رغم التصريحات الإيجابية التي يعلنها رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان عن الحوار بين القوى السياسية وإمكانية التوصل قريبا الى حلول وسط في محاولة منه لطمأنة الشارع الكوردي وتهدئة خواطر المواطنين و قوات المقاومة الباسلة وبأن الوضع السياسي في الإقليم ليس بذاك السوء ولكن الحقيقة التي يعرفها السيد رئيس الديوان و كل مواطني إقليم كوردستان العراق هو انه حتى هذه اللحظة لا يوجد أي اتفاق وان تأجيل البت في المشاريع المطروحة من أسبوع لآخر ومن اجتماع حالي الى اجتماع مقبل دليل واضح على طبيعة سير الأمور والنقاشات الجارية بين الفرقاء وهي ان هناك اطراف مصممة على افشال الحوار وعدم الاتفاق إلا في حالة فرض شروطها ومشروعها وهو ما يتعارض تماما مع روح الاجتماعات والتشاور والنقاشات الهادفة أصلا الى حلول وسط ترضى الجميع.

على الاغلب وامل ان أكون مخطأ فان الاجتماع المقبل للقوى السياسية الكوردية المقرر عقده يوم الاحد القادم 30/8 لن يتوصل الى أي حل اللهم إلا الاتفاق على عقد اجتماع اخر وحتى هذا الامر مشكوك فيه لما يحمل في طياته من دلائل على المماطلة والتسويف سواء بالنسبة لهذا الطرف او ذاك.

عليه و حيث لا يصح إلا الصحيح وكما كتبت في ايلاف الغراء حول ضرورة اجراء انتخابات مبكرة في إقليم كوردستان ( عدد يوم 25/8/2015 ) لا سبيل افضل واسلم من اجراء هذه الانتخابات لحسم الموضوع وإنهاء الازمة التي تعصف بالكيان الوطني و تؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين اليومية وعلى معنويات المقاتلين في جبهات القتال ضد العدوان الخارجي وقبل كل هذا وذاك تعمق واقعا مؤلما وخطيرا واقع تفتيت الوحدة الوطنية فكلما تمادت الأطراف في تصعيد التشنج وتعقيد الازمة المفتعلة وعرقلة الوصول الى حلول وسط وتبادل الاتهامات والتخوين وما الى ذلك كلما زادت من انقسام المجتمع وتشظي مكوناته ولذلك فالدعوة لانتخابات مبكرة ليست ترفا فكريا ولا اجراء يستهدف هذا الطرف او ذاك وإنما ضرورة وطنية والحل المنطقي والمقبول قانونا وعرفا ودستورا وأصبح من واجب سلطات الإقليم الحالية القيام به درء للمفسدة والمخاطر الناجمة عنها ومن حق شعب الإقليم بل كل الحق مطالبة السلطة بتنفيذ التزاماتها القانونية فمن غير المعقول استمرار هذا الوضع المتشنج بكل ما يحمله من مخاطر جدية للأمن والاستقرار وحياة المواطنين اليومية.

حقا لقد أصبحت اجتماعات القوى السياسية الكوردية حول النظام الاصلح للإقليم الصورة العصرية للمناقشات الكنسية في القسطنطينية منتصف القرن الخامس عشر حول ما اذا كانت الملائكة ذكور ام اناث في الوقت الذي كانت مدافع السلطان العثماني تدك اسوار المدينة.

لقد ان الأوان لحل الحكومة الحالية والبرلمان الذي اختارها والدعوة الى انتخابات جديدة وتشكيل حكومة تصريف اعمال مستقلة خاضعة لرقابة الرأي العام والسلطة القضائية لضمان استمرارية العمل في المرافق والمؤسسات العامة وأيضا للإشراف على اجراء انتخابات نزيهة بالتعاون والتنسيق مع السلطات والهيئات المخولة بذلك.

البرلمان القادم سيكون بالتأكيد اكثر صدقا في التعبير عن إرادة الشعب خاصة بعد مروره بهذه التجربة المريرة التي تكاد تهدد وحدته الوطنية ومستقبل الإقليم وإذا كانت كل الأطراف تدعي بان الشعب مصدر السلطات وصاحبها الحقيقي فليكن الشعب هو الحكم قبل ان ينفجر غضب الشارع الكوردي ضد المتلاعبين والمتاجرين بمصيره ومستقبله.

&

*[email protected]