&"هل حقا يعودُ ؛(بمعنى ينتمي)،الاسلامُ الى المانيا؟".

&تتساءلُ الكاتبةُ،والسياسيةُ،والعضو السابقة،عن الحزب الديمقراطي الاشتراكيSPD) - )،في البرلمان الالماني البُندسْ تاغْ،(لَالَهْ اكغون Lale Akgün)،ذاتُ المولد والاصول التركيةـ المسلمة،والحائزةُ على الجنسية الالمانية، والمتطبعةُ بالفكر والتربية العَلمانية الاوروبية المنفتحة ؛غيرِ المحافظة، والتي تراءت ؛وهي تحاضرُ موسوعية / متعددة الجوانب في الاسلام،و الثقافة والعلوم والسياسة.والسيدة "اكغون"،إذ دشنتْ السؤالَ المُشكِلَ،لم تنطلقْ من اعتباطٍ او فراغ اوهوى،بل من واقعٍ "اسلاموي"،في المانية بل اوروبا، مُعكَّر ومُعكِّر بآن واحد، كما ألمحتْ اليه من جهة،ورداً او قل انتفاضةً على مقولة : "الاسلام ينتمي الى المانية، "التي نقلتْها بل تبنتْها المستشارةُ الالمانية؛ "انغيلا ميركل"،عن الرئيس الالماني السابق ؛" كرستيان فولف "من جهة ثانية،لذا ووفق "اكغون"،فانّ تناقض لسان حال المسلمين، في المانية وعموم واوربا،تكشّفَ وخلال اجيال متعاقبة فيما مضى عن "عوارِعدمِ توافقٍ"، بل تمنِّعٍ في/عن "التفاعل"او"المفاعلة"مع"الثقافة المضيفة"،الى عمقٍ تأصلت معه "الهوة "،بين "ثقافة الوافد المسلم"، و"ثقافةالمضيف الالماني الاوروبي"، حتى سُدَّت السبلُ،والآفاقُ المُفتَرضة،الى الاندماج،و"التشارك بلا صهر"،في الحياة والقيم، وفق مقتضيات الزمان والمكان،والمجتمع المُوفَد اليه، وأُمْسِكَ تاليا وبفعل تلك الهوة هذا المسلمُ/الوافدُ ذهنياً،عن قبول الآخر المستضيفَ،بلا انكار او "تعنِّت" او "إعنات"..وهكذا..تقصتْ الاكاديمية المتخصصة، في ميدان علم النفس الاجتماعي؛ د."اكغون " ؛سلوكاتِ المسلمين في المانيا،وحللتْها على ضوء قراءتها وفهمها للاسلام،ودحضتْ من خلال، استقراءات واقعية لها،ما تبنَّتْه المستشارةُ الالمانية ؛"ميركل"،من الزاوية الدبلوماسية،فطرحتْ " اكغون "،سؤالا،قصيرا،رئيسا،مُشكِلا،وشرعتْ تسائلُ به،نباهةَ وموضوعيةَ السيدة "ميركل"،من موقع مسؤولية :" لكن اي اسلام؟ "ولعلها قصدتْ، بسؤالها الواقعي والمُستفِز معا ؛اي عائدية مادام الانتماء مفتقدا!...وعلى هذا النحو،فنَّدتْ البرلمانية الالمانية، السابقة، والموظفة حاليا،في موقع استراتيجي،لدى وزارة الداخلية الالمانية،ومن موقعها الحزبي البارز،وتحت "يافطة" السؤال :" لكن اي اسلام؟ "، كلامَ مستشارةَ بلادها ؛السيدة "ميركل"،حين القتْ مساءالجمعة،المصادف في 8 ايار ماي 2015،وعبر تدليلٍ استفهامي،لمّاح في العنوان، وتحليل صريح، صارخ،مكتنز في التفاصيل،غير مجامل في الجزئيات،وثقيل بالادلة والشواهد، والمحاججات والدلالات،محاضرتَها ذات المضامين المُسلَّطة،على الممنوعِ قربانُه اسلاميا، او المسكوتِ عنه عقديا، والمثيرة؛ اي المضامين، لجدل غير متحفظ،الى مُرتقىً انقسم الحضورمعه،حذاء الافكار المحاضَر بها، إذ استعرَ الجدال، فاقترن بانسحاب بعضٍ،من الحضور المبارز،ومواصلة بعض آخراحتجاجاته،محاججا بل رافضا،مقولات السيدة المحاضرة، بخاصة حين كالت انتقادات لاذعة،لادغة لمصادر الشريعة الاسلامية،ولموقف الاسلام من الأديان الاخرى،وللحريات في الاسلام، ولذهنية التفكير التحليلي / التحريمي الاسلامي، ولم تقف الباحثة ؛المتقصية في الشؤون الاسلامية "أكُونْ"،ومؤلفة كتاب "انتفاضة فتيات النقاب "الصادر بالالمانية،عند رصف الانتقادات، بل طالبتْ بضرورة،"إحداث اصلاح فعلي،مُقترَن بتغيير جذري"، واضح يترجمه "سلوك المسلم "، ويدلل عليه التعامل،في" الفهم الاسلاموي في المانيا،" للحياة والواقع والحرية،والحقوق والتعامل مع الآخر/غير المسلم،والنظرة ؛بمعنى التعامل مع المرأة المسلمة،وغير المسلمة، واكدت ان التساؤل جار الآن،على قدم وساق،وسط السياسيين واصحاب القرار،في المانية وعموم اوربا،بهذا الخصوص،وركزت :ان" المسلمين الالمان" مُطالَبون،للتدليل على عائديتهم الى المانية،بتبني سياسة الاندماج،في المجتمع الالماني بعقلية منفتحة وجادة، وفضحت في هذا الإطار، سياسة الدولة التركية، ذات التوجه "الاسلاموي الاردوغاني "،عبر الإقدام السافر،على الإقحام بالنفس،في الشؤون الداخلية لألمانية، والسعي من هناك، نحو تحريك واستثمار الشعورين :الديني والقومي في جاليتها،ذات الاصول التركية المسلمة،بغية دفع اتراكها، بل عموم مسلميها في المانية، وتأجيج انجذابهم،نحوالعاطفتين القوموية والدينية،عوض الحرص على اندماجهم،في الحياة الوافدة،التي اخذت تتأصل وادانت د. " أكغونْ" في هذا الصدد،ديماغوجية خلط الدين بالسياسة،توصلا الى المآرب،التي تضمرها تركية،وفق المذهب الاردوغاني، المتمثل في رفع جرعة "الاسلام السياسي"، الساعي في استراتيجياته،الى تخدير عقول "المسلمين الالمان"،فمثّلت على ذلك،بان السيد داوود اوغلوـ رئيس الوزراء التركي السابق،وعد "مسلميه الالمان "، من مدينة "دورتموند"،قبل شهرين او يزيد،ان يمكّن كل تركي في المانية،من حيازة "نسخة من مصحف"،مضافا اليه "عَلَم و قاموس تركيين "،ولم تخفِ ههنا السيدة "أكونْ" دهشتها، واستغرابها، وقلقها بل قلق المانيا كدولة ومجتمع،من "التصريحات الأُوغلوية "، فاوضحت بالعبارة الصريحة، ان وعد السيد "اوغلو"،لايضر وحسب؛ بل يعصف بسياسة الاندماج،التي تتبناها الدولة في المانية،مع المهاجرين اليها،او الالمان المنحدرين من اصول مهاجرة،وقالت وهي تستنكر،مقاصد رئيس الوزراء التركي،ودلات بل مآلات فلسفته،في التجاوزعلى "مبدأ سيادة الدولة" الالمانيةعلى اراضيها،ان:"المصحف معناه: إشاعة الهوية الاسلامية المتطرفة في المانية،والعلم التركي يُقصَد به :الدعوة الى ديمومة المحافظة،على القومية التركية بحِدية،اما قاموس اللغة التركية، فلا يشير سوى، الى تحفيزالمواظبة على الاعراف،والتقاليد،والثقافة التركية بصرامة تنال من الاندماج "،وقد استشهدت "اكغون "،في تفنيدها حجج معترضيها من الحضور،بمقولاتٍ واراءَ، عن المفكر المصري المعروف ؛"نصر حامد ابي زيد "،فدللتْ على "الاسلاموفوبية " ؛اي"الرهاب الاسلامي "،الذي عمَّ اوروبا،والمحت انها حاضرت بالاشتراك في 07.05.2015 في مدينة كولن الالمانية،حيث الكثافة الديموغرافية،من المسلمين،في ندوة حوارية " عنوانُها :" المانيا والمسلمون طريق منفصل!..ماالاسلام الذي نطمح اليه؟"،فوقعت في "مناوشات فكرية"،مع رئيس الجمعيات الاسلامية،ذي الاصول التركية في كولن،هذا وتجدر الاشارة :ان السيدة "اكغون"التي ختمت محاضرتها،في مدينة "بيليفلد" الالمانية،حسمتْ في ذلك المساء "البيليفلدي" :"ان اوربا مقبلة على قرارات حازمة، حاسمة ان لم يرتقِ مسلموها،بأفهامهم وذهنياتهم قريبا"، ولعل تنقلها مكوكيا،كيما تتواصل مع/ اوتخاطب حضور وعقول الجالية المسلمة،في المانية واوربا،ليس سوى استشعار منها،بعزم اوروبي يعتمل،في كواليس واروقة القرار،حيال المسلمين مالم "يغيروا ما بانفسهم "،وكأن لسان حالها " الا هل بلغت " ففي المؤتمرالدولي المنعقد من 17ـ 19 ايارـ ماي 2015،وبدعوة مشتركة ؛بين احدى الجمعيات الاوروبية،والاكاديمية الانجيلية في ( (Tutzinـ مقاطعة (بايرن مونشن )، عنونتْ محاضرتها ب : " تركيا الواثقة..بلا اخطاء "، فسلّطتْ اشعةً من معرفتها على التطورات الداخلية،والخارجية لسياسة الدولة التركية،وفي 18ايارـ ماي 2015 استُقدِمتْ بطلب من معهد "غوته " و ( FES) الى باريس،فروتْ " قصص عن المهاجرين الالمان والفرنسيين "،كما ساهمت بالاشتراك،مع الاكاديمي المصري "حامد عبد الصمد"، في( Überlingen) الواقعة في مقاطعة "بادن فورتمبيرغ، " بتاريخ 21ايار ماي 2015، في جلسة حوارية ؛تحت مسمى " هل الاسلام قابل للاصلاح "،هذا وناهيك عن ان "أكغون"،حاججت بتاريخ 22ايار ماي 2015،عبر "سمينار"القته في (Meersburg)،و"روّسته" ب " هل يمكن ان يكون الاسلام مستنيرا..إنْ نعم فكيف اذن؟!" فأنها حاضرتْ تخوض وبرعاية من "جمعية المرأة الكاثوليكية كولن"، في موضوعة :"التعلم سويا لاجل حوارالثقافات والاديان "، فتناولت في" كولن" بتاريخ 20حزيران يوني 2015 قضايا هامة وجوهرية،تمس الثقافات المتعايشة، في المانيا.. ثم اخيرا والمُفاد مما تداعى: ان السيدة " اكغون"،التي تلوّح في تحركها،مثل "جهازاستشعار" تحذر وتنذر من وقوع محظور ما،قد لا يسعفنّ استفحاله مندم، فتصرخ بعلو حبال صوتها، وتدعو باعتبارها مثقفة، ذات اصول مسلمة،واكاديمية متخصصة من جهة، ثم برلمانية سابقة،بل حزبية بارعة،ذات "مركز وظيفي " حالي عالٍ،قريب الى كواليس القرار، في دولة المانية من جهة ثانية،مسلميها فتحضهم على الاندماج، وتنقل بحدسها،نبض "الرأي العام والسياسي"،في المانية واوروبا، اليهم.

&أ فيقدِّر المسلمون في المانيا واوروبا،سِفارات "اكغون"،ويتعاطون مع أمارات رسائلها، بادراك،وواقعية،و مسؤولية،ام ينتظرون اجماع المضيف، وإقباله على " فرمان" اعظمَ،مضمونُه " من هرقل الى معشر مسلميه"..والإجماع عند وقوعه،مؤكد لن يُعجِبْ!!.

&