&

وجوه حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب لا ضرورة لانتظار نتائج الانتخابات لمعرفة من سيستلم المجلس ومن هم الوزراء ومن هم النواب ومن هو الرئيس.
لأن حكامنا لا يتغيرون ولن يتغيروا إلا بعد زمن طويل جداً ...
فالاستبداد والفساد والمحاصصة والزعامة الوراثية باتت فكراً متغلغلاً في التركيبة اللبنانية .
والفكر لا يتغير بسرعة بل يحتاج إلى سنوات طويلة من المراجعة والمراكمة والانفتاح والتثقيف على المستوى الاجتماعي والسياسي.

أسماء ستة يحكمون لبنان ويحركونه بريموت كنترول من أماكنهم.. تاريخ سياسي عريق لا يتزحزح وكأن الشعب اللبناني عقيم لا يستطيع أن ينجب غيرهم.

بداية التحرك في ساحة رياض الصلح هي ضوء في نفق أسود طويل... البداية& لشباب لا ينتمون ولا يخضعون إلى أي حزب أو وجه من الوجوه الستة ولكن هل يمكن لهذا الضوء أن ينير النفق الأسود الطويل؟

منذ منتصف السبعينات، بداية الحرب الأهلية ، توزع الشعب اللبناني بأجياله المتعاقبة إلى خانات طائفية وفئوية على حساب الانتماء& للوطن.& اختزل الوطن بأحزاب وطوائف وحتى يومنا هذا. وكان الشباب ينتمون لهذه الأحزاب والتكوينات والتجمعات كحماية وشعور بالفخر والقوة.

لقد ارتهن هذا الشعب لهذه القيادات ودكتاتورية الأحزاب والجماعات الفئوية الذين سيطروا ويسيطرون على كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وأدت هذه السيطرة الممتدة طويلاً إلى اختناقات كبيرة في هياكل المجتمع اللبناني وخاصة بالنسبة للأجيال الجديدة... فأصبح التغير ضرورة لا مفر منه ومعركة مصيرية تحدد مستقبل هذا البلد.

إن التظاهرات والاحتجاجات الحالية لا تكفي بحد ذاتها لإحداث تغير جذري ودائم إذ لا بُد من وضع خارطة طريق قصيرة وبعيدة المدى آخذة بنظر الاعتبار الفراغ الرئاسي وطبيعة الحكومة الفاشلة والمعطلة وعسكرة المجتمع والتجارب الداخلية السابقة، بالإضافة إلى ظروف المنطقة الملتهبة والاستفادة أيضاً من دروس ما سمي بالربيع العربي ونتائجه الإقليمية تجنباً لأي انقسامات داخلية حادة قد تولّد حرباً أهلية أخرى ، وطننا الحبيب بغنى عنها.

اليوم بدأت الثورة على الفساد .. ثورة لن تخمد وإن لم تحقق أهدافها على المدى القريب... فرائحة الملفات السياسية خنقت الشباب اللبناني إلى حد أن إمكانية الاستمرار بالحياة في الظروف الراهنة باتت مستحيلة.

وطني الصغير كبير بأبنائه ومثقفيه رغم أنف الكبار..
ويبقى الأمل كبيراً بأن لا ينجرف خلف الأجندات داخلية أو الخارجية ...
&