كان يحلم أن يموت على خشبة المسرح،

لكنه مات على سرير عام مر عليه كثيرون!

حوله صقيع شاسع، له بياض الثلج وزرقة السماء، وكم تكون السماء عندنا مخيفة في هذه الساعة!

بين وخزة وردة، وضحكة طفل لاه، أصغى لنفسه، كأنما لأول مرة،

كأن الدهر لم يمر من بين أصابعه مرور نهر طويل بين بوابات النواعير حيث مسقط رأسه!

لحظة المغادرة يأتي مسقط الرأس إلينا أين نكون!

كان يفكر أهذا هو مشهد مسرحي؟ سينتهي منه، يسمع تصفيق الجمهور، ثم يمضي مع صحبه إلى الحانة!

أم هو المشهد الأخير على المسرح الكبير حيث لا أناسا تصفق، ولا كئوسا في الحانة تنتظره؟

حاول أن يكابر، سيجعله مشهدا مسرحيا بسيطا عابرا!

حسمت تلك اليد الناعمة الساحرة كل شيء.

هذا هو المشهد الوحيد الذي مهما أجدت تمثيله قديما، لم تتقنه أبدا، ولم تؤده إلا كمحاولة لا غير!

هنا فقط الأداء الصحيح!

لا محاولة، ولا يجوز أي ارتجال، أو تلاعب بالنص!

هنا الفعل يأتي منتهيا حاسما.

وهنا خشبة ضيقة لا تتسع إلا لك!

الممثلون تفرقوا كل إلى مصيره.

وهذا المشهد ستؤديه وحدك دون مخرج، ولا ملقن!

مشهد بارد مقيت، لا يؤدى دقيقا صحيحا كاملا إلا هنا، وبعد أن يكون كل مشهد قد أودي كيف ما اتفق!

كنت تتساءل أين علي أن أمثل؟ بينكم؟ أم أمامكم؟ أين هو التمثيل الحقيقي؟ على الخشبة؟ أم على الأرض؟

غدا لمرة وحيدة وأخيرة؛ سيحمل جمهورك مسرحك الصغير على أكتافهم!

وأنت راقد دون حراك، سوى باتجاه واحدة، حفرة الصمت النهائي للمسرح! وهم يعرفون جيدا أنك أجدت التمثيل على الخشبة، ولم تجد التمثيل على الأرض، كان ذاك سر لعبتك، وحيرتك التي ستحملها معك

حيث يتلاشى جسدك في الأرض الدائرة في مسرح الكون، بجدوى؟ أم دون جدوى؟