نشرت في الثالث عشر من فبراير عام 2014 في هذا المكان مقالة بعنوان " دولة علوية في شمال سوريا أمر محتمل أم لا ؟ ". اعتمدت المقالة على معلومات مفادها "& ما تناقلته وسائل إعلام غربية متعددة حول استعداد بشار الأسد لاحتمالات تقسيم سوريا وبالتالي يقوم بنقل أسلحته الكيماوية والأسلحة المتطورة لدى الموالين له من الجيش السوري إلى مناطق الساحل شمال سوريا حيث& الأغلبية العلوية هناك. كما أكّدت مصادر معلوماتية مهمة أنّ كبار الضباط من أجهزته العسكرية والأمنية الاستخباراتية قد بدأوا فعلا نقل عائلاتهم إلى المناطق العلوية حيث تعيش أسرهم وعائلاتهم هناك، مترافقا ذلك مع فتح فروع لغالبية المقار والمراكز الأمنية تمّ نقل الوثائق والملفات ذات الأهمية في نظر النظام إليها. وهذه الإجراءات تجري بالترافق مع دعم علني للأقلية العلوية في شمال لبنان حيث الاقتتال شبه الدائم بين جبل محسن ذي الأغلبية العلوية و حي التبانة السنّي المواجه له حيث يفصلهما شارع واحد فقط ".

وأخيرا معلومات وحيثيات جديدة،
على لسان مخترع البراميل المتفجرة في سوريا، بشار الأسد شخصيا، حيث يعترف صراحة بعدة أمور منها قوله عن الجيش الموالي له: " لا يستطيع المحاربة على كل الجبهات حتى لا يخسر المزيد من الأراضي، ونحن نتخلى عن مناطق من أجل مناطق أخرى مهمة نتمسك بها ". والسؤال المهم هو: إذا كان هو رئيسا لسوريا كلها، فكيف يميز بين الأراضي السورية من مناطق غير مهمة لا يرغب الاحتفاظ بها إلى مناطق مهمة يعمل جاهدا للتمسك بها؟. وما هي المناطق غير المهمة التي تخلى عنها والمناطق المهمة التي ما زال يتمسك بها ويدافع عنها؟. من يتابع تطورات الحرب داخل سوريا يلاحظ انسحاب أو هزيمة جيش الوحش في غالبية المناطق السورية خاصة في الجنوب ( درعا ) ومحافظة إدلب وحلب وغيرها بينما ما زال متماسكا ومسيطرا في شمال سوريا على محافظة اللاذقية التي تبعد عنها قرابة 30 كيلو مترا مدينة القرداحة مسقط رأس الأسدين الأب "حافظ" والنجل "بشار" مع امتداد جبلي على الساحل السوري، وهي مناطق تواجد غالبية الطائفة العلوية (النصيرية) التي تشكّل حوالي 10 % من تعداد الشعب السوري الذي لا يقلّ عن 23 مليونا.

ماذا يعني ذلك على ضوء حديث أسد سوريا؟
ضمن هذه التطورات وإصرار الأسد الإبن على التمسك بالسلطة رغم ما لا يقلّ عن 300 ألف قتيل سوري و خمسة ملايين لاجىء ومهاجر، فهذا لا يعني سوى هروبه إلى هذه المنطقة العلوية مع الموالين له إذا اضطرته تطورات الصراع الدائر، مما يعني إعلانه دولة علوية مستقلة عن باقي الأرض السورية التي لم تعد تحت سيطرته.

وهذه الدويلة حلم علوي منذ الانتداب الفرنسي،
فلم تعد سرا تلك الوثيقة التي لم ينفها أي من القيادات العلوية، وهي الوثيقة التي قدّمتها عام 1936 قيادات وشيوخ علويون من بينهم والد حافظ أي جد بشار للمندوب السامي الفرنسي " ليون بلوم " يطالبون فيها الانتداب الفرنسي علانية أن يتذكر : " إنّ الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأنّ الدين الإسلامي يعتبر الدين الرسمي للدولة، والشعب العلوي بالنسبة للدين الإسلامي يعتبر كافرا". وفي حالة قيام هذه الدويلة لن تكون صالحة للبقاء إلا بوجود كثيف لقوات الحرس الثوري الإيراني الموجودة منذ بدء الثورة السورية بألاف للقتال مع النظام وكذلك بدعم قوات وكيل الحرس الثوري في لبنان حزب حسن نصر الشيطان. وهذا له تداعيات لبنانية خطيرة حيث الساحل العلوي هذا قريب للغاية من شمال لبنان حيث الصراع السنّي العلوي في مدينة طرابلس منذ سنوات بين سكان جبل محسن العلويين الموالين علانية لنظام البراميل المتفجرة والمدعومين منه وسكان باب التبانة السنّة المناوئين لهذا النظام وجرائمه في لبنان منذ احتلاله عام 1976 إلى انسحابه الذليل في عام 2005 عقب جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

فلننتظر قيام هذه الدويلة،
لنرى إن قامت هل ستكون عضوا في جامعة الدول العربية أم الامبراطورية الفارسية القادمة التي عاصمتها العراق كاملا كما أعلن في مارس الماضي "علي يونسي" مستشار الرئيس الإيراني "حسن روحاني".
www.drabumatar.com

للتذكير لمن لا يذكر هذا هو نص وثيقة شيوخ الطائفة العلوية للمندوب السامي الفرنسي عام 1936 :
http://www.alarabiya.net/articles/2012/08/31/235337.html

&