&
&مئة ألف مواطن اعتصموا في رياض الصلح مطالبين بإسقاط الحكومة الفاقدة لشرعيتها.. ولكن لا حياة لمن تنادي... الحكومة اللبنانية كما يبدو& فقدت سمعها بالرغم من أن صراخ المواطنين هز العالم وانتقل إلى عواصم أوروبية كثيرة مثل لندن وغيرها من المدن حيث احتشد اللبنانيون وتظاهروا للغاية نفسها.

استمر الصمت الرهيب إلى أن أكرمنا مؤخراً رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بإعرابه عن "تخوفه" من أن يكون هناك ما يُحضّر للبنان على خلفية التحركات التي يشهدها الشارع. وقال في مؤتمر صحافي لا فض فوه: «نحن مع الشباب الذين يتظاهرون لكن علامة الاستفهام هي حول الجهة التي تحركهم».
الحق يقال تفكير سليم لا غبار عليه يا جنرال ... كيف لا وقد اعتدتم أنتم والطبقة الحاكمة المبنية على المحاصصة وتبادل المصالح والكراسي أن تحكموا خرفاناً تسوقونها في الاتجاه الذي يتناسب وطموحاتكم السياسية ..

فجأة ودون استئذان يثور مئة ألف مواطن ويمشون بالاتجاه المعاكس، والتحليل المنطقي المستنبط من تركيبتكم الفكرية هو وجود راع جديد على الضفة الأخرى...ذهنية الجنرال لا تستوعب أنه يمكن لشعب أن يثور إلا إذا حركته قوى خارجية. ولولا هذه القوى لسكت الشعب وهو يرى النفايات تغرق شوارع بيروت.
أما ملفات الفساد فرائحتها مسك لا بد أن يشمها الجميع..
&لبنان بلد السياحة سيخلو قريباً& للطبقة الحاكمة... وقد تنتقل& مراكب الموت لتتحرك من شواطئ بيروت ... هذه المرأة ليس هروباً من براميل الْمَوْت ومن الدواعش بل من روائحكم التي ما عادت ينفع معها إلا فتح شبابيك العاصمة على مصرعيها ..&
&
أما ظاهرة رائحة الغزل السياسي فلا يمكننا إلا أن ننتشي بها إذ لم نعتد عليها سابقاً. كان دائماً الصراخ والشتائم المتبادلة تحتل المجالس السياسية. ولكن بقدرة قادر تفوح الآن رائحة "j'adore" الفرنسية من المجلس لتغلب رائحة النفايات في الشوارع اللبنانية. ألم يعتبر مستشار وزير البيئة سعد إلياس أن الوزير محمد المشنوق يقوم بواجباته؟
حب واحترام ووفاء متبادل و نادر بين الطبقة السياسية الحاكمة في زمن قلت فيه العجائب.. زمن استهبال نادر واستهتار أندر بذكاء الشعب اللبناني..

والأدهى من ذلك كله أن وزير البيئة استقال من لجنة النفايات ليعفي نفسه من كل مسؤولية بعد خراب مالطة.
وكان الأجدر به أن يستقيل من الوزارة المسؤولة عن بيئة لبنان بعد أن أكلتها ديدان النتانة...
وكأنه أراد من استقالته من لجنة النفايات أن يقدم للشعب الغاضب جائزة "ترضية رمزية" بينما ينتظر الشعب& حلاً جذرياً..

&