&كوارث السنوات الماضية بعد أن بدأت نكبات الربيع العربي تهب علينا لم تكن كافية لترمي بنا في ما بعد الصراعات والحروب والخراب، بل وصل الحال اليوم لكي تكون الصراعات في قضايا كان واجباً فيها وحدة موقف عربي لا يحتاج لبطولات أو مزايدات إعلامية ولكن الواقع العربي اليوم أصبح مقلقاً لحد الغثيان في توصيفه سياسياً وأخلاقياً.

جوزيف بلاتر الشخصية الرياضية الأكثر شهرة في العالم يدخل مرة أخرى انتخابات جديدة للفوز مرة أخرى برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في مواجهة تخرج عن نمطها التقليدي وتضعه قبل مواجهة منافسيه في مواجهة مع اتهامات تتصاعد للاتحاد ورئاسته بالفساد والفوضى ومحاباة خرجت عن نطاق المعقول في الكثير من القضايا التي تهم منح تنظيم كأس العالم لدول علاقتها بكرة القدم وبطولاتها لا تتعدى مشاهدة المباريات في وسائل الإعلام.

الانتخابات القادمة ستضع بلاتر في مواجهة نائبة الأمير علي بن الحسين والذي يحظى بدعم كبير من الكثير من دول العالم في الانتخابات القادمة وخاصة من دول أوروبا التي كرهت سوء تصرف السويسري العجوز وتدعم بقوة مرشح الأردن، لكن المفارقة الأكبر تكمن في نجاح بلاتر في تقسيم مواقف الدول العربية التي ستشارك في انتخابات الفيفا بعد أيام وبدل أن يكون هنالك موقف عربي رياضي موحد وملزم سيدخل العرب هذه الانتخابات متنافسين على العداء وخدمة مصالح ضيقه تبقي الرياضة العربية بعيدة عن موقع الاهتمام العالمي بكل إبعاده.

المواقف العربية المتباعدة لا تخرج عن حسابات أنية ضيقة تتناسى أن المكاسب الصغيرة تنسى وتبقى الحقائق التي تجمع بين الأشقاء تتخللها كل تراكمات الإساءة المجانية التي لا تخدم أحداً بل تصنع حالة أسى تراكمي تبقى ذكراه عالقة بين الجميع.

بلاتر نجح بخبث صنعته سنوات في قيادته للاتحاد بفهم تفاصيل النزاعات العربية الفارغة واستغل أحلام قطر لابتزازها في ترشحها لنيل استضافة كأس العالم بما يحتويه الملف مما تداوله وسائل الاعلام تسعى الكثير من الأطراف لعدم وضعه تحت أنظار العالم وخاصة دول أوروبا القلقة من تمادي رئيس الفيفا في السير بهذا الطريق.

البعض يتناسى الجغرافيا وديكتاتورية معانيها الجامعة للتاريخ والبشر رغما عنهم ويحاول أن يقفز بحثاً عن أدوار بلا معاني لوهم مفقود دون اعتبار لمعنى علاقات تتجاوز مرحلية الحدث الزائل خاصة والوهم بلعب دور في مساحة بلا أهداف يقود حتماً لمضاعفة الخسارة، ومن واجب الأشقاء المرتبطين مع الأردن بعلاقة يفرضها التاريخ والجغرافيا فهم معنى أن دعم جوزيف بلاتر ضد الأمير علي بن الحسين لن يفيد بلاتر ولكنه بالتأكيد سيترك ذكرى سيئة تبقى علاقة بين الأشقاء على جانبي النهر.

جبريل الرجوب رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم وقبل أيام من الانتخابات الحاسمة لو يسأل نفسه هل بلاتر أهم لفلسطين من الأردن؟