&مهما حاول المرجفون في الداخل والخارج تشويه العلاقة بين والقاهرة والرياض لن يفلحوا أبدا، فالبلدان بلا شك هما جناحا الأمن القومي العربي، وهذا ما لايفهمه الخونة والمتربصون بمصر من قوى الشر في الغرب والشرق وذيولهم في المنطقة من دول ودويلات تصارع ليبقى صوتها عاليا، وتبذل في ذلك كل غال ورخيص حتى لا يختفي صوتها إذا نهض الكبار. الولايات المتحدة تتظاهر بدعم مصر وتفرج عن ثماني طائرات إف 16 من أصل إثنتي عشرة طائرة أشترتهم مصر، وتبدأ حوارا استراتيجيا في القاهرة يوم الأحد الثاني من اغسطس يحضره وفد من مصر برئاسة وزير الخارجية سامح شكري، ووفد أميركي برئاسة وزير الخارجية جون كيري والهدف بحث العلاقات المتوترة بين واشنطن والقاهرة منذ ثورة 30يونيو والإطاحة بحكم الإخوان 2013.

&
أما الإخوان القابعون في أحضان قطر وتركيا ولندن وبرلين فانتهزوا دعوة الرياض لخالد مشعل زعيم حماس الذي يقال إنه يأكل على كل الموائد، ويخدم من يدفع أكثر على حساب قضية بلاده، وراح حواريوهم يروجون الأكاذيب عن فتور العلاقة بين القاهرة والرياض في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ويتحدثون عن تقارب مع حماس الإخوانية حتى جاءت زيارة ولي ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" للقاهرة لتؤكد متانة العلاقات بين البلدين، وتزيل اللبس الذى حاول إخوان الخارج والداخل، أن يسبغوه على العلاقات السعودية المصرية، وإنها تتجه إلى البرود، وجاء إعلان القاهرة لطمة قوية للمتربصين بمصر في الداخل والخارج.
&
فى العلاقات الدولية هناك نوع من العلاقات الاستراتيجية الخاصة تتجاوز نظمها السياسية وتحتفظ بقوتها حتى لو تغيرت هذه النظم. علاقات ترتبط بالمصالح العليا للدول. والعلاقات&المصرية السعودية من هذا النوع منذ تأسيس المملكة عام 1932 على يد الملك "عبد العزيز آل سعود"، وسواء كانت مصر تحت حكم الملك أو الرئيس، والسعودية تحت حكم الملك فهد أو عبد الله أو سلمان، تظل علاقات القاهرة والرياض نموذجا للعلاقات الاستراتيجية، علاقات تغلب عليها المصالح المشتركة فمثلا حين حدث خلاف في عهد عبد الناصر ذاب هذه الخلاف بعد هزيمة 67 وسارعت السعودية لدعم مصر سياسيا بمؤتمر الخرطوم في أغسطس1967، وقادت الدعم السياسي والعسكري لمصر في حرب اكتوبر 73، وحين اختلف العرب مع السادات عقب مباحثات 78 وتوقيع معاهدة كامب ديفيد 79، تزعمت السعودية الجهود لإعادة العلاقات مع مصر بعد رحيل السادات.
&
وبعد ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الإخوان دعمت السعودية مصر بلا حدود لأنها تعلم أن مصر هي حجر الزاوية للنظام الإقليمى العربى وتحالفهما معا هو ضمانة قوة هذا النظام فى مواجهة تحديات تتمثل في أطماع إيران وتركيا وإسرائيل. ستظل مصر حجر العثرة التي تتحطم عليه مؤامرات الغرب بقيادة واشنطن وذيولها في المنطقة ولن شعر بتغير في السياسة الأميركية تجاه مصر مالم تتغير سياسة قطر الداعمة لداعش والإخوان وغيرها من التنظيمات الارهابية في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وتونس.
&
واذا كانت السعودية الداعم الرئيس في انتصار مصر في حرب اكتوبر 73 ستكون أيضا عاملا حاسما في الانتصار على الإرهاب واجهاض مؤامرات واشنطن وحلفائها الذين يريدون الانتقام من شعب مصر وجيش مصر الذي أجهض مشروعهم في الثلاثين من يونيو 2013 وفي اعتقادي أنه بالتزامن مع الحوار مع واشنطن من باب أولى أن يقام حوار بين العواصم العربية وعلى رأسها القاهرة والرياض لوضع أجندة تهدف إلى تطهير العالم العربي من جماعات
&
الارهاب المدعوم دوليا واقليميا والوقوف ضد مخططات الغرب لاشعال الصراعات وتقسيم المنطقة لمصلحة إسرائيل.