأسها أدارة أوباما. التي اتضح من خلال سياق الاحداث جميعها أنها كادارة كانت صديقة للاسد وغطاء لجرائمه بحق الشعب السوري. خاصة الثنائي أوباما كيري. نريد العودة للوراء. سنتان ونيف من عمر الائتلاف ماذا فعل؟ قبل ان نتحدث عن هذا الموضوع لابد من تسجيل خلفية لهذا الحديث، هي ان مشاكل المعارضة بما فيها الائتلاف هي نتيجة وليست سببا لاستمرار الأسد وللموقف الدولي المخزي كما اشرت. تسلم الائتلاف واجهة الثورة السياسية كانت الثورة في تألقها، غم كل ما كان يظهر من تعثرات هنا وهناك، ورغم كل الجرائم الاسدية موقف دولي حقير من شعبنا وبلدنا. موقف يجمع بين المصالح الكلبية من جهة وعنصرية اوبامية تجاه ليس شعبنا فقط بل شعوب البلدان العربية قاطبة. رغم ذلك ان شعبنا يقدم كل لحظة التضحيات من اجل حريته وكرامته، امام سلطة مجرمة، لم يعرف التاريخ الحديث والمعاصر مثلها جريمة وبشاعة. الائتلاف كان اول مبرر استخدمه مؤسسوه هي ان المجلس الوطني يعتمد المحاصصة والقرار فيه خضع لتلك المحاصصة، إضافة إلى محاولة التخلص من هيمنة الاخوان المسلمين كما زعموا. بغض النظر عن حجم الكذب والوعود البراقة التي ساقوها للناس من أجل تجاوز المجلس وتأسيس الائتلاف، كما اعترف الأستاذ رياض سيف نفسه بذلك. لكونه كان العراب لهذه الخطوة من انعدام الوزن.فلم يتخلص الائتلاف من الاخوان المسلمين ولم يحقق شيئا من وعوده، بل بالعكس تماما ما حصل. تسلم الائتلاف المعارضة. وضعا ماليا ممتازا للمعارضة والآن هو مفلس تماما. عدا مصاريف نخبه. كانت الناس على الأرض تراهن على المعارضة والمجلس الوطني، فجعلوا الناس تشتم كل المعارضة والآن صورة المعارضة في الحضيض، لنصل لنتيجة أوباما معارضة غير قادرة ان تكون بديلا للاسد!! وهذه كانت وراء دعم روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لتشكيل الائتلاف، لتبرير سياسة أوباما. الائتلاف كان خطوة لتأكيد الانقطاع والتواصل بين المعارضة السياسة والشارع السوري داخل سورية وفي بلدان اللجوء. والانقطاع بين المستوى العسكري للثورة والسياسة الائتلافية، ثم تم تصفية مؤسسات الجيش الحر في كثير من المناطق، الاهم من كل هذا ان كل من تسلم الائتلاف وقبله المجلس عاد لبيته، وبدا يكيل النقد للمعارضة. لم يقل لنا ماذا فعل اثناء توليه موقع المسؤولية؟ ماذا يقولون؟ يرتجلون فقط.

&