هناك مؤشرات على أن الإرهاب بدأ يقترب من السعودية، فهل ستصمد كما صمدت مصر؟ لقد حاولوا أن يوقعوا بين المسلمين والأقباط في مصر، فتوحد الطرفان وشارك الأقباط إخوتهم المسلمين في صوم رمضان. ربما نخشى على السعودية أكثر من مصر، لأن السعودية أمضت عقودا من الخطاب الديني الذي جعل السنة والشيعة عدوين لدودين. فيما أمضت مصر عقودا من التعليم والتوعية الراقية، وتمكنت بفضل ذلك من تجنب الكارثة التي كانت مخططة من قبل الولايات المتحدة ووكلائها في المنطقة.&

وفي الواقع، لا يمكن أن نقول أن السنة والشيعة إخوان لأنهم يتبنون مواقف متباعدة جدا ويمسون مقدساتهم فيشتعل الحقد بينهم، فتحدث الجرائم والتفجيرات. ولكن لماذا لا نغلق باب السنة والشيعة؟ ألا يكفي أن يقول الناس إننا مؤمنون, إن للإيمان منزلة أعلى من الإسلام وقد ذكر ذلك في الآية (14) من سورة الحجرات {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}&

لو فكر السنة والشيعة في أسباب خلافهم دون لف أو دوران، لوجدوا أن الخلاف في الأصل هو خلاف نشأ بين امرأتين من أمهات المؤمنين، وامتد على امتداد التاريخ بين قتل وتفجير وكراهية مستحكمة من أجل أناس صاروا بين يدي ربهم، وسيوفيهم حسابهم وحساب الملايين الذي قتلوا بسبب "غيرة النساء". قد يتهمني البعض بالتجاوز، ولكن يا حبذا لو أننا نسمي الأشياء باسمها الصحيح، يا ليتنا نفعل ذلك، والله لاستقام أمرنا ولم نغرق في حالة هلامية مائعة تجعل أعداءنا يصبوننا في القوالب التي يريدونها بسهولة.&

هناك حاجة ماسة للتعاون الأمني بين مصر والسعودية وذلك لأن الأجهزة الأمنية المصرية أثبتت كفاءتها في السيطرة على طيور الظلام، وأصبحت واعية تماما بتكتيكاتهم وتجمعاتهم ومخططاتهم. كما أن الجهاز الأمني المصري من أقوى الأجهزة في العالم.

&وفي المقابل فهناك حاجة مماثلة لحملات ثقافية سريعة ومكثفة يقوم بها القطاعان الحكومي والمدني، وهذه الحملات منها ما هو مباشر وما هو غير مباشر، فالمباشر يأخذ شكل المحاضرات والمنشورات، وغير المباشرة مثل الدراما ومقاطع الفيديو والأناشيد الحماسية التي يقبل عليها الشباب ويحسون بها. وهناك حاجة أخرى لإحياء التراث العربي والروح القومية من خلال التركيز على المناهج الفكرية والفلسفية في العصر الجاهلي التي وردت في الأدب الجاهلي الذي لا يمكن لعاقل أن يصفه بأنه جاهلي، بل لقد قدم لنا هؤلاء الشعراء العظماء شرائع أخلاقية وفلسفية، وما أجملها حين تتحول إلى دراما تلفزيونية، إنها تبعث في النفس حالة من الثمالة ورعشة من الفخر والاعتزاز بذلك التاريخ العظيم والمنتجات الفكرية والأخلاقية الراقية. متى صار العرب مجرمين وهم أهل الملعقات السبع وما شابهها، ومتى كان العصر الجاهلي جاهليا وفيه عنترة بن شداد وزهير بن أبي سلمى وطرفة بن العبد وحاتم الطائي وغيرهم من عظماء الزمان. كيف ينسى العرب أمجادهم ومناهجهم الفلسفية والأخلاقية قبل السيدة عائشة والسيدة فاطمة رضي الله عنهما. أفيقوا يا أمة العرب الذين ما انغلق فكرهم إلا بعد الخرافات التي استحكمت في عقولهم وقد كانوا من قبل عباقرة الزمان.&