الأمريكية كارلي فيورينا المتنافسة لترشيح الحزب الجمهوري والتي تسلطت الأضواء عليها وصعد نجمها مؤخراً بعد المناظرة الحامية الحادة مع بقية المرشحين للرئاسة الأمريكية، جلبت إنتباهي الشديد عند حديثها عن خططها لحماية المصالح الأمريكية في منطقتنا العربية بتلبية رغبات بعض دول المنطقة.

كاراي فيورينا كانت مستشارة للجمهوري السيناتور جان ماكين خلال الانتخابات الرئاسية عام2008، التي فاز فيها باراك اوباما،&

Carly Fiorina

كارلي فيورينا والثقل السياسي الذي رمته بكلمات بسيطة ومحددة يوم المناظرة الحادة التي جرت في 16 أيلول سبتمبر الحالي، بأن أنتخابها سيتبعه منذ اليوم الأول مشاركتها مصر والأردن في العمل الأستخباراتي وتفعيله مع الدولتين لتطابق المصالح، وكذلك تلبية إحتياجات الأكراد في سوريا والعراق للسلاح وفق ماترتأيه كمادة أساسية لمحاربة أرهاب القاعدة وداعش وخدمة المصلحة الأمريكية بالدرجة الأولى ودول شرق أوسطية أخرى.

أما ماقالته عن وعودها لإسرائيل نتنياهو وتهديد إيران بفتح كل مختبراتها للتفتيش، فهو إلتزام كل مرشح للرئاسة الأمريكية ومن أي حزب كان، وأدناه حرفياً نص ما قالته علناً:

"On day one in the Oval Office, I will make two phone calls: the first to my good friend Bibi Netanyahu to reassure him we will stand with the state of Israel. The second, to the supreme leader, to tell him that unless and until he opens every military and every nuclear facility to real anytime, anywhere inspections by our people... we will make it as difficult as possible [for Iran to] move money around the global financial system."

استطاعت مرشحة للرئاسة الأمريكية مع أنها أمرأة أعمال، أن تفهم بهذه السرعة والبديهة السياسية توجهات العقائد الإسلامية وعقلية قادتها، وفهمت، أننا ولحد هذه اللحظة شردنا شعوبنا وأحرقنا ثيابنا ومساجدنا وبيوتنا على أنفسنا وضيعنا وكرامتنا وعزتنا. وبعمل المشاركة الأستخبارية والتجسس، ستلبي كارلي فيورينا كل حاجتنا وحبنا لتدفق السلاح لقتل بعضنا بفيالق وكتائب ومليشيات مذاهبنا المنتشرة في الأجزاء الآسيوية وألافريقية.&

لقد أنهتْ المذاهب الإسلامية، الدين الأسلامي وإنسانيته مجتمعياً وميّزته أخلاقياً وفرّقته طائفياً وقومياً، وأخلّتْ برسالة الرسول الأعظم للبشرية ودنّستها على الملأ وجاهرتْ برسائلها وخطب قادتها وبسوء النية قتل النفس وضيّقتْ من قوله تعالى ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).هذا مايراه المسلم المؤمن وهو ضحية الإسلام السياسي المذهبي. والى هذه اللحظة تشارك وتشركُ هيئات ومراجع إسلامية بحمل عقائدها وفرض القتال والغزو والحصول على غنائم السلاح والعتاد والنفوذ. ليس هذا فحسب، بل أنه من المخجل أن نرى الصراع الدموي والحروب الأهلية في دولنا يستعر ومازالت هذه الحفنة الشريرة تمارس نفس النغمة الأمريكية بالجحود، وتدعو لحمل سلاح قتل الخصوم من مسلمي العقائد الأخرى ليزداد أعداد نزوح وهجرة العوائل العربية ويزداد صراخ المنظمات الإنسانية لوقف همجية عنصرية هؤلاء.

وهذا ما ستوفره لهم كارلي فيورينا أحدى المرشحات للرئاسة الأمريكية بتطابق تام مع رغباتهم ورغبات بيبي نتنياهو " كما أسمته". و يصح القول بأننا في العراق وسوريا والأردن ومصر نتبع سياسة الإنبطاح لدول الخارج ونسمح بتغلغل التطرف ونسكت عليه، وأوقعنا شعوبنا قتلاً وغدراً وتهجيراً وجاهرنا علناً في مساجد إسلامية ذبحاً للمؤمنين وتحزمنا باسم الله بأحزمة التفجير وفق ماأرادته الهيئات والمراجع الدينية ومذاهبها المعلنة؟ ولاأظن أنه من المعيب القول أن أجوبتهم جاهزة وحاضرة لنقد النقد وتسفيه الحقيقة.&

في أحاديث صفتها التلاطف مع بعض الأصدقاء لم يستطع أي منا الوصول الى أي من العقول العربية بين القادة العرب وتحليل منطقها بالنسبة الى تطابق المصالح الأمريكية مع الرغبات العربية. وجرنا موضوع الحديث الى الأسباب التي أودت بأرض فلسطين وأوقعت شعبها في فكة الألة الصهيونية واستفادتها من ايديولوجية عربية عقيمة فتحت جبهات قتال عربية عديدة، انتهت مرة بعد أخرى لصالح اليهود وتوسع الدولة الأسرائيلية.

هذا مايراه المسلم المؤمن وهو يترك وطنه. فاليوم نرى تطابق المصلحة الأمريكية مع رغبات حكام وزعماء مذاهب عنصرية إسلامية في دول المصطلحات والمشتقات والعبارات اللغوية الاعلامية لتجميل مواقف عربية " والعراق من ضمنها"، وقبول تام بالتجسس على شعوبهم وإستصغار شأنهم وتضيّق تطلعاتهم للحياة الأفضل.

&ذلك هو المعتقد الأمريكي لأي مرشح للرئاسة الأمريكية سواء نجح في الوصول للرئاسة أم لم يصل، فالمهم هو إبداء الولاء التام لشعب الله المختار وتهجير العرب والاقليات من مساكنهم ومدنهم وفهم مايصح ويصلح للسياسة الدولية الخدومة لزعماء إسرائيل.&

المفارقة التي تطالعنا كل يوم هي أن وزراء خارجيتنا وسفرائنا في الخارج " صمّ " بالنسبة لهذه الناحية، ووظائفهم نادراً ما تتعدى الترحيب وأستقبال الضيوف وتبادل الآراء. ولله في خلقه شؤون.

&

كاتب وباحث سياسي مستقل&

&