السيد (شيروان) أحد باعة الحلويات المتجولين في مدينة (هه ولير) قال لي اليوم: (عبثأ تتظاهرون وترهقون أنفسكم وتعرضون حياتكم للخطر......!! هل تظنون أن (حكومتنا الرشيدة ) تنقصها البدائل لمعالجة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المزري في الإقليم؟

&اقول لكم بكل الصراحة والوضوح وانا لا أفهم في السياسة ولا أعرف شيئا في السياسة اقول لكم:

&ضعوا المقترحات والحلول والمطاليب والشعارات في جيوبكم الفارغة لان الحكومة تعرف جيداً لا احد يستطيع ان يعلق الجرس على رقبة غيلان وحيتان الفساد والانتهازيين الذين اوصلوا الإقليم الى طريق مسدود.

اسمع يا صاحبي، الكل يعرف أن كلا الحزبين (الديمقراطى الكردستانى والاتحاد الوطنى) يسيطران على القضاء والمحاكم والاجهزة الأمنية وجميع قطاع ومفاصل إقليم الحكومية، وعليه يستحيل معاقبة المسؤولين الحزبيين والحكوميين المتورطين بجرائم الفساد والسرقات والنهب المنظم للثروات الوطنية.

قاطعته وقلت له: نحن لانرهق انفسنا كما تقول، وانما نناضل سلميأ من اجلك ومن اجل المواطن البسيط الذي يشكل القاعدة العريضة في الإقليم، الا ترى حال الناس، الا ترى حال الموظفين والمعلمين والمتقاعدين والبيشمركة، الا تعرف بان الازمة المالية والغبن والتهميش و التحزب الضيق والمحسوبية والمنسوبية تطحن المواطن الكردستاني طحن الرحى؟&

أخذ السيد ( شيروان ) نفسا عميقا واردف بصوتٍ خافت : من قال إن الأزمة هي اقتصادية بالأساس، ومتى كان يدار الاقتصاد أصلاً بمعايير واعتبارات اقتصادية في الإقليم؟ ومنذ متى كانت الحكومة التي امتلأت خزائنها بالفساد وبكل انواعه واشكاله تدير وتفكر بالاقتصاد اصلا؟ الا ترى حال الإقليم وشعبه بعد مروراكثر من (24 )عام على الاستقلال الضمني عن بغداد, (لا أنتاج ولا عقول ولا كفاءات ولا زراعة ولا صناعة ولا سياحة )....؟&

اسمع يا صاحبي، حسب رأيي المتواضع ان الازمة في الإقليم هي بالقطع ليست كما تتصورون انتم، الازمة هي في جوهرها أزمة سياسية بحتة،, انها ازمة الصراع على المنصب والهيمنة والتفرد بالسلطة ونهب الثروات وأزمة حكم أرهقته مطاردة الأزمات والصراعات الحزبية المقيتة المتراكة منذ التسعينات من القرن الماضي الى اليوم...!!

اقترب السيد (شيروان) مني خطوة ولف ذراعه حول كتفي ثم قال بصوت منخفض : فكر معي قليلا لماذا الحكومة تجبر المواطن البسيط في الإقليم ان يدفع من قوته لملء خزائنها التي لا تمتلئ ابدأ؟&

لماذا فرضت الحكومة نظام التقشف والادخارالاجباري على موظفيها؟ لماذا تحولت تعهدات الحكومة بمحاربة الفساد إلى مجرد تصريحات غير قابلة للتطبيق؟&

كونوا صادقين مع انفسكم:&

بربكم هل من المعقول ان تطالبون من حكومة فاشلة وفاسدة وغارقة الى حد النخاع في الفساد المالي والإداري والسياسي ان تكافح الفساد وتحاسب المفسدين؟ الا تعرفون بان ( تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى نزولا للأسفل ) كما قال ( لي كوان يو )؟ ثم هل سألتم انفسكم لماذا لاتقدم الحكومة نصوصا قانونية تمنح صلاحيات قوية لمحاسبة المفسدين وسارقي المال العام والمتنعمين باموال وثروات الإقليم؟&

الا تعرفون بأن الحكومة هي مصدر أغلب الفساد الذي ينتشر في كل مفاصلها؟&

الاتعرفون بان الإقليم غارق في بحرالفساد والديون والصراعات الحزبية المقيتة حتى قمة رأسه؟&

&

يتبع&