مع إقتراب نهاية الولاية الممدة لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وتباين التوقعات بشأن تنظيم إنتخابات جديدة مباشرة من قبل الشعب حسب رغبة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يدعو الى إعادة إنتخاب بارزاني،أو تمديد ولايته الحالية لسنتين أخريين وصولا الى الإنتخابات البرلمانية القادمة،أو فرض الأحزاب الأربعة الرئيسية(الإتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) لإرادتها بإجراء تغيير سياسي على مستوى نظام الحكم وتحويله من النظام الرئاسي الى النظام البرلماني وإنتخاب بديل لبارزاني للولاية القادمة، تنشغل المؤسسات والمنظمات المدنية المستقلة كل من جهتها بتنظيم إستفتاءات وإستطلاعات الرأي لإستكشاف تطلعات الشارع الكردي ورأيه حول ما يجري من أحداث على الساحة السياسية الكردية، وتقييمه للأحزاب والقيادات السياسية بكردستان. وبهذا الصدد أجريت العديد من الإستفتاءات نظمتها قنوات ووسائل إعلامية محلية، منها إستطلاع للرأي قامت به مؤسسة محايدة ركزت على الفئات والتجمعات الشعبية غير المسيسة الى حد ما في المحافظات الثلاث زائدا كركوك ما أعطاه مصداقية أكبر، وأظهرت نتائجها مفاجئات مثيرة نلخصها بالملاحظات التالية:

- شمل الإستطلاع المحافظات الثلاث بإقليم كردستان وركزت بالعاصمة أربيل على الأحياء الشعبية مثل ( تعجيل وطيراوة والإسكان) وهي أحياء مختلطة تعيش فيها عوائل أربيلية أصيلة ما أكسب الإستطلاع مصداقية أكبر على إعتبار أن الأغلبية من تلك العوائل تعرف بحياديتها وبعدها عن الصراعات الحزبية.

- أظهرت النتائج النهائية أن الإتحاد الوطني الكردستاني الذي تعرض الى إنتكاسة إنتخابية في آخر إنتخابات برلمانية جرت في 2013 قد إستعاد شعبيته الكاسحة وخصوصا في مدينة أربيل، حيث حاز الإتحاد الوطني على 608 صوتا مقابل 288 لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده رئيس الإقليم الحالي مسعود بارزاني، تأتي بعدهما حركة التغيير المعارضة ب184 صوتا.

- إكتسح نائب رئيس الإقليم ونائب الأمين العام للإتحاد الوطني السيد كوسرت رسول علي الذي قاد حزبه بغياب الأمين العام جلال طالباني الذي أقعده المرض منذ سنتين، إكتسح نتائج الإستطلاع بحصوله على 266 صوتا مقابل 124 لرئيس الإقليم مسعود بارزاني، وجاء بعده لاهور شيخ جنكي مسؤول قوات مكافحة الإرهاب بـ157 صوتا، ثم نوشيروان مصطفى بـ124 صوتا متساويا مع مسعود بارزاني، والدكتور برهم صالح بـ122 صوتا، وحل نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم الحالي بالمرتبة الأخيرة بحصوله على 64 صوتا فقط.

إن نتائج هذا الإستطلاع تظهر حدوث تطورات مهمة وكبيرة بإقليم كردستان، هي نتيجة تنامي الوعي السياسي لدى الجماهير الشعبية،وتؤكد معطيات الإستفتاء أن الشعب أصبح أكثر إنفتاحا على القيادات السياسية التي تحمل هموم الجماهير وتدافع عنه، وفي مقدمة تلك القوى السياسية الإتحاد الوطني الذي تعرض الى عقوبة الجماهير بالإنتخابات السابقة بسبب تمديده لولاية رئيس الإقليم عام 2013، ولكن بهذا الإٍستطلاع بدا الإتحاد الوطني وقد إستعاد شعبيته وخاصة في أربيل بفضل أداء نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول الذي يحظى بشعبية طاغية فيهذه المدينة".

&هذا الإستطلاع أجرته مؤسسة محايدة، والجهة التي تشكك أو تطعن بنتائجها عليها أن تنتظر إستفتاءات وإستطلاعات قادمة أخرى لكي تتأكد من حدوث ذلك التغيير في الموقف الشعبي تجاه القيادات والأحزاب الكردستانية، ولكي يعلم بأن عيون الشعب أصبحت مفتوحة أكثر خاصة بعد كل هذه الأزمات المتراكمة التي تطحنه وتهدد مستقبله، وبذلك فإن الشعب أصبح قادرا بنضجه على تمييز القوى التي تعمل لمصلحته وتلك التي تتناقض مصالحه مع المصلحة العليا للشعب".

&