&إن الذين بحاجة لحبات البنادول، هم أصحاب مشروع الدويلة العلوية اللقيطة، أمثال بشار الجعفري ورئيسه بشار الأسد، الذين يقومون بعمليات تطهير طائفي بحق الإخوة السنة، في كل من حمص، والشريط الحدودي الملاصق للحدود اللبنانية، وليس الكرد، أصحاب قضية عادلة ومشروعة، كونهم شعبا مختلفا عن العرب والفرس والأتراك، والكرد أحد أقدم شعوب هذه المنطقة، ويعيشون على أرضهم كردستان، منذ ألاف الأعوام.

&
فمن هم العلويون؟ أو بالأصح النصيريين؟
سأترك الإجابة عن هذا التساؤل للإخوة القراء الكرام ليجيبوا عليه، ولكن فقط اود القول بأن النصيريين ليسوا بشعب، ولا مسلمين ولا سوريين في الأصل، فهم قدموا من جنوب العراق وإستطونوا جبال الساحل السوري. ومع هذا يسعون إلى قطع جزء من سوريا وإنشاء كيان طائفي منفصل، خاص بهم على الساحل، مستغلين وجودهم في السلطة، والتأييد الإيراني والروسي لهم في ذلك.&
&
طموح الكرد في اقامة دولة مستقلة معلن ومعروف، يعلمه كل مَن قرأ شيئآ مِن التاريخ، وهو حق شرعي، وفق الشرائع السماوية والدولية كلها. والمطالبة بالفيدرالية في سوريا لا يعيبهم أبدآ، وهذا من حقهم كثاني قومية في البلاد، وهناك العديد من الدول الفدرالية حول العالم، ومنها دول عربية ناجحة كدولة الإمارات. وهذا إذا أخذنا بعين الإعتبار سوريا دولة متعددة القوميات وكيان مصطنع، وعانت من الإستبداد والإقصاء منذ أيامها الإولى وإلى الأن. وفي النهاية لا يمكن حل الأزمة السورية، من دون حل القضية الكردية، حلآ عادلآ يرضي الكرد حتى لو رحل بشار الأسد اليوم عن السلطة.
&
وكلام بشار الجعفري، يدل على طبيعة هذا النظام العنصري والطائفي، الذي لا مثيل له في القبح والإجرام، عبر التاريخ. ويؤكد بشكل قاطع، أنه غير جاد في إيجاد حل سلمي للأزمة السورية الدامية، ومعادي للشعب الكردي. والنظام ليس وحده الغير جاد في إيجاد حل وطني يجمع عليه كافة السوريين ومعادي للحقوق الكردية المشروعة، بل معارضة إسطنبول هي الأخرى غير جادة في إيجاد مثل هذا، وقد شاهدنا كيف إتفق الطرفان، على إستبعاد الكرد عن مؤتمر جنيف الذي تعثر وتأجل، وإلتقى منذر ماخوس مع بشار الجعفري في الرأي، حول رفض فكرة سوريا الفدرالية، وحصول الكرد على إقليم خاص بهم، في إطار هذه الفدرالية.
&
إن الكلام الذي تفوه به بشار الجعفري، ذكرني بكلام مشابه له تبجح به طارق عزيز قبل سنوات، في إحدى لقاءاته مع الوفد الكردي المفاوض ببغداد حيث قال:
"على الكرد نسيان مدينة كركوك، ويكفيهم النظر إليها من بعيد".
&
والجميع يعلم أين إنتهى عزيز وبيد مَن كركوك الأن وفهمكم كفاية. وبالنسبة للسيد الجعفري، أقول لا تشطح كثيرآ، فالأيام القادمة كفيلة بأن تثبت لكَ وللأخرين، بأن الكرد باتوا على أبواب إقامة كيانهم الثاني وهذه المرة في غرب كردستان، وإقليم غرب كردستان يضم فسيفساءً من الأديان والإثنيات والمذاهب، والكرد فخورين بذلك جدآ. وسيحمون الجميع بدمائهم كما فعلوا حتى الأن، والكرد يسعون إلى بناء وطن يحكمه القانون، ويعيش فيه الجميع بسلام وأمان، وليس جيبآ طائفيآ لقيطآ مثلما تفعلون أنتم في الساحل.
&
وفي الختام، أدعوا كل من على عينيه غشاوى ليراجع الطبيب، حتى يرى الإمور على حقيقتها، لا كما يتخيلها أو يحلو له أن يتصورها.
&