&

لازلت أذكر وبمنتهى الوضوح بعد أحداث 11 سبتمبر التي غيّرت مجرى التاريخ والعلاقات الدولية.. ردة الفعل الأميركي بإستهجان ما حدث. والخطوات العسكرية الإنتقامية اللاحقة والتي أعمت بصيرة القوة العظمى آنذاك.. وأثبتت بغباء عدم قدرة العقليه الأميركية على إستيعاب خطر تسييس الدين.. وهو الهدف الرئيسي الذي إستعملته القاعدة فيما بعد.. في المقابله التلفزيونية مع رونالد رامسفيلد التي بيّنت مدى تأثر العقل الأميركي بأفلام الحروب خاصة المبنيه على جموح الخيال الفضائي..والتي أكد فيها رامسفيلد بأن تنظيم القاعده يملك تكنولوجيا حديثة ومتطورة خطيره على الأمن العالمي.. حيث إدّعى بأن القاعدة شقت مكاتبها في جبال تورا بورا وأ، هذه المكاتب تقوم على التكنولوجيا المتقدمة ولديهم شبكة كبيرة من قواعد يديرونها من خلال هذه المكاتب.. والتي آنذاك لم تكن للقاعدة مكاتب في أفغانستان بأرقى من جحور جمعوا فيها متطرفين من كل انحاء المنطقة الإسلامية تجمعهم البطالة والتكرّه لأنظمتهم الفاسدة.. مشحونون بالغضب والكره لأمريكا وللغرب الكافر غسلت أدمغتهم فكرة أنهم المسؤولون عما هو عليه..

حينها كانت القاعدة مجرد فكرة لا تملك سوى عقيدة مدمرة ترفض كل من يخالفها. إستخدمها بن لا دن لتجييش العواطف الدينية بعد رفض السعودية لعودته...بالتاكيد كلنا تابع كيف تطورت وانتشرت القاعدة.. إلى أن فاقتها داعش إرهابا وخطرا والأكيد بان العامل المشترك الأكبر هوقدرتهما على السيطرة على عقول شريحة كبيرة من الشباب المحبط والعاطل عن العمل في العالم العربي الإسلامي..وإستقطاب شباب مسلم من الغرب راقت له نظرية الخلافة وعدل الخلفاء.. بينما لا زال هناك من يقف حائرا ما بين ما تفعله داعش بإسم الإسلام.. وبين الإسلام الحقيقي الذي يريد الإيمان بفضائلة..&

التطور المخيف في الفكر المتطرف والذي يظهر بوضوح في إصراره على تطبيق الدين بثقافة 1400 سنة مضت , وهو ما أدى إلى بث الفرقة والعصبية بين أبناء المجتمع الواحد.. وطغيان الفكر القبلي الطائفي على أي ولاء آخر..وجد قوته في إنعدام المواطنة بحيث أصبح هذا الإنعدام وعدم المساواة في المجتمع الواحد الحاضنة الطبيعية..وسهّل على داعش إيجاد ضالتها في المجتمعات السنية المهمشة نسبيا في العراق واليمن وتزحف بإتجاه السعودية لتقضي على مقايضة مبررات إنعدام المواطنة بتوفير الأمن الداخلي وحماية السعودي مما يحدث في بقية أرجاء الدول العربية....&

هذا الفكر الجهادي الذي لا يرى أمامه سوى إنعدام العدالة.. ليس وليد نظرية مؤامرة غربية.. بل إن جميع القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة تقف حائرة أمام كيفية التعامل مع هذا التنظيم.. وليس لديها أية رؤية إستراتيجية ترضى وتتقبل التعامل مع هذا التنظيم حتى لو إنتشر وتوسع ووصل إلى كل المنطقة العربية.. ولكنها واثقة من ضرورة القضاء عليه.. ولكن عدم قدرة عاصفة الحزم إحراز هذا الهدف خاصة مع رفض المجتمعات العربية للتدخل وقتل المسلمين..وهو ما يدفعها الآن حثيثا للسعي للتعاون مع ايران على إعتبار انها القوة الإقليمية التي تملك قدرة عسكرية كبيرة.. وميليشيات عراقية أثبتت قدرة قتالية كبيرة أثناء مشاركتها في إخراج داعش من مدينة تكريت.. والفلوجة.. الهدف الرئيسي قد يكون لتطبيق إستراتيجية عسكرية جديده.. بعد فشل إستراتيجية أوباما في الوقوف متفرجا والذي أدى لسيطرة داعش على الرمادي.. ولكن الهدف الأهم هو النأي عن إشراك أي قوات أميركية في أي تدخل بري.. رفضا لفكرة الدخول في مستنقع الشرق الأوسط والمخاطرة بأي قوات أميركية.. خاصة وبعد أن تأكد للإدارة الأميركية أن ضعف الجيش العراقي وتردده ربما خوفا من وحشية داعش في التعامل مع قتلاها وأسراها... كان أهم أسباب إنتصار داعش في الرمادي..&

إيران سترحب بأي تعاون لهدفين رئيسيين.. الأول قلقها من أن إنتصارات داعش قد تصحّي السنيين الذين يشكلون ما يفوق على 40% من شعبها..

ثانيا وهو الأهم والذي حلمت به إيران.. وربما ومن أجله قد تتناسى كل أدوارها في حماية نظام الأسدي في سوريا.. وليذهب اليمن السعيد إلى الجحيم. بينما وجودها في العراق أصبح حقيقة واقعه.. ووجودها في لبنان أيضا.. تحقيق حلمها الأكبر الإعتراف الدولي بأنها القوة العظمى في المنطقة والتي تتكلم بإسم الإسلام الذي تدّعي بأنه الإسلام المعتدل الذي لم يخرج منه إنتحاري واحد.

كل السيناريوهات مفتوحة.. وبرغم أن كلها تتجه إلى ان تقسيم منطقة الشرق الأوسط ربما يكون الحل الأساسي لكل هذا العنف المتطاير منه..&

هذا العنف وإنعدام العدل والمواطنه في المنطقة العربية هو الأمر الذي يتمركز حوله فشل الدول العربية.. من إقناع الدول الكبرى بعقد مؤتمر لمراجعة معاهدة منع الإنتشار النووي بالأمم المتحدة أملآ في إقناع العالم جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.. خاصة وأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية..يؤكد بأن العالم بأجمعه ورغم تعاطفه مع الحق الفلسطيني.. إلا أن فكرة حماية الدولة الأسرائيلية... و فشل الإدارة الأميركية في الحد من توسّع داعش والقضاء على الفكر الإرهابي تبقى العامل المشترك بينهم جميعا للتغاضي عن الخروقات الإسرائيلية للأمم المتحدة.. وللشرعية الدولية.. ولترسانتها النووية.. طالما انها ضمنت تخلي إيران عن التخصيب النووي.. ولا تستطيع توظيف إسرائيل القيام بهذه المهمه....&

&