اثار تصريح عبد الحكيم عبد الناصر الأخير فى ذكرى ثورة يوليو بأن أنور السادات سرق الثورة من والده علامات إستفهام وتعجب كثيرة! فبغض النظر عن كراهية أبناء ناصر للسادات ومثلهم أبناء السادات وعبد الحكيم عامر لبنات واولاد الزعيم جمال قائد يوليو 1952 , فان الأمور لا يمكن أن تمر بهذا التسطيح المخل.. فالثورات لا تسرق فهى ليست منزلا ولا إرثا ولا تركة.. الثورة مبادىء.. ويوليو اشتهرت بمباىئها الستة وهو ما جعلها تنجح فى سنواتها الاولى وتتعثر فى مرحلتها الوسطى ثم تسقط فى 1967 وقبلها فى حرب اليمن ثم تنتقض للثأر من الهزيمة فى حرب الإستنزاف الشرسة ! لا يمكن أن يسرق أحد ثورة عبد الناصر.. التاريخ محفور فيه اسمه.. تماما كما أن السادات بطل الحرب والسلام.. لا تزوير للتاريخ ولا لى لعنق الحقائق.. تصريح عبد الحكيم عبد الناصر هو فى الحقيقة تلخيص للطريقة التى يفكر بها المصريون.. التشوية والتلميع هذا ما نجيده ونتميز به.. تقسيم التاريخ الذى هو ملك لكل مصرى الى أهلى وزمالك ! وليت الأمر اقتصر على يوليو 1952 بل أنه إمتد الى حرب أكتوبر المجيدة.. التى يؤكد هيكل أنها كارثة ولم تكن نصرا وكذلك قال الشاذلى والجمسى كلاما مماثلا.. وعلى الجانب الاخر كتب موسى صبرى وأنيس منصور وأخيرا احمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق الكثير عن وطنية السادات وشجاعته وخطة الخداع الإستراتيجى وكيف كان يمكن أن ينقلب ميزان الحرب بعد تدخل أمريكا عسكريا , وتكتيك السادات لقهر المؤامرة الشيطانية.. من ثم فإن من يريد أن يقرأ تاريخا محايدا لن يجد إلا متعصبين لناصر وكارهين له.. أو محبين للسادات وغافرين لأخطائه.. والحقيقة أن هذه اّفه مصر.. لا نعرف الموضوعية.. أو الاحكام المنصفة.. نهوى السطحية وكلام المقاهى والشائعات.. التاريخ لا تسطره الاهواء والأغراض والمصالح.. متى سنتعلم أن نكتب بحيادية وتجرد.. وتعالوا نطرح على أنفسنا الاف الأسئلة عن ثورة يوليو التى لم نجد إجابات محددة عنها.. لأنها إما تكون إيجابية أو سلبية أو لا تجد من يشفى غليلك.. وتعالوا نبدأ.
&
نحن الدولة الوحيدة التى لم تصدر وثائق ثورتها التاريخية في يوليو 1952؟ مازلنا حتى الآن يحكمنا الهوى ويسيطر علينا الإنقسام ولا نملك إلا أراء وكتابات محمد حسنين هيكل المنحازة التى تلونت وابتعدت عن النزاهة بل وحتى الرصد الأمين.. أن الثورة المصرية التى هزت&العالم كله لابد أن لها تاريخا حقيقيا لا يعرف المجاملات أو الإنتصار لعبد الناصر أم لعبد الحكيم عامر واحيانا الملك فاروق.. الثورة مرت بمراحل ثلاث الأولى التوهج والثانية الإنكسار.. والتقوقع والثالثة إستعادة الكرامة.. فى البداية لا نعرف حتى الآن على وجه اليقين هل كان الجيش سينقسم بين عبد الناصر ومحمد نجيب؟ هل هناك وثيقة تشير الى تحرك لسلاح الفرسان ضد باقى الأفرع تضامنا مع خالد محيى الدين ونجيب؟ الأقوال فى هذا الشأن مرسلة.. والحوار الوحيد الذى أجراه الصحفى الراحل جلال ندا مع محمد نجيب مشكوك فى صحته ! هل كان الملك فاروق وطنيا كما يقول أنصاره وطبقا لبعض الوثائق التى أفرجت عنها الخارجية البريطانية وصداماته المستمرة معهم وحادث 4 فبراير الشهير عندما احتلت الدبابات البريطانية ساحة قصر عابدين 1942؟! هل صحيح أن فاروق رفض أن تطلق قوات الحرس الملكى القوية الرصاص على دبابات الضباط الأحرار حقنا للدماء أم أنها محاولة من الساخطين على الثورة لتجميله؟ سنوات المخاض الأولى للثورة كتبها عبد الناصر بنفسه وكيف سيطرت عليه الفكرة أثناء حصار الفالوجا عام 1948؟! لكن ماذا عن صراع مجلس قيادة الثورة؟ لماذا تم نفى محمد نجيب عام 1954؟ هل لأنه بدا يتصرف على انه رئيس مصر وهو فى رايهم طرطور؟! أم إنه كاد يتسبب فى إنقسام القوات المسلحة وهى المؤسسة الوحيدة المنضبطة فى البلاد؟! كيف كانت علاقة الثورة بمصطفى النحاس؟ هل كان وطنيا أم خائنا؟ وماذا قال عبد الناصر عندما شاهد جنازة النحاس الحاشدة عند وفاته عام 1966؟ ولماذا أعتبر الجنازة اول حزب معارض فى مصر؟ هل سنظل نردد هذه الأسئلة بلا إجابات؟! هل ستتدافع كل المطارق وتدق روؤسنا ونتوه نحن بين محب لناصر وكاره له؟ هل سنبقى نبحث عن الحقيقة ليدونها التاريخ كما هى بدون محسنات بديعية وتبريرات لفظية وتخريجات سياسية؟ هل تم اعدام وثا ئق الثورة السلبية لتظل الإيجابيات متصدرة المشهد؟! هل كان عبد الناصر نبيا أم رئيسا له اخطاء مثل سابقية ولاحقيه !
&
( دور عبد الحكيم عامر)
&
لا يمكن ان نستعرض تاريخ الثورة دون التطرق لعبد الحكيم عامر الذى أسماه المسلسل التليفزيونى " صديق العمر "؟ ما هو دوره فى الجيش؟ كان من أهداف الثورة الستة جيش وطنى قوى؟! هل تحقق ذلك؟ هل كانت الدعاية أقوى من الإمكانيات العسكرية؟ هل كان عبد الناصر متفرغا لأحلامه وترك القوات المسلحة لعبد الحكيم؟ ألم يفكر فى مراجعة صفقات السلاح وهو الذى كان ضابطا ماهرا ومدرسا فى كلية أركان الحرب؟! هل اكتفى عبد الناصر بالدور الذى يقوم به عبد الحكيم وهو " تامين " القوات المسلحة من القيام بإنقلاب ضد ناصر الذى كان يخشى – لأسبابه النفسية – أن يتكرر معه ما سبق أن قام به الضباط الأحرار ضد الملك فاروق 1952؟! كيف تورطنا فى حرب 1967؟! ولماذا تصور عبد الناصر أنه قادر على هزيمة إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل بل وتعهد بإلقائها فى البحر؟ هل كانت تصريحات للإستهلاك المحلى أم تستند الى واقع لم يتأكد منه و نقله له عبد الحكيم عامر؟ ثم اين كان المشير ليله 5 يونيو؟ هل كان هناك حالة إسترخاء عسكرى وحفلات صاخبة للفنانات فى القواعد الجوية ونحن نستعد للحرب؟! ما هو دور المخابرات الحربية فى رصد تحركات العدو؟! ونفس الحال ينطبق على تدخلنا فى اليمن.. هل كان السادات هو من ورط عبد الناصر فى
&
هذه الحرب؟ وإذا كان صحيحا – كما يزعم الناصريون – فهل كان يمكن التأثير على الزعيم صاحب الكاريزما والشخصية القوية والعينين اللتين لا يمكن النظر إليهما؟
&
ثم إذا كان عبد الناصر مطمئنا الى ولاء الجيش لعبد الحكيم عامر؟ فكيف أقدم على عزله وتغيير القيادات؟ وكيف أسند رئاسة الأركان الى الفريق عبد المنعم رياض والقيادة العامة للفريق محمد فوزى دون أن تثور القوات المسلحة على حبيبها وراعيها المشير عامر؟! الا توجد وثيقة واحدة تؤكد اشياء من هذا القبيل؟! هل خزانة " يوليو " مع هيكل وهدى عبد الناصر فقط؟! ثم من يستطيع الإجابة على السؤال الخالد هل إنتحر عبد الحكيم عامر " فعلا " وهو ما ينكره كل المقربين منه لأنه شخص مؤمن بالله أم أن عبد الناصر هو الذى أصدر الأمر بقتله؟! كل هذه الإجابات ملك للشعب وللتاريخ ويجب أن تحسم ! أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تكتب تاريخها بأسلوب الفراعنة.. تمسح كل ما سبق ! ناصر مسح تاريخ محمد على وأسرته والسادات فعل نفس الشىء مع الناصريين ومبارك لم يشذ عن القاعدة وكذلك مرسى.. نحن نؤرخ بالعواطف والميول السياسية لذلك لن نحصل على حقائق ومستندات دامغه؟ أين يوميات حرب 1967؟ كيف كان تمركز القوات ومواقعها وانتشارها ولماذا أخذت على غرة وتم تدمير سلاح الطيران بالكامل؟ ما هى أوامر القيادة العامة لقادة الأفرع والوحدات والجيوش؟ كيف قررنا دخول الحرب ونصف جيشنا فى اليمن ومن الذى أعطى هذا القرار الخطير؟ كيف تحارب وجيشك خارج الجبهة الرئيسية؟ وكذلك حرب أكتوبر.. من الحقائق المسلم بها أيضا أن علاقة ناصر بأمريكا كانت "سمنا علي عسل " ثم فجأ ة قال الاعلام الناصري ان امريكا استخدمت نفوذها ليسحب البنك الدولى تمويل السد العالى وصدقنا..الحقيقة ان انجلترا هي التى رفضت التمويل وليس امريكا..أيضا عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 هللنا للانذار الروسى الذى طالب بريطايناوفرنسا واسرائيل بالانسحاب ,رغم ان الانذار الامريكى لهم سبق الروسى بساعتين واصدره الرئيس ايزنهاور.. لماذا لم نعرف هذة الحقائق؟! لماذا لم تقولوا لنا ان أسرائيل لم تنسحب من سيناء في نوفمبر 1956 الا بعد ان حصلت على وعد ان تمر سفنها فى مضيق تيران , وهو الامر الذى كان محظورا عليها منذ تاسيسها عام 1948 بالله عليكم ساعدونا ان تكتبوا تاريخا حقيقيا و تخلوا عن تأليه الرؤساء أو اهاله التراب عليهم..تعلموا من الدول الكبري..اقرأوا تاريخ الحرب العالميه الثانيه بعيون بريطانيا وامريكا,وكيف عانوا و قاسوا ثم كيف انتصروا!كيف دبروا المؤمرات ولماذا فشلت ! حان الوقت لكتابة تاريخ حقيقي وليس اجتهادات!