&&

قبول العراق بثغرات القتال العديدة في حربه ضد داعش بارزة كالشمس ومهدت لتوسع فلولها&

وإنتشار رموزها. و تحمّل العراق المسؤولية الأكبر في التحالف الدولي هو الخطأ الأستراتيجي العسكري الذي قبلت به ووافقت عليه القيادات العراقية المتنفذة والذي تحاول كتمانه والتغطية عليه الآن بشكل أو بآخر. وصناعة الحرب ومردود دخلها على منتج السلاح والعتاد والذخيرة وتجارها وإيصالها الى ساحات القتال دون نفاد مفاجي شيئ بدأت تدركه القيادات السياسية والدينية والحزبية العراقية على نحو بطيئ. وبدأت تُدرك أن القتال يعني خسائر مادية وبشرية، خاصةً عند إدخال صراع المذاهب الدينية فيه.&

التسلسل الموضوعي لبطلان هذا التحالف وضعفه وهزالة المشاركين فيه يبدأ بأقوال وفعاليات من إنتدب نفسه وأجتمع مع قوات التحالف وجلس مع أركانه وتفاوض في عواصم خارجية قبل أن يكون في مقدوره لمّ شمل الأكثرية القومية والمذهبية في بغداد على وضع خطة علاجية هدفها دحر الأرهاب المتمثل في خرافة الدولة الأسلامية في العراق والشام داعش.

فهؤلاء المخادعون المخدوعون تملكتهم الحمية والبطولة والتفاخر والتباهي للدول الأقليمية والدولية بأن "أهل العراق على أتم إستعداد للتضحية والموت في هذه المهمة وهذا السبيل ولانحتاج سوى الأسلحة والمعدات القتالية". وإنبرى لهذا الحديث عن قدرة العراق القتالية والتبرع بها من ليس له خبرة في إدارة قرية. فقد تحولت هيئات ومرجعيات دينية الى أحزاب سياسية ثم تقمصت دور الأكاديميات العسكرية بإرتداء الرتب والملابس العسكرية ولعبوا الأدوار القيادية التي كانت المهنة المشرفة للجيش العراقي.

وكان ذلك مفهوماً لمكاتب الأمن القومية الدولية من واشنطن الى قطر ومن إيران الى تركيا بان العراق تبرع بقرارات داخلية من قيادته بأن مهمة القتال عراقية صرفة، فتصرف قادة التحالف الدولي والإقليمي بذكاء بإبعاد شرور دولة الخلافة وسرطانها عن مناطقها وسكانها وحدودها ودفعت بداعش الى منطقة جغرافية محصورة بين العراق وسوريا، ورأت بذلك تأمين سلامة مدنها وسكانها من خطر إستفحال القتال المذهبي وتوسعه.&

والفشل وكتمان هزالة القرارات العراقية حالة ملازمة لعقلية التسرع في رؤية البعد العسكري وتحليل الإنفعال المذهبي والعشائري وإرتباطه بالصراع الأقليمي، وإبداء الحلول المتسرعة من مليشيات غير منضبطة وقوى غيرمنتظمة في الحشد الشعبي،وعشائر مسلحة متصارعة مذهبياً وقومياً عربياً وكردياً، وبلاهة تعتمد تجنب دراسة متعمقة لتاريخ صراع المنطقة وملابسات أحداثها ومعرفة شؤون التصعيد أو تخفيف الضغط العسكري.

و لمجرّد طموح نفسي ورغبة شخصية جامحة تستعر في العقل نتيجة عناد مرضي متأصل، ترى دور الإلحاح وتقمص الأدوار، كما كان الحال على سابقيه من حكام العراق الذين تخرّجوا من ذات المدرسة السياسية الحزبية بعد عام 1963 المعروفة بغطرستها ونرجسيتها وعقدّها المركّبة وعنادها وإنكارها الدائم للأخطاء المميتة ونفاق أحزاب سلبت العراقي هويته قوميته ديانته وإنسانيته المبدئية، فقد أثرت هذه العقلية بعدم رجاحتها على إرتباط وثقة المواطن التاريخية بالوطن ورموزه وأضافت الى حجم ماضاع منه من أرض وتدمير وتهجير لمستقبل أجياله.

وبالرجوع الى طبيعة التحالف الدولي وهزاله مشاركيه وتكتمهم على فشله، تجد ركام من الأتربة تُغطي القناع الإستراتيجي لهذا التحالف. فأرض الواقع وبكل بساطة، إنتشار رجال وعربات مُدرعة عسكرية لداعش كذبتْ التحاف الدولي الحقيقي مع العراق، وكذبتْ مواقع القتال الرئيسية المناطق التي وصلتها دولة الخرافة وموجة صعودها، حيث مازالت محافظات عراقية مُحتلة و تضطرم بالنار والتخريب والإعدام الهمجي للسكان وهروبهم والتهجير المستمر.&

التقارير العسكرية المعتمدة تبين الآتي:

لم تفلح القيادة الميدانية العراقية في التسيّد والسيطرة الفعلية على المناطق التي إدعت إسترجاعها من داعش.

زعامات مجلس النواب العراقي، عدا الوعود، لم تُصدرْ ولم تُصوتْ على أي تعهد للشعب العراقي يلزمها وقوات التحالف على موعد تحرير المحافظات المحتلة وخلاص سكانها من داعش وفلولها منذ 10 حزيران 2014. الأمر الذي يقودني للقول ان كل الدول الأقليمية يسودها الهدوء وتتمتع بالطمأنينة إلا الدولة العراقية المهملة من الداخل.&

وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر رفض ولمرات تحديد "موعد دقيق" لهجوم عراقي متوقع لتحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش"، ولمرات يطمئن قادة العراق أن التحالف الدولي سيلحق بتنظيم "داعش هزيمة نهائية.&

لم تفلح قيادة الأركان الأمريكية في الضغط على الحليف التركي للمشاركة الفعلية في الحرب&

ضد داعش. فحكومة أوردغان لم ترسل جندي واحد للقتال ضد داعش رغم ملاصقة حدودها الإقليمية بمحافظة نينوى.

سوء تقدير حاجة القوات من المعدات وتحليل الأوضاع بعيداً عن الهرجة وسوء فهم موقف الحليف من الناحيتين البشرية والمادية ( قوات أرضية وإختصاص عملياتي وتخصيص مالي ومراقبة بأجهزة متطورة)، ثم دور الحليف الدعائي التصويري بإعلام غير دقيق تتضارب معلوماته وأرقامه.

لم تُفلح دعوات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ووزير الدفاع خالد العبيدي في انهاء وجود المليشيات الطائفية ورفض وجودهم داخل المؤسسة العسكرية.

مقتل قيادات عراقية ذات رتب عالية ليس أولها إغتيال العميد الطيار وميض الجنابي وكيل قائد القوة الجوية في وسط بغداد ولا آخرها معاون قائد عمليات الانبار اللواء الركن عبد الرحمن ابو رغيف يثير الشكوك بقدرة العمل الإستخباراتي للدولة.&

ويبدو أن معظم إتفاقات القيادات العراقية إتفاقات غير ملزمة وغير موقعة ومفاوضاتها مع دول التحالف هي لتبادل وجهات نظر تنتهي بمحضر وسجل للجلسة يلحقها إعلان بيان صحفي.

بطلان إدعاءات دول إسلامية حليفة في الحرب ضد داعش.&

نقل أنباء متضاربة دعائية كإعلان تقديم الكويت للعراق أسلحة خفيفة.&

ولعل القول المأثور يوضح المقصود:&

&A man CAN NOT serve two masters&

وبمجرد إدعاء دول حليفة للعراق بأنها ستشترك و تتحمل مسؤولية الحرب ضد عصابات الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يعني المشاركة الفعلية مع إنه يرضي مجموعة من أصحاب المصالح الدولية المتضاربة في دول التحالف. لايكفي الإدعاء والتفاخر وإنما رؤية تحصيل الحاصل ببيانات على جغرافية ألارض وسهولة تصويرها من الجو والأرض. كسب ثقة التحالف يتم بدليل التحالف والمشاركة الفعلية كي يتم كسب الحرب على مايقدر ما بين 30 ألف الى 50 ألف مجند في داعش موزعين مابين سوريا والعراق.

باحث وكاتب سياسي