&
هذا ما أكدته بعض الجهات الرسمية العراقية، وبعض المنظمات التي تُحصي أعداد ضحايا التفجيرات من شهداء وجرحى وكذلك تُسلط &الضوء على دراسة خَلفيات الانتحاريين الثقافية، وبيئاتهم الاجتماعية، وجنسياتهم، والدافع أو الحافز الذي يدفعهم للإقدام على تنفيذ مثل هكذا أعمال، والملفت في الأمر أن يأتي الفلسطينيون بالمرتبة الأولى بِعَدَد الانتحاريين الذي تراوح بَين ( 1300 _ 1400 ) إنتحاريآ مبتعدين عن أقرب منافسيهم السعوديين بفارق كبير جدآ، وهذه النسبة الكبيرة من الانتحاريين &الفلسطينيين تدل أو تؤشر &على إن هناك طبقات واسعة من الشعب الفلسطيني في الشَتات أو حتى في الضفة والقطاع تحمل أحقادآ وضغائن متباينة على الشعب العراقي وتَكن له الكراهية ، مُحملة إياه ( حسب بعض إستطلاعات الرأي ) مسؤولية سقوط الطاغية صدام الذي كان يُغدق بلا حِساب لشِراء ذِمم الكثير من المُرتزقة العَرب وخاصة الفلسطينيين
وهنا لا بد أن نشير وحسب وقائع ومعطيات وحقائق تأريخية الى التخبط الكبير الذي عانته النخب الفكرية والقيادات السياسية الفلسطينية في مسيرتها التي سميت بالتحررية، فهذه النخب أوقعت نفسها ومن وراءها الشعب الفلسطيني بمطبات قاتلة عندما أساءت التصرف في الكثير من المواقف التي كانت تتطلب منها &الحنكة والذكاء وتقديم مصالح الشعب العليا على المصالح الشخصية والفئوية،لكنها تَصرفت بِرعونة وإستهتار وغامَرت بِمُستَقبل شَعب فلسطين، إذ إصطدمت تلك النُخب والقيادات بالدول &التي &دعمت القضية الفلسطينية وقدمت لها كل المساعدات الممكنة، فهم في الأردن أرادوا أن يَحكموا وَيَتحكموا وينشأوا وطنآ بديلآ، فكان لهم أيلول الأسود من عام 1970 بدمويته وآثاره التي لا زالت باقية لحد الآن، وفي لبنان لم يتعظوا من درس عَمان فَحَدث لهم نفس السيناريوا تقريبآ، عندما فكروا أيضآ بالوطن البديل ، ثم تونس التي فتحت ذراعيها لمنظمة التحرير ولم تلبث طويلآ حَيثُ إستشاط شعبها غضبآ من تصرفات أعضاءها، بعدها الكويت حيث أوقعهم صدام في الفخ &وأوهمهم أيضآ إن الكويت ممكن أن تكون لهم ذلك الوطن البديل، فما كان من تلك القيادات إلا التأييد بدون أدنى &تمحيص أو قراءة لواقع الأزمة الكويتية وتداعياتها الإقليمية والعالمية مما كانت له آثار سلبية مدمرة على المقيمين الفلسطينيين في الكويت والذين كان عددهم يتجاوز النصف مليون أو يزيد حيث دفع هؤلاء ثمن الإنجرار وراء نُخَبهم السياسية التي كانت إلعوبة بيد بَعض الأنظمة العربية، فَبعد تحرير الكويت على يد التحالف الدولي، طُرِد الفلسطينيون من الكويت بَعد سَلبهم مُمتَلكاتهم ومُعاملتهم بوحشية، لكن النُخب الفلسطينية بغالبيتها &سياسيين وَمُثقفين ورجال دين لم تستوعب تلك الدروس فها هم &يقعون بالأخطاء &نفسها ويضيفون عدوآ جيديدآ لهم وهذه المرة الشعب العراقي الذي كان &يُعد من أكثر الشعوب تعاطفآ مع الشعب الفلسطيني، فنسبة إنتحاريهم الذين فجروا أنفسهم بالعراق وبين المدنيين كبيرآ قياسآ بعدد سكان فلسطين،وهذا مما جعل الكثير من العراقيين يتراجعون عن الكَثير من &قناعاتهم بالنسبة لمسألة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث بدأت &تُسمَع أصوات من هنا وهناك &تُجاهر علنآ بتحسين العلاقات مع إسرائيل وتطبيعها وتطالب الجهات السياسية العراقية بإتخاذ خطوات ملموسة في هذا الإتجاه، وهؤلاء يستندون في قناعاتهم تلك على إن العراق ليس من دول الطوق وهو غير معني بالخلافات الحدودية بين بَعض الدول العربية وإسرائيل، علاوة على المفهوم الذي بدأ يتبلور بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة ومفاده هو وجود إسرائيليين أفضل من التحرير تحت صيحات التكفيريين
&
&
&