خلال أكثر من عام ونصف بقيت خطوط التماس بين القوات الكردية والجماعات الإرهابية، في محيط منطقة عفرين هادئة ومستقرة، وفجأة في الأيام الماضية شنت جبهة النصرة ههجومآ مباغتآ على مراكز قوات الحماية الشعبية الكردية المرابطة على حدود المنطقة من جهة الجنوب الغربي- عند مدخل قرية أطمة. وتلاه هجوم أخر إشترك فيه هذه المرة جبهة النصرة وأحرار الشام، وكان من الجهة الشرقية لمنطقة عفرين، فتصدت له جبهة الأكراد وألوية إخرى من المعارضة السورية وقدموا عددآ من الشهداء في هذه المعركة.

بالطبع هذه الهجمات لم تكن صدفة، بل تم التخطيط لها جديدآ من قبل الإستخبارات التركية، التي تسنق عملها مع المنظمات العاملة على الأراضي السورية.

وجاءت هذه الهجمات عقب الإنتصار العسكري المهم الذي حققه الكرد في مدينة غريه سبي على داعش، والنجاح التاريخي الذي حققه أبناء الشعب الكردي في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في تركيا. وهذه الهجمات جزء لا يتجزء من الحملة الهمجية التي تشنها العصابة الحاكمة في تركيا ضد الشعب الكردي في كل من غرب وجنوب وشمال كردستان.&

والهدف الرئيسي لهذه الهجمات، هو خلق التوتر في المنطقة، وتهديد أمن وحياة سكان&

عفرين، وإشغال قوات الحماية الشعبية، كي لا تفكر في التمدد شرقآ بإتجاه مدينة كوباني

أي السيطرة على المنطقة الفاصلة بين إعزاز وجرابلس، لمنع توحيد المناطق الكردية جغرافيآ وبناء كيان كردي قادر أن يقف على قدميه وحماية نفسه من الهجمات الإرهابية.&

ولتحقيق هذه الأهداف كثفت مؤخرآ تركيا من تواجدها العسكري على الحدود مع مقاطعة عفرين، والجيش التركي المتواجد عند مخيم آطمة فتح معبراً، يستخدمه في مد مرتزقة جبهة النصرة بالذخائر والأسلحة، وهذا دليل قاطع على أن المجموعات الإرهابية تتلقى دعمآ عسكريآ ولوجستيآ وإستخباراتيآ مباشرآ من الدولة التركية.&

ولقطع الطريق على أعداء الكرد في تنفيذ مخططهم الإجرامي، في إبقاء الحصار على مقاطعة عفرين، وعدم السماح لقوات الحماية الشعبية في عفرين وكوباني من التلاقي في مارع لتوحيد المقاطعتين، يجب على القيادة الكردية في غرب كردستان، عدم التردد في البدء بالهجوم من شرق الفرات باتجاه جرابلس، ومن عفرين باتجاه مارع وعدم&

الإنتظار للحظة واحدة. لأن هذه الفرصة السانحة أمامنا قد لا تتكرر بعد الأن، وسنندم إن لم نستغلها ونوحد إقليم غرب كردستان جغرافيآ. ويجب عدم الثقة بالأميركان، لأنهم مستعدون أن يبيعوا الكرد في أي لحظة من أجل مصالحهم، كما فعلوا معنا ومع غيرنا من قبل. والأمر الأخر علينا أن لا نخاف من الجعجعة التركية وذاك الصخب الذي إفتعلته مؤخرآ، فتركيا حبلة بالكثير من المشاكل الداخلية وغير قادرة على فعل الكثير.

برأي علينا فعل المستحيل لبسط سيطرتنا على المنطقة الممتدة من جرابلس إلى إعزاز، وهي برأي أهم من الإحتفاظ حاليآ بمدينة الحسكة رغم أهميتها الكبرى لغرب كردستان، حيث يمكننا في أي وقت تحريرها. ولكن المنطقة الحدودية الفاصلة بين كوباني وعفرين إن وضعت تركيا يدها عليها، بعدها من الصعب جدآ إستعادتها إن لم يكن مستحيلآ. وهنا عامل الوقت مهم جدآ، وعلينا التحرك بسرعة قبل يداهمنا كالسيف، وتقوم تركيا بوضع يدها عبر عملائها أو بشكل مباشر على المنطقة، ونبقى مجزئين إلى جزئين.&

ولا بد من وضع كافة الإمكانيات العسكرية والبشرية والمادية، في خدمة هذه المعركة المصيرية لضمان نجاحها، لأن الأمريكان على الأرجح سيرفضون دعم قوات الحماية الشعبية جويآ هنا، بعد إتفاقهم مع الأتراك على حساب الكرد.

&