كشف نائب رئيس الوزراء الاردني في الحكومة الاردنية المكلفة ( لم تحصل علي الثقة بعد )، ان اتفاقية الغاز الاسرائيلية التي تنص علي استقدام غاز من “اسرائيل “، من حقل ليفيثيان عبر شركة نوبل انيرجي، انه مش اسرائيلي وليس تطبيع باعتبار ان الاردن يبتاع الغاز من شركة امريكية. عجبي اذ كيف سيكون إآيها اذا حازت الثقة؟.

المقولة ينقصها الدقة، لان اكبر مساهم في حقل الغاز هو اسرائيل نفسها، و من ضمنها شركة “ديليك “ الاسرائيلية التي تملك ٢٢، ٪ من الاسهم من خلال مؤسسها و رئيس مجلس ادارتها المليونير الاسرائيلي اسحاق شوفا و التي تعتبر ثاني اكبر شركة اسرائيلية في النفط و الغاز و وزير الخاريجية الامريكي شريك بها يستخدم سلطته لتمرير صفقات لشركته، مما يعتبر تضارب مصالح يجب ان يحاكم عليها في امريكا، و نوبل انيجري لا تتعدي حصتها ٣٩ بالمئة.&

&

اسحاق شوفا باني تحصينات خط بارليف

للعلم فقط اسحاق شوفا، الشريك، هو رابع اثري اثرياء اسرائيلي حيث يملك ٤،٣ مليار دولار و من مواليد ليبيا و هاجر الي اسرآئيل و تقدر ثروته ٤،٣ مليار دولار و يعتبر من اهم داعمي الحركة الصهيوينية، و شركته هي التي قامت ببناء خط بارليف عام ١٩٦٧، و عام ١٩٧٠ ساهم في بناء مستوطنات اسرائيلية من خلال شركات عقارية يمتلكها و اسس حركة منوفا.

لذا فآن تصريحات الحكومة تناقض مفسها، حيث صرح نائب الرئيس سابقا لجريدة الاناضول و اكد في مقابلة سابقة مع الأناضول، أن "الغاز الإسرائيلي، يعد أحد البدائل التي ندرسها وأقلها كلفة علينا”، وأضاف لجريدة الفايننشال تايمز قبل التوقيع بيوم ان الصفقة شبه كاملة مع اسرائيل، وجاهزة للتوقيع، و في تصريح اخر نقله موقع “خبرني” الاردني صرح: “يضغط الأردن على إسرائيل لتحميلها تكاليف مد خط بطول 26 كيلومتراً يصل بين خط الغاز القطري - الإسرائيلي وشرق الأردن، مشيرا الى إن تكلفة هذا المقطع من الأنبوب تبلغ حوالي 70 مليون دولار “.&

كل التصريحات تشمل “اسرائيل “ الا عندما اعترض الشارع الاردني علي التطبيع اصبح فجأة الاتفاق ليس مع اسرائيل و كانما الغاز ليس اسرائيليا، بينما الحقيقية انها تمتد الي ابعد من ذلك بمباركة “براليف براليف “.

والادهي في لقاء رئيس الحكومة الاردنية مع رؤوساء تحرير الصحف، اكد الدكتور المهندس، و اصر هنا علي “ المهندس “ لان الرئيس الملقي في بداية حياته العملية عمل مهندسا في قسم الطاقة الشمسية في الجمعية العلمية و بالتالي يعرف جيدا القصد من الطاقة و تنويع مصادرها حيث قال، ان “ الاردن لن يدفع تكاليف انشاء و مد انبوب الغاز”. التسآول كيف لن يدفع؟

&

تكاليف تشييد الخط محمل علي تكلفة البيع

المعروف ان سعر الغاز الاسرائيلي واصل الاردن محمل عليه تكاليف التشغيل و الانشاء مثل اي خط او انبوب غاز، اي ان الاردن سيدفع خلال خمسة عشر قيمة مضافة لتغطية الانشاء تبلغ عشرة مليارات، و سيدف سنويا ستمائة مليون دولار. و اذا ما اضيف مشروع المفاعل النووي بعشرة مليارات اخري فأن مجموع ما تحتاجه الاردن خلال السنوات القادمة هو عشريم مليار دولار. و التسآوول هنا من اين المبلغ الذي سيجعل الدين ستين مليارا حينها باعتبار لم تصرف الحكومة اي فلس علي اي خدمات اخري، و هاذا مستحيل طبعا، و ما هي الاستراتيجية التي ستحملها الحكومة لتآمين تلك المبالغ للحصول علي الثقة؟&

&وايضا للعلم كل خطوط الغاز العالمية في امريكا و كندا مثلا، تقوم شركات خاصة بتمديدها علي حسابها الخاص بعد شراء الاراضي من الحكومة المحلية، و تتعهد بعدم حدوث تسريب و تقوم بعمل كل انواع الصيانة للطرق و الجسور التي يمر تحتها او فوقها خط الغاز اثناء التنفيذ، و تؤمن تكاليف حماية الخط، و و تكاليف التآمين علي الخط، و تكاليف محطات الربط و مناطق الوصل و غيرها لا مجال لشرحه هنا، و تقوم بتحميل كل ذلك علي المواطن و هذا ما سيحدث مع شركة “نوبل انيرجي “ دون اي تردد. و كما يقول المثل “ علي مين يا هامان “؟، كيف لن يتحمل الاردن تكاليف انشاء الخط؟ و هل سيسمح لشركة اسرآذيلية و اسرآذيليين بشراء اراض لتمديد الانبوب عليها؟&

&اريد حلا كما قالت الفنانة “فاتن حمامة في فيلمها.

و القصد من التصريح الاول و الثاني لاعضاء الفريق الحكومي، الذي لا نعرف ما آذا كان رايّ شخصي او متي يمثل الحكومة، خصوصا بعد الخلاف بين نائب رئيس الوزراء ووزير التربية و التعليم بخصوص المناهج “، و هو ايضا متوقع في مشروع الغاز. الامكانية الخلافية قائمة فيما يختص انبوب الغاز حيث لم يسمع احد من وزير الطاقة اي شيء حتي الان. هو يبدو يجلس علي مقاعد الاحتياط كما في مباريات كرة القدم بجانب اخرين من الطاقم الوزاري المكلف.

ان التصريحات المتضاربة و غياب دور الوزير المختص، اي وزير الطاقة، هو اظهار لكيفية غياب الشفافية، عدم انسجام و تواصل بين الفريق الوزاري، في التعامل مع مشروع الغاز الاسرائيلي و القفز علي الواقع الحقيقي لمشروع تكلفة انشاؤه لمسافة ٢٦ كيلو بقيمة سبعين مليون، و قد يفسرها البعض علي انها “التلاعب بالالفاظ و اخفاء الحقيقة.

&

تكلفة الانشاء غير حقيقة، مبالغ بها

و اود الاشارة هنا، ان مائتين و خمس و ستون مليون دولار هي قيمة أنبوب الغاز العراقي الإيراني لمسافة مائتين و احد عشر كيلو، بواقع مليون و مائتي و خمس و عشرون دولار للكيلو ( ١٢٥٥٩٢٤)، و بالنسبة و التناسب فان التكلفة المقدرة للخط الاسرائيلي لمسافة سته و عشرون كيلو يجب ان تكون اثنين و ثلاثون مليون دولار (٣٢٦٥٤٠٢٨ )، فلماذا الحديث عن سبعين مليون دولار اي ضعف المبلغ !! هل هذا الفرق خدمات او خدامات؟

&سؤال هندسي بحت يحتاج الي ارقام موثقة من وزير الطاقة، و حوار بشفافية مع نقابة المهندسيين و المقاوليين، حيث من غير المقبول ان يدفع المواطن الاردني ثمن تشييد خط مرتين في فاتوره تشغيلية.

ثم يآتي تصريح ثالث لرئيس الحكومة في نفس اللقاء مع الصحفيين، ليؤكد ما سبق، اذ قيل ان اتفاقية وادي عربه اشارات الي التعاون في مجال الطاقة و ان من مصلحة الاردن تنويع “ مصادر الطاقة”. و القصد منها حسب فهم الرئيس لدي شرحه ذلك لرؤوساء التحرير “اي تنويع مصدر استيراد الطاقة من دول اخري “.

بينما في الحقيقة و في العلم تنويع مصادر الطاقة هو مفهوم علمي يقصد به انواع من الطاقة، و عدم الاعتماد علي نوعا او مصدرا واحدا ؛ و منها مثلا طاقة الرياح، الطاقة الضؤوية، الميكانيكية، المتجددة و غير المتجددة، و غيرها و ليس القصد تنويع مصادر الطاقة بالاعتماد و الاتجاه الي “اسرائيل” كمصدر مثلا.

و التسآولات المطروحة اين هي الاتفاقية الموقعة بين وزراء من العراق ومصر والأردن في آذار 2014 مثلا، و اين بروتوكول التعاون المشترك العربي في مجال الطاقة، الذي اشتمل على ربط العراق بخط الغاز العربي الممتد بين مصر والأردن للاستفادة من الطاقات الفائضة من الغاز العراقي، كما شمل أيضا مد خط أنابيب لنقل النفط الخام من العراق يمر عبر الأردن حتى ميناء العقبة على البحر الأحمر، لاستغلال الطاقات الفائضة من النفط الخام العراقي لتلبية احتياجات الأردن.

&

معاريف تشير الي ضغوط وزير الخارجية الامريكي

هذا وقد كان نشر الصحفي الاسرائيلي “ افي بار “ في جريدة معاريف ٢٥ يونيو ٢٠١٥، ان الوزير الامريكي جون كيري يمتلك اكثر من مليون دولار في شرك نوبل انيرجي التي ستواجه صعوبات في حال لم تقم بايجاد مشتر للغاز الاسرائيلي، و قد قام “كيري؛ بالضغط علي كل من مصر و الاردن لشراء الغاز الاسرائيلي. (الخبر منقول عن معاريف و موثق علي الانترنت عبر موقع الجريدة).

استيراد الغاز خدمة لاسرائيل و شركاتها بالدرجة الاولي قبل ان يكون مصدرا للغاز في الاردن و مساندة لشركة من قام ببناء خط بارليف ليقوم بانشاء انبوب الغاز الاسرائيلي الاردني.

لنطفيء الانوار و تصبحون علي خير، و كيري كيري راح تطيري “ طير العصافيري “.