بينما يواصل نظام دمشق الممانع والمقاوم حصار وتجويع مخيم اليرموك منذ عام 2012 يواجه الأسد وجيشه الباسل الهزيمة تلو الأخرى في مناطق واسعة من محافظة إدلب منذ أواخر مارس عندما سقطت عاصمة المحافظة في أيدي مقاتلين انضموا إلى لواء يطلق على نفسه اسم "جيش الفتح ثم تبع ذلك سقوط جسر الشغور وآخر الانباء تفيد عن هروب كبير من تدمر امام جحافل داعش. واذا استمعت الى آلة النظام الاعلامية تعتقد انه حقق انتصارات هائلة رغم فرار الجيش السوري من المعارك. رغم الهزائم المتتالية يجد النظام الوقت ليقصف مخيم اليرموك بالبراميل المتفجرة على شكل روتيني.

ولا يمر يوما دون ان نقرأ خبرا يتعلق بقصف المخيم والتنكيل بسكان المخيم من قبل جيش النظام وشبيحته ووصلت درجة الاجرام الى دعوة داعش قبل عدة اسابيع للمشاركة في عمليات القتل والتجويع والتنكيل. وسأركز على بعض الأحداث في الشهرين الآخيرين.

حيث في 6 ابريل استهدف النظام السوري مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين، في العاصمة السورية بالبراميل المتفجرة. وأظهر تسجيل مصور قصير حصلت عليه وكالة الأناضول من شاهد عيان، سقوط برميلين متفجرين على المخيم، في حين لم يتسن معرفة ما خلفاه من جرحى وقتلى بين أهالي "اليرموك.

وبتاريخ 10 ابريل نيسان 2015 قامت مروحيات تابعة لقوات النظام السوري، بشن غارات بالبراميل المتفجرة ومدافع الهاون، على المناطق السكنية بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا.

وفي تصريحات أدلى بها لمراسل الأناضول، ذكر “أبو باسم” أحد سكان المخيم؛ أن المروحيات السورية ألقت أكثر من 10 براميل متفجرة على المنطقة التي يتركز بها المدنيون، مشيراً إلى أن عملية القصف هذه خلفت ورائها حالة كبيرة من الدمار.

وفي 28 ابريل نيسان الماضي قامت مروحيات تابعة للجيش النظامي السوري بقصف مجدد لمخيم "اليرموك" الذي يخضع لحصار قوات الأسد، ومنطقتي "الحجر الأسود"، و"التضامن"، بالبراميل المتفجرة.

وحسب نشطاء محليون بمخيم اليرموك قامت مروحيات تابعة للنظام السوري، بإلقاء البراميل المتفجرة على المخيم لاحداث أكبر عدد من الضحايا. وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات.

وحسب تقارير اخبارية استطاع النظام السوري اوائل شهر مايو آيار الحالي عبر سياسة الحصار والتجويع فرض مصالحات في ثلاث بلدات رئيسية هي ( يلدا وببيلا وبيت سحم)، كما تمكّن من تحويل بعض فصائل المعارضة في تلك المناطق إلى «مجموعات مصالح» تمتلك قوة عسكرية وتنفذ ما يُمليه

النظام عليها مقابل الاستمرار في الحصول على الامتيازات والإشراف على دخول المساعدات والأغذية إلى مناطقها، والسماح فقط ببيعها في المناطق المجاورة ( الحجر الأسود - حي التضامن - مخيم اليرموك) التي يعاني أهلها من استمرار الحصار، مُنتجة بذلك ما يُطلق عليه المحاصرون اسم (تُجار الدم) الذين جمعوا ثروات طائلة عبر هذه العملية، حيث تباع المواد الغذائية بأسعار مرتفعة جداً وباستغلال فاحش مستغلين حاجة الناس إلى بعض الغذاء في ظل حصار ظالم وتعسفي وانتقامي.

&

ومشاركة داعش:

كما سمح النظام لداعش بدخول المخيم في اوائل ابريل الماضي لخلط الأوراق وتحويل اليرموك الى ساحة صراع ليستثمرها سياسيا باقحام السلطة الفلسطينية في الموضوع والمتاجرة بالورقة الفلسطينية لأغراض سياسية. ولكن اللعبة كشفت أكاذيب النظام الذي ينتهز كل فرصة ممكنة لتسويق الأكذوبة الكبرى انه نظام مقاوم وممانع وداعم للقضية الفلسطينية.

كما كشف سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على معظم أحياء مخيم اليرموك المحاصر عن حجم الفاجعة التي يواجهها السكان المدنيون داخله؛ فهؤلاء يرزحون منذ سنوات تحت حصار النظام السوري وشبيحته، قبل أن يدعو "داعش" الانضمام إليهم كي يشاركهم في ذبح أهل المخيم. والآن يواجه أهل المخيم أوضاعاً مأساوية بسبب الحصار المتواصل منذ 3 اعوام، والذي يتسبب بانقطاع الماء والكهرباء وعدم وصول الغذاء والدواء مما سبب موت العشرات جوعاً. ولا يتعرض أهالي المخيم للحصار فقط، بل يشكّلون أهدافا يومية لصواريخ أرض أرض وبراميل متفجرة وقنص للأهالي وتم تدمير أحياء بكاملها وغيرت ملامح اليرموك. وهذا من نظام يصف ذاته بالمقاوم والممانع.

وتناقلت الصحف والمواقع الاخبارية الثلاثاء 26 مايو آيار الجاري انباء تتعلق بتعرض مخيم اليرموك لقصف بالبراميل المتفجرة ادى الى مقتل وجرح عدد من الأشخاص ونفذت القصف مروحية تابعة للنظام السوري، على حي سكني بمخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق.

وأفاد “باسل عبد الرحمن” رئيس المكتب الإغاثي في مخيم اليرموك؛ أن عدد القتلى مرشح للزيادة، حيث ما زال 4 أشخاص تحت الأنقاض، لافتاً إلى أن فرق الدفاع المدني لا تزال تعمل على إخراجهم.

وأضاف عبد الرحمن أن اشتباكات عنيفة تجري في المخيم، تزامناً مع قتال يدور بين قوات النظام مدعومة بميليشيا فلسطينية مأجورة من جهة وتحالفت ضد المخيم، وجبهة النصرة من جهة ثانية.

ويعيش في مخيم اليرموك قرابة 18 ألف مدني، محاصرين من قبل قوات النظام والميلشيا الفلسطينية العميلة للنظام منذ منتصف العام 2013 في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، حيث قضى أكثر من 200 شخصا بسبب الجوع والجفاف وانعدام الغذاء وسؤ الأوضاع الصحية.

اللافت للانتباه أن النظام لم يتجرأ على قصف قوافل داعش التي تتألف من مئات السيارات ذات الدفع الرباعي وهي تزحف باتجاه تدمر اما تواطؤا او خوفا كما ولّى الجيش الباسل الأدبار هاربا.؟ وتساءل كاتب فلسطيني عن سر التعاون بين داعش والنظام بالقول: ""داعش" هذا اليوم هو شريك النظام السوري في ذبح وقتل أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم اليرموك، فهم الذين اقتحموا المخيم واحتلوا&70% من مساحته، يقتلون الناس على الأرض ونظام بشار يقتلهم من الجو، فما هو سر هذا التوافق بين نظام بشار وبين "داعش"؟

والآن يتشاطرون على سكان مخيم لا جئين فلسطينيين. وهذا يا سادة هو نظام المقاومة والممانعة الذي سيحرر الجولان ومزارع شبعا.

&

لندن